'
"إستعداداً للإقلاع المَرجو التأكد مِن احزمه ومُلحقات المَقاعِد وإبقاء ستائِر النوافذ مَفتوحه "صَدحَ صوتُ التعليمات الإلكتروني في جميع أنحاء الطائِره ليُذعِن الجميع تنفيذاً لأوامره حفاظاً على حيواتِهم موقنين أنّ تِلك التعليمات هي مَن ستَصل بِهم الى بر الأمان , إنطلقت
رِحلتنا مُحلقين الى السماء لتُطفأ الأنوار ويُخيم الصمْت على جميع الرُكاب تاركين المَجال لصوتِ العجلات التي تحتكُ في سَطح الأرض بِقوه إستعداداً للتحليق وبعد لحظات صدر صوت تِلك العجلات وهي تَدخُل الى داخل هيكل الطائِره مُعلنه اتمام مُهمه الطيران في نجاحوبعد بِضع دقائق مِن مُحاربه المطّبات الهوائية والأرجحه على كِلا جانبي الطائره أُطفأت علامه ربط الحِزام اخيراً مُعلنه اننا بِتنا نسبح في السماء بِحُريه ، إستيقظ الجَميع وكأنهم كانو في سُبات ليبدأ صُراخ الاطفال ومَعُه بدأت حركه الرُكاب بين الطُرقات
_____________________ارحتُ رأسي الى النافذه بجواري وانا اضم الغطاء الي صدري لاكتساب قليل من الدفأ ظلام الليل يكسو النافذه التي
تَقبع بجواري لتكون اشبه بنافذه مُطله على فضاء لا يتخلله اي معالم للحياة ، طقطقتُ مفاصل عُنقي بتعب وانا ارمق ْْساعه يدي بصعوبه بحثاً عن عقاربها بعينين شبه ناعستين تُغلق
عيناي رغماً عنها ويتعالى تثاؤبي حتى بدأ الظلام يسبح داخل رأسي ، لكن ضوءٌ ما خافت لَوّح لي قبلَ ذهاب عيني في سُبات عَميق كي افتحهما بتثاقل لأنظر باتجاه مصدر ذلك الضوء لاجد مجموعه صغيره من الأنوار تلمع من على مسافه بَعيده
"يبدو أننا وصلنا "
"نعم "
"يالا روعه الأضواء من الأعلى "ازدادت التمتمات من حولي ليتلتف الجميعْ حولَ النوافذْ انتظاراً للمشهدِ الخلاّب الذي سيفرض نفسه بعد بضعه دقائِق مِن الآن ،
بدأ الصداع يصدح في رأسي بطنينٍ مؤلم يرسم طريقاً بمطرقته وقد بدأت معه معالم المدينه بالبروز شيئاً فشيئاًوأخذت الأضواء في ان تُصبح اكثر لمعاناً , اغلقتُ النافذه بحِنق
" مجرد حماقه " وانا أهمس مقطبه لحاجبي شهقتُ بعضاً من الهواء الذي تغير ضغطه استجابه للهُبوط لأرمِق ذلك الفتىالأشقر الذي يقطِن بجواري ، كانَ صدرهُ يعلو ويهبط في اتزان مشيراً انه في سُباتٍ عميقْ ، لم يكُف عن الثرثره طوال
الرحله حتى أصابني بالصداع وغط هو في النوم دون اي
شعور بالذّنب تنهدتُ وانا انظُر للكرسي على الجانِب الاخر من الطائره لِتستقر عيناي على فتاه صغيره تتشاجرْ مع
أنت تقرأ
شيطان بِقلبٍ بشري
Misterio / Suspenso، نظَرَ إليها والحُزن يأكل محياه ليس شعوراً بالذنب فقدْ فقدَ جميع مشاعره الانسانيه مُنذ تِلك الليله ، ليله حُفرِت في ذاكرته لا تفارُقه البتّه لكنْ شُعوره بِالحُزن كان لانّه رأى نَفسه القديمه بها ، وكأنه ينْظر الى مرآة منذُ سنوات مضت ، "أنتِ تُذكريني...