~من قبل مجيئه~

1.2K 83 9
                                    


yoonji:

كل ما أتذكره حول ابي جيمين وكيف دخل لحياتنا هو
انني شعرت برابط ما ...مشاعر قوية تملكتني من ناحيته
لقد كان لطيفا للغاية معي ولم يعاملني بنقص أبدا كما يفعل الجميع

الجميع كان ينظر لي نظرة كنت أعجز عن تفسيرها

للصراحة لاأذكر الكثير من حياتي قبل قدومه كنت أصغر من أن أعي أي شيء أساسا لكن حين أنبش داخل أعماق ذاكرتي
تراودني لقطات ولمحات صغيرة كل ما أذكر هو ان أبي كان يحبني ويهتم بي أكثر من أي شيء

لكن الذكرى التي لم تفارقني ليومنا هذا يوم سافرنا لكوريا
ذاك السفر خلق في أعماقي شرخا وكانت تلك أول مرة أشعر فيها بقسوة البشر وقرفهم

كوريا في البدايةكانت شيئا مجهولا لي لم أعرف معناها
ظننت أننا سنذهب لمدينة بجانب مدينتنا مونط لاجولي
كما إعتدنا
او أن سفرنا لكوريا تلك سيكون لشخص يسمى كوريا وسنذهب لكي نزوره ونرجع
لقد كنت أصغر من أدرك قبل أن يشرح لي والدي ويطمئن قلبي من ارتباكه حول هذه الرحلة المجهولة

"حسنا صغيرتي الآن سنذهب للمطار كي نذهب لدولة أخرى وراء البحار من هناك أتيت أنا وهناك يقطن أهلي
سنذهب لنزورهم وكي تتعرفي عليهم وتعرفي من أين أتى أبوك (انحنى ليصل لمستواي)
قد لا تمشي الأمور كما آمل لكن تذكري انهم طيبون ويحبوننا كثيرا "

تلك الملامح التي كانت تعلوا وجهه لازالت تجول في خيال ذاكرتي لليوم
وجهه كان مختلفا عن العادة كان به شيء من الضعف
والخوف
رغم صغري إلا أنني لحظت هذا ولاحظت محاولاته لاخفاء مشاعره
مما جعلني استشعر خطورة مانحن مقدمين عليه
فوقتها شعرت أن هالة والدي الفرحة والنشيطة تلاشت شيئا ما
كل ماأذكره عن تلك البلاد هو أننا قصدنا مكانا كان غريبا علي
لكن غرابته لم تجذبني كما العادة .. لم أتحمس ولم أسأل ابي طوال الرحلة عن ماهو مجهول لكي أشفي فضولي

لم يكن لدي فضول لشيء بل كانت تلك الأماكن تعطيني إحساس خوف ورهبة
أننا ذاهبون لماهو خطر شيء قد يؤذينا
وحين وصلنا عند عتبة باب منزل ما
وقفت بجانب والدي ممسكة بكفه في يدي الصغيرة
حينها شعرت أنني لست الوحيدة الخائفة
بل حتى والدي كان خائفا بشكل ما شعرت بذلك
قبل أن يقدم خطواته للأمام أعطيته نظرة مليئة بالرجاء كي لا ندخل كي نرجع أدراجنا
لست مستعدة لملاقاة ناس غريبة وفجأة يصبحون عائلتي
اريدك أنت فقط

حاولت أن أنطق بهذا دون حديث لكن بشكل ما أبي ولأول مرة يرفض لي طلبا حتى وإن كانت نظراتي مليئة بالترجي

ربت على كتفي وأمرني أن أنتظر وأن لا أحدث أي غريب وانه سيأتي بعد قليل ليصطحبني للداخل

أذكر مظهر ظهره الذي إختفى وراء الباب
وأذكر دموعه التي خرجت معه من ذاك الباب النحاسي اللعين
أذكر ليف أنه حين رآني مسح دموعه وآتى مبتسما
إبتسامته تلك كانت منكسرة
ودموعه لم تتوقف رغم محاولته حبسها
ركض لناحيتي ليحتضنني شعرت حينها أن والدي فعلا يحتاجني
حضنه كان شادا علي بينما أسمع صوت أنينه المكتوم
لقد كان إحساسي بمحله ولم أستطع حماية والدي من الخطر لذا بكيت أيضا لقد شعرت بالذنب حينها

رنين صوت والدي ينطق بكلمة "آسف صغيرتي أنا آسف جدا "
بلكنته المرتجفة يصدح في أذني كل مرة أتذكر ماحدث

ليومنا هذا لم أسأله عن ماحدث يومها حين دخل ذاك البيت
وليس لي رغبة في معرفة ذلك
كما أنه أخبرني أن أنسى أنني أمتلك عائلة في كوريا
وأن انسى ماحدث وأن اتذكر فقط نزهاتنا بها وزياراتنا للأماكن التي كانت تعني له الكثير في طفولته

لكن تلك الذكرى اللعينة لم تغادر فكري يوما
منظر والد الذي رأيته أول مرة في حياتي
ضعفه الذي لمحته لأول مرة وإنكساره ذاك
جعلني أكره كوريا وكل مايتعلق بها ليومنا هذا

.....

النهاية❤

My parents are Gay Y.M +18|متوقفة|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن