ربما كلما زاد الضغط على عاتقنا إزددنا توتراًوقسوة , ربما هذا ما حدث معها حينما تشاجرت معه حول طبيعة تلك الرسالة التى أتت على هاتفه لتهدم كل شىء , تهدم الأمان والفرحة داخل منزلهم ليتحول الأمر بينهم إلى خصام دام فوق الثلاثة أشهر , لم يقرب منزلهم طوال تلك المدة , لم يُحادث سوى ميرا وإياد علي الهاتف كل عدة أيام , بينما كانت والدته تأتى كلما إستطاعت لتعطيها مبلغ يكفى حاجتها إلى أن يأتيها منه أخر , لم تستطع إعادته , كلما حادثته كان يُجيب إتصالاتها بعدم الرد وهذا ما كان يؤلمها , هل سينفذ حديثه حقاً بالإبتعاد عنها ومعاقبتها ؟! , وإلى متى سيستمر ذاك العقاب ؟! , كيف طاوعه قلبه أن يتركها كل تلك المدة دون أن يتكلف بالإطمئنان عنها أو سماع صوتها ؟! , هل آلمته إلى تلك الدرجة !!
إنتبهت لصوت بالخارج فنهضت من جلستها سريعاً بخوف وهى تخطو بهدوء تجاه الصالة حيث مصدر الصوت , لمحته يجلس على الأريكة فتوقفت رغماً
عنها تطالعه بعدم تصديق وفرحة تسربت داخلها بهدوء , حاولت التطلع لملامحه ولكنها لم تستطع فلقد كان يوليها ظهره فإقتربت إلى أن وقفت أمامه مباشرةً وحينها إلتقت أعينهم , أعين غاضبة ثائرة وأخرى حزينة نادمةجلست تجاوره بصمت دام لعدة دقائق قبل أن يتحدث هو بهدوء قائلاً
- ماما قالتلى إن جنة تعبت وودتيها للدكتور .. مكلمتنيش ليه يا رهف أول ما تعبت ؟
أجابته بعتاب واضح بحديثها
- وهو أنت بترد على مكلماتى أصلاً .. ده حتى لما جيتلك عند ماما منال مردتش تشوفنى .. للدرجادى يا يامن قسيت عليا
نظر لها بإستنكار لحديثها قائلاً
- أنا اللى قسيت بردو .. أنا اللى أهنت ونسيت كل حاجة حلوة ومبقتش شايف غير إن الطرف التانى خاين وبس
توترت ملامحها قائلة بدفاع سخر منه
- أنا من حقى أشك بعد اللى حصل .. أنا بردو ست وبغيير عليك .. أنت نسيت موضوع المكتب واللى عملته
إنفعل قائلاً عند عبارتها الأخيرة
- تانى يا رهف .. تانى بتقولى اللى عملته .. هفضل لإمتى أقولك إنى مخنتكيش
نظرت حولها ثم هتفت قائلة برجاء
- الولاد نايمين وهيصحوا من صوتك
نهض من جلسته بغضب دون أن يعلق فإستدارت تطالعه بخوف إلى أن وجدته يدلف إلى غرفتهم فأعادت رأسها للخلف بتعب يغمره راحة كبيرة لوجوده ولكنها ما لبث أن إعتدلت سريعاً وهى تتطلع له بذهول ما إن وجدته يتجه إلى الباب , إنتفضت تلحق به لتوقفه قبل أن يفتح الباب مباشرة ًقائلة
- أنت رايح فين ؟
أجابها بهدوء
- إتطمنت على جنة خلاص وماشى .. لو تعبت تانى كلمينى علطول وأنا سيبتلك فلوس جوا على الكومود
أنت تقرأ
شهوه بإسم الحب " الجزء التانى من ما بين الحب والرغبه "
Romanceهل للقلب أن يُخطىء يوماً في من وهبهُ حُبه ؟ , هل يتحول الحب بداخل القلوب لِكره مهما إشتدت الخلافات ؟ , هل مازالت هناك تلك المشاعر بين الأزواج أم أن الشهوه قد تغلبت على الجميع فلم يعد مكان للحب بيننا ؟! لن أنتظر تلك المرة إجابة محددة فالشهوه عند الب...