💘رواية
جنون المطر ( 2 )
الجزء 4نظرت للهاتف المحمول بين يديها بحزن يصلها صوت المجيب الآلي
وهويخبرها مجددا وللمرة ما يقارب العاشرة بأن الرقم مشغول ,
تحركت الواقفة خلف سريرها الجالسة عليه حيث كانت تقف عند الباب
الزجاجي لتلك الشرفة الواسعة , دارت حول السرير حتى أصبحت
أمامها وقالت ببرود " جيد يبدوا أننا تعادلنا "
رفعت نظراتها بها وارتفعت رموشها السوداء الطويلة كاشفة عن
ترقرق الدموع في تلك الأحداق الزرقاء الواسعة وقالت برجاء شبه
باكي " سأحاول مجددا بما أن الرقم ليس مغلقا فثمة أمل ولن أسمح
لك بالتراجع عن اتفاقنا يا غيسانة "
لوحت تلك بيدها أمام وجهها قائلة بسخط " اتفاق ماذا وأنتي أفسدت
كل شيء ؟ لولا طيبة قلبي ما أكملت ذاك الاتفاق الأخرق فلم يعد
من حقك أن .... "
قاطعتها الجالسة أمامها بعبرة مخنوقة " بلى كان اتفاقنا أن تجلبي رقما
يوصلني لوالدتي وأن أكلمها من هاتفك مقابل مساعدتي لصديقتك تلك "
تخصرت الواقفة فوقها وقالت بضيق " وأنتي لم تساعدي كارميلا بل
ورطتني معها وأفسدت كل شيء بخروجك الذي كان لا داع له فقد كاد
الرجل يقع في المصيدة ونرجع القرص منه وينتهي كل شيء لكنك
فررت كالدجاجة "
شدت أناملها المرتجفة على الهاتف بسبب ذكرى ما حدث ودمعتها
اليتيمة تلك تفارق رموشها متدحرجة على وجنتها المشمشية الرقيقة
وقالت بضيق
" كيف تريدين مني البقاء هناك ؟ أنتي لم تري نظرات ذاك الرجل كدت
أموت رعبا وأنا أراه يقترب مني , هل كنت تتوقعين أن أستقبله
بالأحضان مثلا ؟ "
صاحت بها بحنق " وما جنيت من خروجك يا غبية ؟ لقد فقد الرجل
قدمه وتحولت تلك الليلة لكابوس ما ضننت أننا سنفيق جميعا منه "
أسدلت رموشها للأسفل مجددا وهمست بحزن تكابد دمعة جديدة
ترفض الخنوع لسيطرتها " معك حق ما الذي جنيته سوى أني أوديت
بحياة شاب لا دخل له من أجل انقادي , كنت أستحق أن ألقى مصيري
هناك وأواجه خطئي وحدي "
تأففت الواقفة فوقها وتحركت بخطوات غير منتظمة ضجرة وكسولة
