11

3K 58 3
                                    

💘رواية
جنون المطر ( 2 )
الجزء 11

شعر بذاك الثقل الصغير الذي وقع على ظهره المنحني وهو يملأ
استمارة ببياناته الشخصية فكتم أنفاسه مبتسما وما هي إلا ثواني قليلة
وظهرت تلك الذراعين الصغيرةالبيضاء أمام ذقنه ووصلته تلك الضحكة
الطفولية الرقيقة فغرس أسنانه في بشرتها الناعمة الملساء بشكل
خفيف أخرج صرختها الضاحكة وأبعدها عن ظهره منزلا لها
في حجره وانهال عليها بلكماته الخفيفة وهي في ضحك مستمر وقال
مبتسما 
" تلقي عقابك يا مشاكسة "

نجت منه بأعجوبة وقد حالفها الحظ باقتراب والدتها منهما وقد قالت
مبتسمة تنظرللأوراق على الطاولة الزجاجية المنخفضة أمام الأريكة
التي يجلس عليها

" إذاً ما سمعته من والدك صحيح يا أبان ؟ "

انكب على الأوراق مجددا وقال
" أجل لقد تم قبولي بسرعة لم أتوقعها "

جلست في الأريكة المقابلة له وقالت
" وكيف يرفضون من هو في مثل معدلك ؟

حتى جامعتك عرضت عليك أن تكون معيدا فيها , ولولا رفض والدك
لكنت ضمن المبتعثين للخارج "

قال وهو يملأ باقي الخانات " ما أستغربه أن لا تغضبي أنتي من رفض
والدي أن أسافر للخارج من أجل الدراسة ! "

ضمت يديها في حجرها وضيقت عينيها وهي تنظر لرأسه المنحني
وشعره الأسود الكث وقالت ببرود " لا لم أغضب لأنه على حق فليس
جميع من يسافر لتلك البلدان يرجع كما ذهب لها , ثم لا أراك أنت أيضا
اعترضت لكنت ذهبت رغما عن الجميع ... ابني وأعرفك جيدا "

رفع رأسه وجسده واتكأ للخلف على ظهر الأريكة مادا ذراعيه عليها
ونصب ساق على الأخرى وقال يغيظها كعادته
" صبرك علينا يا جوزاء يا ابنة شاهين الحالك لا يسمعك زوجك وأبات
الليلة خارج المنزل "

كتفت يديها لصدرها وقالت بذات برودها متجاهلة ما يرمي له
" ظننت أنك ستعمل بشهادتك , وكنت تحدثت مع والدك بشأن فتح مكتب محاماة لك "

أنزل قدمه بقفزة خفيفة وعاد لأوراقه قائلا
" الدراسات العليا هي طموحي الوحيد ولن أتوقف حتى أحصل على
درجة الدكتوراه , وممارسة المحاماة تأتي لا حقا "

تنهدت بصبر على عناد ابنها الذي تعرفه جيدا وقالت بهدوء
" لكن عملك كمحام مهم أيضا يا أبان ولن يضر دراستك في شيء بل
أراه سيساعدك فيها "

قال بلامبالاة ولازال منكبا على الورقة
" سأرى ... أفكر في الأمر وأقرر "

هزت رأسها بيأس منه وهي تعي جيدا أنه لن يفعل إلا ما يريده هو
ويسكتها لبعض الوقت ليس إلا , قالت بعد صمت دام للحظات حتى
ضن أنها غادرت " وماذا بشأن ما تحدثنا عنه سابقا ؟ "

رفع رأسه ونظر لها وقال بتفكير " عن ماذا تحدثنا ؟ "

قالت بضيق " أجل تنسى فقط ما تريد نسيانه , الزواج أعني يا ابن
أيوب أولنقل الخطبة أولا "

جنون المطر (الجزء الثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن