💘رواية
جنون المطر ( 2 )
الجزء 5دفعه لداخل السيارة قائلا " تحرك هيا نفخت لي رأسي يا رجل "
ركب الكرسي متأففا وأغلق الباب بامتعاض وصوته يخرج من النافذة
المفتوحة يصل بوضوح للذي لف حولها ليجلس في مقعد السائق
" وضعي لا يشبه وضعك يا أبان متى ستفهم ذلك "
جلس أبان في كرسيه مغلقا الباب خلفه وشغل السيارة قائلا " من يسمعك
يضنك تتحدث عن ابن رئيس البلاد أو عن عملية ترويج للممنوعات "
وتابع والسيارة تتحرك بهما " أعدّها مغامرة صغيرة يا رجل فلسنا
نعارض الشرع ولا القانون "
كتف يديه لصدره قائلا بتنهيدة " لا تنسى أن والدك يكون ابن عائلة الشعاب
المعروفة وأن والدتك تكون ابنة شاهين الحالك شقيقة الأسطورة مطر
شاهين أما أنا فإن علقت فلن يخرجني منها أحد ولن أغامر بحياتي
لأني أحتاجها أكثر مما تحتاجني "
نظر له أبان بطرف عينه قائلا بمكر " من هذه التي تحتاجها أكثر مما
تحتاجك ؟ لا تقل أنها الحياة "
وانطلقت ضحكته مرتفعة والسيارة تشق بهما الشوارع المظلمة
بسرعةارتفعت تدريجيا فتمتم الجالس بجانبه بحنق " لن يفهم شخص مثلك ما
يعانيه شاب مثلي "
توقف عن الضحك ونظر له قائلا بهدوء " يمان لما لا تفتح لي قلبك
ألسنا صديقين ؟ لما أشعر أنه ثمة أمر يشغل دهنك دائما ! هل تعاني
من مشكلة ما ؟ أخبرني قد أساعدك في شيء , لا تسخر من حجم قدراتي "
هز رأسه هزة خفيفة منكرا شكوك الجالس بجواره واكتفى بصمته وقد
أشاح بوجهه جانبا جهة نافذته يراقب أنوار الشوارع والسيارات , عن
ماذا سيخبره
وما الذي سيساعده به ! همومه التي لا نهاية لها وسببها والده
وزوجته أم عن شقيقته ذات الثلاثة عشرة عاما .. طفلة قد ظلمتها
الحياة والظروف من يراها
يضنها شبحا مما ترى وتعاني , من كره العودة لمنزلهم نهارا كي لا
يرى تلك المعاناة التي إن تدخّل لمنعها عنها كان نصيبه مثلها
ونصيبها مضاعفا حتى
أصبح يهرب من ذاك المنزل حتى آخر الليل ليدخله وهي نائمة , هذا إن
لم يجدها معاقبة تنام على أرضية المطبخ الباردة وليس بيده شيء
