💘رواية
جنون المطر ( 2 )
الجزء 9أمسكت بيديه وهما يجلسان وقالت بحنان ناظرة لعينيه
" كيف حالك يا شاهر ؟ لما لا تتذكر شقيقتك إلا من شهر للآخر "شد على كفيها الدافئان بين برودة كفيه وقال بهدوء ناظرا لهما
" لأني مشغول أغلب الأيام يا رقية لكنت أزعجتك بزيارتي لك طوال
الوقت "تنهدت بصمت فنظر لعينيها وقال
" وما أخبار ضرار وسلطان وباقي زوجاته وأبنائهم ؟ رواح ووقاص رأيتهما من وقت قريب "أومأت برأسها هامسة
" جيدون جميعهم وضرار الصغير منهمك في اختباراته
والبقية لا ضير عليهم "ثم ركزت نظراتها على عينيه المسدلة جفنيها للأسفل ما أن سحب يديه وقالت
" ألم ترى تيم ؟ ما هي أخباره ؟ "
حرك رأسه بالنفي ونظره للأسفل متمتما
" لم أراه ولا أعلم عنه سوى أنه في شمال إنجلترا حاليا "تنهدت بأسى ومسحت بيدها على ذراعه هامسة برقة " سيلين قلبه يا
شاهر , السنين كفيلة بفعل ذلك وسيدرك يوما أنك كنت مجبرا على
تركه , وحين يرزق هو بابن سيعرف مشاعر الأبوة وأنك ما كنت
لتتخلى عنه بسهولة "شرد بنظره بعيدا وقال بابتسامة ساخرة
" هو لا يلومني على تركه بقدر ما يلوم الجميع على تخليهم عن والدته
ولا يريد أن يصدق أنها من اختار ذلك وحجتها سلامتي وأن يبقى
أحدنا له مستقبلا "جمعت كفيها لبعضهما وضمتهما عند شفتيها هامسة بحزن
" وها هو كبر دون أن يحتاج لأحد , حتى عمه وعم والدته وأنا عمته
شملنا في غضبه الأسود ولا يريد أن يعترف بنا أقارب له , ليته فقط
يتركني أراه من حين لآخر يكفيه عيشه وحيدا طوال عمره , ما
ذنبي أنا المرأة في حقده المدفون من الماضي "وصلها صوت شقيقها أجوفا جافا
" سلمي للأمر الواقع يا رقية فلا مكان للغفران في قلبه أبدا , لو
تفتشي قلب تيم فستجدي بأنه يلوم حتى حجارة جدران الغرفة التيماتت فيها والدته وكل فرد في تلك البلدة بل وتلك البلاد جميعها فكيف
بنا نحن ؟ "وغطت المرارة على صوته وهو يتابع
" عدا طبعا تلك الطفلة التي أصبحت زوجته والرجل الذي أخرجه من
البلاد بعد وفاة والدته , شخصان فقط اعترف بهما تيم في حاضره وإن
نصف اعتراف "حركت رأسها بيأس قائلة
" وكيف يعترف بها وهي في بلاد وهو في آخر ؟ إنها
سنوات مرت يا شاهر ولم يحضرها ولا ذهب لها ! أي اعتراف هذا وهو هنا وهي هناك ؟ "قال ونظره للأرض
" لو لم يكن معترفا بها في حياته ما كان تركها زوجة له حتى
الآن .. ابني وأعرفه جيدا , ثم لا تنسي تلك القصة فمهما كان تيم قاسيا
وغير مبال بأحد ولا شيء فهو لن يترك تلك الفتاة تعاني ويلات ما
حدث وهو كان ضلعا فيه ولن يؤثر أحد في أي خيار سيتخذه بشأنها
حتى إن نبذها وتركها هناك "