10

3K 60 2
                                    

💘رواية
جنون المطر ( 2 )
الجزء 10

سنّد ساعده على سقف سيارته ومد يده الأخرى لداخلها وسحب الهاتف

الذي أزعجه برنينه منذ أكثر من نصف ساعة وكأن المنغصات تتكالب

عليه حد أن تفسد العزلة التي اختارها لنفسه للحظات , نظر لرقم جده

ضرار على شاشة الهاتف وتنهد مستسلما وهو يجيب مسويا وقفته

حين وصله صوته الحاد

" لما لا تجيب على هاتفك ؟ "

كتم حنقه وقال ببرود

" ها قد أجبت "

لكن تلك الإجابة على ما يبدوا لم تعجب من في الطرف الآخر وقد صرخ بحدة

" لا أريد أن الصق بك لقب الطفل يا وقاص فكن عاقلا ورجلا كما
أعرفك طوال عمرك ومنذ كنت صغيرا , وأجب حالا على السؤال "

مرر أصابعه في شعره الاشقر الذي تداعبه ريح الليل الباردة وتنفس
بقوة مناشدا نفسه المزيد والمزيد من الصبر والحكمة والتعقل كما
عرف هو نفسه طوال الوقت قبل غيره , وقد نجح الأمر حين خرج صوته متزنا وهو يقول
" كان هاتفي في السيارة وأنا كنت خارجها "

بدا الجمود واضحا على نبرة جده حين وصلته فورا

" أنا في المطار الآن ستقلع طائرتي بعد أقل من نصف ساعة ولن
أرجع قبل عدة أيام "

نظر للساعة في معصمه فورا وقال مستغربا

" الساعة تقارب منتصف الليل ! ما هذا القرار المفاجئ وإلى أين
مسافر؟ "

وصله صوته قائلا باختصار " إلى دندي ومنها بالمروحية إلى جزيرة
مينلاند "

وأضاف بحزم قبل أن يعلق

" ولا أريد حديثا ولا شجارا بينك وبين نجيب , هو

فهم جيدا أن ما طلبه مرفوض ولي حديث معه ما أن أرجع "

وقطع معه الاتصال دون أن يوضح له أكثر ولم يحتج الأمر لذلك فهو

على علم مسبق باتفاقيتهم الجديدة مع شركة هدسون باي حيث تحتل

سفنها التجارية ميناء سترومنيس هناك ويعلم جيدا ما يعني الأمر لجده

خاصة في بداية كل عقد أو اتفاق جديد ولن يستغرب أنه لم يطلب منه

هذه المرة أن يدرس المشروع دراسة نهائية ويعطي وجهة نظره فيه

كمحام قبل الشروع في الأمر بعد النقاش المحتدم بينهما اليوم أو

الشجار العنيف الذي أعقب إخباره بالصفقة الجديدة المبرمة قبل أن

يغادر نجيب مخلفا خرابا ورائه ككل مرة , كان سيرمي الهاتف مجددا

جنون المطر (الجزء الثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن