الفصل الثانى " كل الحب دين "

539 10 0
                                    

" كل الحب دين "

ارتدت عهد زيا أسودا وصنعت من شعرها كرة كبيرة فى منتصف رأسها وخرجت من منزلها واستقالت تاكسى ثم ارتجلت منه ناظرة إلى احدى البنايات القديمة فى أطراف المدينة .

لم تمهلها صديقتها المدرسية القديمة سارة أن تستمر فى النظر إلى البناية وباغتها بصوتها الرفيع " معقول عهد " فى ظل ذلك اقتربت عهد من صديقتها مبتسمة ومسلمة عليها وأمام اصرار الصديقة على الجلوس مع عهد لبعض الوقت فى احدى المقاهى لم تتمكن عهد إلا أن تستسلم لسارة ذات الأصل السعودى والخضوع لرغباتها وقبل أن تذهب نظرت على البناية نظرة أخرى بائسة على عهد بالرجوع إليها مرة أخرى .

استرجعت الصديقتين أيام الطفولة وما بها من ذكريات سعيدة وكيف أن الأقدار فرقتها وجمعت بينهما بعدما فقدا الأمل فى لقاء بعضهما البعض .

ارتشفت سارة بعض من القهوة ووجهت لعهد سؤال عن طبيعة عملها فأجابتها عهد بأنها تعمل طبيبة بأمراض الدم حينها اشمأزت سارة من شغف عهد بأمراض الدم واصفة اياها بأنها تحب الموت على الحياة وأن عليها أن تترك العمل مع من كان الموت قدرهم . اندهشت عهد من تفكير سارة درجة أنها لم تستطيع الرد مباشرة فى حين أن سارة اكملت حديثها موجهة اياه نحو عملها وسردت على عهد أنها تعمل فى مجال البورصة وعلى حد تعبيرها قالت البورصة للأذكياء فقط .

لغة سارة غريبة أثارت فى نفس عهد الخوف وقالت لها " البورصة تصيب من يعملون بها بأمراض الضغط "

الضغط يصيب فقط أصحاب الضمائر ، صعقت سارة عهد بردها المباشر .

لم تمتلك عهد سوى الصمت بعدما قالت فلسفة غريبة ساحبة حقيبتها منتوية الذهاب إلى البناية القديمة لكن مهاتفة عادل لها لم تدعها تفعل ما تشاء فقط طلب منها وعلى الفور أن تقابله بعد ساعة عند مقهى فى وسط العاصمة باريس ، اذا هى لن تملك الوقت لأى شىء سوى الوصول إلى عادل فى المكان والوقت المحددين فاستقالت تاكسى ووجهته إلى المقهى وجلست تتأمل حديث سارة فى ذهول أيعقل أن يكون هناك بشرى يؤمن بأن الغباء لأصحاب الضمائر الحية أكل من يعملون بالبورصة يؤمنون بذلك أعادل هو الآخر يؤمن بما قالته سارة بحكم عمله هو الآخر بالبورصة حقا هى لا تدرى .

مارست عهد حقها فى سؤال حبيبها عن مدى ايمانه بما قالت سارة فما كان منه إلا عصبية شديدة معلنا لها أنه على الرغم من عدم قبوله ما قالته سارة إلا أنه لا يرى بأس فيما تؤمن به سارة ما دام سيوصلها إلى النجاح .

أيمكن أن تكون بلا ضمير كى تنجح ؟ تساءلت عهد وهى تترجاه بعينها بأن يقول لها لا لكنه صرخ فى وجهها وأعلن لها أنه مستاء من عدم ثقتها فيه فيمن سيكون زوجها ، اعتذرت وهى دامعة العين وقلبها يصدق ما قاله وعقلها يأبى أن يقبل ما قاله عادل.

اللهم حبا صادقا ( فاطمة الشيشينى )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن