الفصل الرابع عشر

183 5 0
                                    

" ان السخاء العاطفى نقمة على الذين يمارسونه قبل الزواج "

بقلب مذنب ذهبت شهد إلى عهد تود لو أن تبوح لها بكل معاصيها أن تفتح عينها عن كل ما يُدبر لها لكن أى قوة تلك التى ستجعلها تفعل ذلك وهى الفتاة التى ان فعلت ذلك تفتح النار عليها فبعدما كانت تنتوى شهد البوح لعهد تحولت إلى فتاة صامتة وكأنها ذهبت إلى عهد لتجلس دون أدنى كلمة واحدة فما كان من عهد حينها إلا أن تستدرج شهد فى الحديث فسألتها ما الذى حل بكِ ألدى خالد عداء مع السخاء العاطفى ؟ صمتت شهد قليلا حينما أجابتها بلغتها وقالت لها ان السخاء العاطفى نقمة على الذين يمارسونه قبل الزواج وعلى الرغم من اجابة شهد إلا أن عهد باغتها بقولها أنا على علاقة وثيقة جنونية بالحب ولن أطيق رجلا على عداء مع البوح بالحب " .

تنهدت شهد وقالت وضعك غير وضعى عمار عقد قرانه عليك أصبحتى زوجته أما عنى فما زلت فى طور الخطيبة البائسة كلمة بائسة كادت أن تقتل عهد من الربكة فحاولت الفهم من شهد إلا أن الأخيرة راوغت فى الحديث وأبت أن توضح لعهد ما بداخلها من وجع .

لم تنتهيا الفتاتين من حديثهما حتى طُرق الباب وسمعت الفتاتين صوت يسرى وهو يقول تفضل يا جورج، ماذا يريد جورج الآن قالت عهد فى نفسها ، وبعد أن استدعى يسرى عهد خرجت لجورج بعد أن ارتدت حجابها وجلست شهد تلوم نفسها على ما فعلته بنفسها .

أثناء احتساء جورج للمشروب الساخن الذى قُدم اليه وبهدوء أخبر يسرى أن جد عهد يرغب فى رؤيتها .

الآن ؟ سأل يسرى .

بعد أن أخبره جورج بنعم ما كان ليسرى إلا أن يوافق فهو أبدا لم ينسى أن هذا الرجل هو والد زوجته كريستينا التى ودعت الدنيا كلها لأجله وحينها استبدلت عهد ملابسها وأمسكت بهاتفها لتخبر عمار لكنه لم يجب فارتبكت عهد قليلا وجال برأسها أن تؤخر الموعد كى تصحب عمار لكنها ما ان دار برأسها مشهد وفاة والدتها وأنها قد تكون المرة الأخيرة لها فى رؤية جدها حتى وافقت على الفور الذهاب مع جورج .

فتح لها جورج باب السيارة الأمامى للجلوس بالمقعد المجاور له لكنها ابتسمت له وفتحت باب المقعد الخلقى وجلست فاندهش هو ودخل إلى مقعده دون أن يتحدث .

أثناء الطريق فتح جورج مواضيع كثيرة لكن عهد تود لو أن يفتح موضوعا واحدا فقط وهو مريم ترغب أن تلتقى بها أن ترى يدها عن قرب أن تتقين أنها ابنة لورا أن تفرح قلب لورا بها على الرغم من وجع عادل لها لكن جورج وكأنه محرم عليه الحديث عن مريم كلما حاولت عهد استدراجه فى الحديث غير قبلة الكلام وتحدث فى أمر آخر .

حينما وصلوا لمنزل جدهم دخلوا ونظرت عهد لجدها بثبات وقالت له " الحمد لله أنك بخير " ، أجلسها إلى جواره وبعد السلام أخبرها أنه يريدها كى يسلم لها ميراث والدتها رحمها الله .

اللهم حبا صادقا ( فاطمة الشيشينى )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن