الفصل الرابع "" أنت لا تستحق الحزن فقط كن مع ربك "

283 11 0
                                    

**********

" الحقيقة تؤلم لكنها حتما تريح "

هو اليوم الثالث على غياب عهد ، أخيرا هاتفت الشرطة يسرى وهبة مخبرة اياه أنهم وجدوا ابنته جالسة عند فرع بنك مصر فى باريس تنتحب وجعا وما ان اقتربوا منها حتى سقطت أرضا وهى الآن بمستشفى وسط العاصمة .

هرول يسرى نحو سيارته بعد أن أغلق هاتفه مع المتحدث قاد بسرعة شديدة يرغب فى الإطمئان على ابنته وصل أخيرا سأل موظفة الإستقبال عن غرفة ابنته أخيرا استطاع الوصول

- ما الأمر ، سأل يسرى بقلق شديد

- لا شىء هبوط حاد لا أكثر ستفيق بعد ساعتين على الأقل ، أجاب الطبيب بابتسامة كى يُطمئن يسرى .

انتظر يسرى فى الاستقبال مدة ما يزيد عن الساعتين بقليل أخيرا أدخلته الممرضة لعهد نظر إليها فى ذهول ابنته وجهها مطفى لا نور فيه ازدادت سوءا عن يوم فقد كريستينا ما الأمر تساءل يسرى فى حزن .

انثنى على ابنته مخلخلا أصابه فى شعرها مترجيا اياها أن تخبره حقيقة الأمر لكن كل اجابات عهد على والدها " بلا شىء " .

تجرع يسرى ألم غياب الحقيقة ولقنت الفتاة والدها درسا لن ينساه ، حين خرجت عهد من المستشفى باغتت يسرى برغبتها فى الذهاب إلى بيتهم القديم .

- لم ؟ تساءل يسرى .

صمتت عهد فأكمل يسرى قائلا دعيها لوقت آخر حين تستردين صحتك .

- الآن من فضلك أجابت عهد .

أخيرا رضخ يسرى لرغبة ابنته وقاد سيارته متوجهها نحو البناية وصلوا بسلام وهبطا الإثنان من السيارة دخلت عهد بوابة البناية ومنها مباشرة نحو السرداب وقفت تجول بببصرها فى كل الأنحاء ثم قالت بصوت كله ألم :-

" لطالما رغبت فى معرفة أهلى بمصر وعن سر عدم اتصالنا بهم أو اتصالهم بنا ولطالما راوغتنى أنت ولم تجب علىّ مهما سألت واليوم حان موعد اخبارى " .

تنفست عهد الصعداء ثم تحدثت إلى والدها مرة أخرى بعد أن ترجته بعدم مقاطعتها أخبرته أنه حين ضاقت الدنيا بها يوم وفاة كريستينا لم تجد سوى الذهاب إلى تلك البناية كى ترتاح بين ذكرياتها لبعض الوقت لكن المجىء لم يزيدها إلا قلقا فحين نزلت السرداب لتغوص فى ذكريات طفولتها وجدت صندوقا خشبيا ولما فتحته وجدت بطاقة ائتمانية باسمها تذكرت عهد حينها بطاقتها المفقودة والتى ضاعت منها أيام امتحانات نهاية العام والتى أبلغت والدتها البنك بضياعها وقالوا لها اما صاحب البطاقة أو أن صاحب البطاقة يوكلك بتوكيل رسمى فى أمر بطاقته وفعلا ضغطت الأم على عهد بعمل توكيل لها وبعد ما يقرب من السبعة أيام استردت كريستينا لعهد مبلغ ألفى فرنك المودعوة هناك وانتهى الأمر .

اللهم حبا صادقا ( فاطمة الشيشينى )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن