الفصل السادس "" الوجع يأتى دفعة واحدة "

211 5 0
                                    

" فى مبارياتها ضد الحزن خسرت هى بجدارة "

تركت لورا جزءا منها للغيب ورجعت مع مسعد إلى المنزل لم تعد لورا منذ ذلك الوقت تنتمى لأى نوع من السعادة هى حاولت أن تهزم الحزن ولكن فى مباراتها ضد ذلك الموجع خسرت لورا بجدارة .

حينما دخلت المنزل سقطت على أول أريكة قابلتها وحين حاول مسعد التحدث معها بقسوة فى أمر خروجها انهارت من البكاء فهدأ هو من روعها مؤكدا لها أن صراخه بوجهها هو خوف وحب لها لا أكثر ولا أقل .

يومها أغلظت لورا أيمانها لتثبت أنها تحب مسعد حد العشق وأنها لم تكن يومها ستتنازل عن شىء لأجل رجل مثلما تنازالت لأجله وأن بعض الحياة وجع ويبدو أنه شىء حتمى أن يعيش الإنسان نوعا من الوجع .

باتت لورا ليلتها والدموع حارسها الأول بعد الله ، فى الصباح انتبهت لورا التى كانت تخفى وجهها على ركبتيها إلى مسعد الذى وقف على باب غرفتها يناديها بهدوء كى يخبرها أنه سيذهب للخالة ثم سيرجع اليها كى يذهبوا للمطار لاستقبال والديه الذى اشتاق اليهم كثيرا .

هبت لورا من على فراشها بعد أن تحسست بطنها وفتحت باب غرفتها بلهفة خوفا من أن يذهب مسعد .

- سأذهب معك ، قالت لورا .

- إلى أين ، قال مسعد وهو يتمالك أعصابه .

- إلى خالتك أعدك أن أتحمل دخولى للمستشفى وان لم أفعل فلا تصحبنى إلى المطار . ولم تمهل لورا مسعد للموافقة أو الرفض ونظرت إلى مسعد فى رجاء وأخبرته أنها تحبط حينما تجلس وحدها فيكفيها الوحدة التى عاشتها فى فرنسا ثم قالت " لن أتأخر فى ارتداء ملابسى " .

قد يكون الحنان هو السكين الذى ينزل على القلب فحين ارتدت لورا ملابسها وجدت مسعد يستقبلها بالافطار ويحاول وضع اللقيمات فى فمها حينها تساءلت فى وهن :-

- من أين لك كل ذلك الحنان ؟

- من مُعلمى الأول ، أصبحتِ انتِ الآن تعرفيه عن قرب .

- رسول الله فلا أجمل من رجل عامل زوجته بمثل ما عامل رسول الله زوجاته .

- تتعلمى بسرعة يا لورا

- بل معلمى يستطيع افهامى بسهولة

ابتسم مسعد فردت لورا بابتسامة باهتة ثم أجهشت بالبكاء وحين حاول معرفة السبب راوغته أيضا وحين استقالوا السيارة وحاول مسعد الذهاب من الجهة الأخرى للمبنى الذى تركت لورا طفلتها بجواره أجبرته على تغيير المسار وحين وصلوا للمبنى بحلقت لورا فى المكان الذى وضعت فيه الطفلة فلم تجدها فارتكنت إلى الكرسى وأغمضت عينيها وقالت فى نفسها " اللهم عوضنى وأثلج قلبى " .

اللهم حبا صادقا ( فاطمة الشيشينى )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن