(6)

2.2K 79 12
                                    

بقلم :نهال عبد الواحد

ركب سليم السيارة جوار إبنه يحيى وسلمى جالسة بالخلف لا تُبعد عينيها من عليه وهو يتلفت ينظر إليها في المرآة فيجدها محملقة فيه فيدير عينيه عنها فتتأكد أكثر أن هناك أمرًا ما.

ليست من عادة سليم إخفاء شيء عن عشق السنين سلمى، بل إنه لا يعرف ذلك فهي تقرأه جيدًا ومهما أخفى فهي ستكشفه حتمًا.

كان يحيى يقود السيارة بصمت دون أن يخفى عليه هذه النظرات الخاطفة بين والديه، ويتأكد بفطنته أن سليم يخفي أمرًا شديدًا عن سلمى، وذلك ليس بغريب فيحيى أكثر أبناءه شبهًا به ليس فقط في الملامح بل في الطباع وطريقة التفكير وكل شيء حتى الميول.

وأخيرًا وصلوا إلى الشركة ونزلوا وسليم يمسك بيد سلمى كعادتهما ويحيى يسير أمامهما لكنه معهما، ولازالت سلمى تتطلع نحوه ولازال يهرب بعينه عينيها أو يبتسم ويمسح برقة على وجنتها.

لكنها صارت تسمع دقات قلبه العالية والمتسارعة وتلاحظ إضطراب تنفسه غير المعتاد ولازال هو يخفي.

وصلوا للطابق العلوي، دخلوا غرفة الإجتماعات وكان ينتظرهم وليد وإبنيه عز وشفق، شادي وابنته أميرة، وما أن دخل سليم وسلمى ويحيى حتى بدأ الإجتماع طبعًا بعد السلام والتحية.

قال وليد: إحنا كنا عملنا الدمج بين شركاتنا أنا وشادي وسليم، وكبّرنا إسمنا في السوق رغم إن الدمج ده ما كملش عشر سنين، وده لأن كل إسم فينا ليه وزنه في السوق وانتوا بطبيعة الحال بدأتم تدخلوا معانا، يمكن أول ناس من الجيل الجديد اشتغلت معانا كويس محمد عمر وسلمى ويحيى، طبعًا محمد وسلمى مش معانا حاليًا لكن يحيى موجود.

أومأ يحيى بامتنان: متشكر لحضرتك، أنا فعلًا كان لي الشرف إني أشتغل مع والدي من سن صغير واتعلمت منه كتير مش بس لأن مجال تخصصنا واحد.

سليم بصوتٍ هادئ غير معتاد: يحيى ومحمد بعتبرهم دراعي اليمين والشمال فمش قلقان من ناحيتهم نهائيًا، خصوصًا بعد القرار اللي اتجمعنا عشانه...

تابع شادي: الكلام اللي هيتقال يخص ولادنا الجداد في الشغل ميرا وشفق وعز.
ونظر في ساعته ثم قال: والمفروض إن أدهم على وصول، لكن أدهم مش أساسي لأن طبيعة شغله بتخليه مش دايمًا معانا.

قال سليم: المهم عشان ما نطوّلش عليكم، دايمًا الأجيال بتسلّم بعضها، وبما إنكم الجيل الجديد فهتستلموا الراية آجلًا أو عاجلًا.

فأمسكت سلمى بيده فجأة وعينيها عليه تترقرق دمعاً فنظر لها وابتسم: مالك يا سلمى! ده كلام عادي يا قلبي، قولتلك إنتِ تعبانة وبلاش تنزلي وتجهدي نفسك شوفتي!

وفجأة وضعت سلمى يدها علي وجهها والجميع ينظر لبعضه لا يفهم شيئًا إلا يحيى الذي نظر أرضًا بتنهيدة لأنه تأكد أن هناك أمرًا خطيرًا يخفيه سليم الحسيني ويخدع سلمى لتتوهم على نفسها.. والله داهية!

 (لقاء ولا في الأحلام)      By:NoonaAbdElWahedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن