(8)

1.9K 75 8
                                    

بقلم :نهال عبد الواحد

مرت أيام وأيام ولازال سليم في المشفى محجوزًا، خضع للعديد من الفحوص المختلفة حتى جاء دكتور علي ليُصدر آخر قراراته بشأن حالة سليم.

داخل غرفته بالمشفى وبالطبع جواره سلمى منذ حجزه لا تغادر أبدًا، كانت هيئتها منهكة ومرهقة كثيرًا، و أولاده سليم، سلمى، يحيى و رقية وأخوه الأكبر عمر وكان يدخل بصحبة صديقه دكتور علي.

تحدث عمر: دكتور علي جاي يقول آخر قراره بخصوص حالتك يا سليم.

أومأ سليم: إتفضل يا دكتور أنا سامعك بهدوء ومتقبّل كلامك تمامًا.

فضغطت سلمى على يديه أكثر فابتسم لها إبتسامته المرهقة وربت على يدها بيده الأخرى ليطمأنها.

قال علي: حقيقةً إحنا جربنا كل حاجة، ومش باقي إلا حاجة واحدة فقط وإن شاء الله فيها الشفاء التام، بمشيئة الله هتجهز نفسك عشان العملية، للأسف مفيش غير الحل ده، هتعمل التحاليل اللازمة للعملية ونشوف لو إحتاجنا نظبّط أي حاجة.

صاحت سلمى بصدمة: عملية!

تابع عمر: إهدي يا سلمى! العملية نسبة نجاحها كبيرة إن شاء الله وأنا بثق في دكتور علي جدًا، هو دكتور متمكن في تخصصه، إطمني! بعد العملية القلب هتبقى حالته تمام.

قال سليم الإبن: اطمني يا ماما!

أكمل يحيى: حبيبتي العملية هتعدي بإذن الله وإنتِ أكتر واحدة هو محتاجلها جنبه، هو ينفع سليم برضو من غير سلمى!

قالت رقية: إطمني يا مامي وإهدي انتِ كمان عشان صحتك.
وضمتها وربتت عليها.

أهدرت سلمى الإبنة: يلا يا جدو خف بسرعة وقوم بالسلامة، أمال مين اللي هيلعب مع سيمو الصغير.

أجاب عمر وهو يضحك: بأه سيمو!

تابعت سلمى الإبنة على إستحياء: خلاص يا أونكل همشيها عمر.

أومأ عمر بمزاح: لا كتر خيرك، مش يمكن تكوني زي سلمى الكبيرة وتمشي بالجوز.

صاحت سلمى الإبنة منزعجة: لا حرااااااام!

فضحك سليم وقال: لسه ما روحتيش للدكتور يا بت انت!

أجابت سلمى الإبنة: لسه يا بابي، أطمن عليك الأول.

تابع سليم: يا ستي إطمني، عايزين نطمن إحنا كمان، عايز اطمن قبل ما اخش العمليات.

قال سليم الإبن: هحجزلها يا حاج اطمن!

أومأ سليم: مطمن طبعًا عشان عندي بدل الراجل اتنين، يحطوا أمهم واخواتهم البنات في عنيهم.

كانت سلمى تدمع عينيها بهدوء وما أن قال تلك الكلمة حتى أجهشت بالبكاء.

تنهد عمر قائلًا: جرى إيه يا عم! هتعملهم علينا! هتقوم وتبقى زي القرد بلاش الأفلام دي.

 (لقاء ولا في الأحلام)      By:NoonaAbdElWahedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن