(7)

2K 70 1
                                    

بقلم :نهال عبد الواحد

ظلت سلمى جالسة تشرد حينًا في حال سليم أو حالها وحينًا أخرى تستمع لمزاح الفتيات عن مقربةٍ منها.

قالت أميرة: بس عارفة يا ندى إنتِ أمورة أوى! إزاي مفيش حد كده ولا كده؟!

- لا كده ولا كده، أنا مركزة في شغلي وبس.
ثم أكملت بنبرة مختلفة: عشان أثبت جدارتي وماحدش يحاول يقلل مني.
ثم شردت قليلًا...

وتبعتها أميرة بنظرة خبيثة وابتسمت فقد فهمت لمن تريد أن تثبت جدارتها.

تابعت ندى: بس انتِ وأونكل باباكم مختلفين تمامًا، لذاذ ودمكم خفيف جدًا، خصوصًا أونكل هو كان إزاي في شبابه أمال؟!

فنظرت لها سلمى وضحكت ثم قالت: ما سمعتكيش ياسمين.

قالت أميرة: إخس عليكِ يا ندى! ده حتى سيادة الرائد جان وزي القمر، قال ياطنط سلمى إنتِ الصندوق الاسود بتاع بابي!

ابتسمت سلمى قائلة: ولا أعرفك.
فضحكن مع بعض نظرات تساؤل من ندى وشفق.

أجابت أميرة: أصل بابي ومامي وطنط سلمى كانوا دفعة واحدة وأونكل سليم كان الدكتور اللي بيدرسلهم في الكلية، زي يحيى بالظبط.

تابعت ندى: يبقى قصة حبكم بدأت في الكلية ياطنط! مش قصدي والله! بس شكلكم مع بعض بيقول إن بينكم حكاية كبيرة زي مامي وبابي بالظبط.

فابتسمت سلمى وشردت كأنما سافرت لأعوامٍ إلى الماضي، فأكملت أميرة: حسب معلوماتي إن الموضوع من قبلها بسنين، اتقابلوا صدفة وفضلوا سنين يحبوا بعض في صمت لحد ما اتقابلوا واتفاجؤا بحب كل واحد للتاني... وااااااو! نفسي أعيش قصة حب كده، ويا سلام لو كان زي أونكل سليم في حبه ورقته لطنط سلمى، أو طبعًا شبه بابي الجان الكبير وخفة دمه الرهيبة اللي بيخلي مامي تفطس على نفسها من الضحك، بس لو كان شبه أونكل وليد مش هنطق بكلمة ده المز الكبير! بت يا شفق باباكِ ده كان إزاي في شبابه أظن كان فورتيكة والبنات بتترمي كده تحت رجليه، مز على حق وتقيل ورزين كده..

فضحكن وقالت شفق: بس فازت بيه واحدة بس اللي هي مامي شفق.

تابعت أميرة: خلاص خلاص مالك! هم التلاتة بصراحة أحلى من بعض، إزاي فضلوا كده حتى بعد ما كبروا؟!

أهدرت شفق: بت يا ميرا، إوعي تكون عينيك مدورة وبترشق!

ضحكن، فقالت سلمى: بالحب، لما يحب مراته أوي ويفهمها ويتفنن إزاي يسعدها، هي كمان عمرها ما هتسكت دي كمان هتزود وتتفنن هي كمان، وتتحول سنين عمرهم لسباق وكل واحد بينافس التاني مين يسعد التاني أكتر ويحبه أكتر ويقدره أكتر، والأهم إنه يسامحه أكتر... ويفهم إننا بني آدميين يعني عادي إننا نغلط.

تابعت ندى: كلامك صح جدًا والله ياطنط، مامي وبابي كده برضو، بس الفرق إن بابي عافر سنين طويلة لحد ما كبر وكوّن نفسه وبقى جدير بيها، وهي عمرها ما عايرته عشان كانت عيلتها أرقى مثلًا بالعكس كانت بتساعده من بعيد لبعيد عشان ما توجعهوش ومايحسش إنه قليل، بس مقابل ده عمره مازعلها ولا لحظة واحدة، بجد ياريت في حد في حنية بابي.

 (لقاء ولا في الأحلام)      By:NoonaAbdElWahedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن