فتح هاني عينيه وتحرك بصعوبة محاولًا الاعتدال حتى تمكن من الاستناد للحائط ليتطلع بعدها حوله، حاول اختراق عتمة الغرفة التي أظلمت إلا من بعض أشعة النور التي تسللت عبر الشقوق. أين هو؟ ما الذي حدث بالضبط؟ من فعل هذا به ولماذا؟ من الذي يحمل له عداوة تدفعه لاختطافه؟
زفر بقهر ومئات الهواجس تتلاعب بتفكيره، ليوقفها صوت أنين ضعيف قربه جعله يلتفت بسرعة إلى مصدره. خفق قلبه بقلق حين لمح الجسد المستلقي قربه، جسد أنثوي مألوف ووجه يغطيه شعر طويل
همس بذهول
«ألماس!»
ما الذي تفعله هنا؟ هل هي بخير؟ فكر بجزع وهو يتذكر الطريقة التي أحضروه بها. هل أحضروها بنفس الطريقة؟ هل تأذت؟
انتزع نفسه من ذهوله وتحرك نحوها بلهفة
«ألماس... ألماس، هل تسمعينني؟»
ارتعد قلبه مع أنينها المتوجع ومد يديه يلامسها بارتجاف
«ألماس، استيقظي، افتحي عينيكِ بالله عليكِ»
كل تأوه منها كان يخترق قلبه كسكين، أدار جسدها نحوه لتتسع عيناه مع رؤيته للدم المنساب من جرح في جبهتها، أسرع يرفعها بين ذراعيه وتحسس رأسها بقلق يبحث عن أي إصابة أخرى. ربّت على خدها برفق وهمس برجاء
«ماس، افتحي عينيكِ. أجيبيني أرجوكِ»
مضت لحظات كالدهر على قلبه المتلهف قبل أن يفنرج جفناها بضعف فتنهد براحة شعر بدموعها تحرق عينيه اللتين تعلقت بهما عيناها قبل أن تهمس
«هاني»
احتضن وجهها بيده هامسًا بحنان
«أنا هنا،أنتِ بخير؟»
هزت رأسها بضعف، تنظر له عبر دموعها قبل أن تتلفت حولها بحيرة لتشهق بعنف، أبعدته عنها وعيناها اتسعتا أكثر بخوف، حدق فيها بجزع وهي تتراجع للخلف، تلتصق بالحائط«لا، لا... ليس هنا... هذا كابوس. أنا في كابوس»
وواصلت بهذيان وعيناها تتلفتان حولها بنظرات أقرب للجنون
«يجب أن أستيقظ، أنا لست هنا»
اقترب منها بسرعة وأمسك وجهها بين كفيه هاتفًا
«اهدأي يا ألماس، أنا هنا، لن يـ»
صرخت بعنف وهي تنفض يديه بكفيها بفزع
«ﻻ ابتعد عني... ﻻ تؤذني، أنا لم أفعل شيئًا، لم أقصد»
غطت وجهها وتشنج جسدها وهي تصرخ كطفلة صغيرة
«ﻻ تضربني، أنا لم أفعل شيئًا... ابتعد عني، إلياس... أمي»
أمسك كتفيها وهزها بقوة
«ألماس، افتحي عينيكِ وانظري لي. أنا هاني... ﻻ تخافي، لا أحد سيؤذيكِ وأنا هنا»
بدأت حركتها تهدأ فتابع هامسًا بحنان
أنت تقرأ
شظايا ماس
Romansaليتني علمت حين التقينا أنني سأقع أسيركِ للأبد .. وقتها لم أعرف أن للماسِ سحراً مهلكاً كهذا الذي أوقعني بحبكِ دون أن أشعر .. ليتني عرفت .. لربما وليتُ الأدبارَ منذ البداية ولجعلتُ بيني وبينكِ بُعدَ المشرقين .. لم يخبرني أحدٌ أن جرحَ الماسِ لا يبرأ و...