البارت الثاني

619 89 73
                                    

ملاحضة:سأختفي قليلا يا جماعة لأنني مريضة ،ولدي إمتحانات حاليا

________________________________________________________________________
كل أفراد العائلة مجتمعون حول طاولة الطعام والصمت هو سيد المكان لا يسمع سوى صوت الأشواك إثر ملامستها للصحون ، وأخيرا نطق أحدهم بعد فترة تردد وخوف
"جمين ايمكنني سؤالك؟"
"تفضلي امبر"
"كتابي الذي اقرضته لك  هل افادك؟"
أجابها بتردد"أجل هو افادني كثيرا"
شكله المتردد هذا  يبدو لطيفا مما جعلها تنفجر ضاحكة بدون شعور
فجأة ضرب ذاك البارد مائدة الطعام بقوة مما جعل الكل يرتجف فزعا
"ما هذه الوقاحة أنسة امبر"
لم تجبه تلك الطفلة بل ضلت تنضر له وتستمع لشتى أنواع الإهانة والإذلال لسبب لا يستحق
واخيرا نطقت السيدة مين وهي تضع يدها على يد ابنها"لا داعي للغضب إبني هي أكيد لم تقصد"
دون سابق إنذار نهض من مكانه وهو ينضر اليها بعيون كلها حقد وكراهية وغضب واتجه نحو غرفته
أما هي فضلت صامتة وتلعن داخلها لتصرفها هذا ،تتجمع الدموع في مقلتها لكن لا يمكنها الدفاع عن نفسها بأي طريقة او وسيلة كانت،نهضت الأم بعد إبنها ولحقها جمين لتبقى امبر وحيدة و وضعت رأسها على الطاولة وبدأت تبكي دون إصدار أي صوت بكت وبكت كثيرا حتى انها نامت  على وضعيتها تلك،ولم تشعر بالخدم عندما نضفوا الطاولة

في غرفة شوقا جالس في مكتبه الضخم يعمل على بعض الأوراق لكن في نفس الوقت عقله لا يفكر إلا بأمرها ولقد زاد قلقه عندما مرت ساعتان وهي لم تدخل الغرفة بعد ،يريد أن يسأل عنها لكن كبريائه يمنعه من فعل ذلك ،شعر بالعطش فاتجه إلى المطبخ ليشبع عطشه فلاحضها نائمة على الطاولة ويبدو أنها  متعبة ومنهكة

إقترب إليها قليلا فأزاح بعض خصلات شعرها التي غطت عيناها ليرى دموعها التي لم تجف بعد شعر بالرضى لأنها تخاف منه وتهابه حد الجحيم لكن في نفس الوقت شعر بالندم لصراخه عليها مشاعره متضاربة و متناقضة مع بعضها ،أعليه ان يكون أكثر قساوة معها ؟أم عليه ان يكون اكثر لطفا؟

حملها بلطف واخذها للغرفةووضعها على سريره وغطاها بغطائه وذهب لمكتبه متمما عمله وبين الفنة والأخرى يسترق النضر لتلك النائمة كالملاك على سريره ،شرد فيها قليلا حتى انه لم يسمع هاتفه الذي يرن منذ فترة لتستيقض إثر إنزعاجها من داك الرنين لتقول دون ان تفتح عيناها"أمي اجيبي عن الهاتف إنه مزعج"

وأخيرا إستيقض من شروده ليجيب عن الهاتف:اجل غدا......مع الساعة الخامسة مساءا....اجل سيحضر......لا لا تخبر أحدا.....أريد أن أرى كل شيء جاهز ولا أريد أي خطأ.....إنه إجتماع هام وصفقة لا تقل عنه أهمية....من الأن فصاعدا لا تتصل بي في منتصف الليل وتزعجني......

فجأة ارتفعت نبرة صوته لتغدو صراخا "ماذا الذي تقوله أيها اللعين لتصحح خطأك ولا يهمني كيف تفعل ذلك "
فصل الخط في وجه المتصل ،ففتحت  أمبر عيناها بسبب صراخه  ونضرت حولها وما إن علمت انها نائمة على سريره بدأت تلعن نفسها و نهضت بسرعة ووقفت امامه وهي ترتجف "أنا اسفة سيدي ،انا حقا لا أعلم كيف وصلت إلى هنا"
قلب عيناه بضجر ولم يجبها اتجه الى الحمام

ملاكي البريء(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن