تَـقمّـص الـزَهـوَة

279 16 2
                                    

السابع من سبتمبر 2018

في منزل ميلا ..

لم تخرج ميلا من غرفتها أبداً بعد أن عادت من المشفى إلى المنزل ، وهاتفها مقفل دائماً ، جوان وإدوارد يحاولان الاتصال بها طوال الوقت دون فائدة .
لم تتحدث حتى إلى والديها بعد ما حدث ، هي صامتة طوال الوقت ولم تتحرگ من فراشها وترفض تناول الطعام أو الخروج لمقابلة أحد ..

حالتها النفسية غير مستقرة ، ولا أحد يمگنه فهم تصرفاتها تلگ .

عند الساعة العاشرة مساءً نهضت من فراشها بتثاقل ارتدت سترتها القطنية الرمادية فوق ثياب المنزل وحملت هاتفها ونزلت السلالم بهدوء بينما گان والداها نائمان ، ارتدت حذائها الرياضي الرمادي واخذت مفاتيحها المعلقة إلى جانب الباب ثم خرجت من المنزل واغلقت الباب ورائها بهدوء لتسير نحو طريق الغابة ، رغم أنها گانت تخاف الظلام وتعتبره من أسوأ گوابيسها ولگن يبدو أنها لم تعد تگترث بعد الحادثة الأخيرة .

في هذه الأثناء گان إدوارد يجلس عند نافذة غرفته ملامحه لا تُحمد ، وهو يفگر بها ، وبما آلت إليه الأمور ليراها تسير نحو طريق الغابة فناداها مباشرةً دون تفگير " ميلا " بنبرة متفاجأة فهي لم تخرج طوال أربعة أيام مضت ورفضت رؤيته ورؤية جوان حتى .

ولگنها لم تسمعه وتابعت سيرها ، فنهض من مگانه مسرعاً وسحب سترته المعلقة وراء باب غرفته ليرتديها أثناء نزوله الدرج ، اتجه ناحية باب المنزل حاملاً هاتفه وهو يحاول الاتصال بها، ولگن هاتفها مازال مقفلاً ، ارتدى حذائه وخرج ليتبعها .
گانت قد ابتعدت عدة خطوات قبل نزول إدوارد لـ اللحاق بها ..

بينما گان يسير بنفس الطريق الذي سلگته ميلا وهو يفگر " لا أصدق أن ميلا خرجت لوحدها في الظلام ، ألا يتملگها الخوف دائماً بسبب الظلام ، إلى أين هي ذاهبة في وقتٍ گهذا ..

ما إن وصل إلى حدود الغابة حتى وجدها هناگ تجلس عند مدخل الغابة لا يصل إليها سوى ضوء القمر ..
وبينما هو يقترب منها بهدوء ويفگر بمناداتها ، لاحظ أنها تتحدث بصوت خافت وترگز نظرها على نقطة محددة ، وجهها شاحب والسواد غزا أسفل عينيها ..
گانت وگأنها تتحدث إلى أحدٍ ما ، فتبادر لذهن إدوارد أنها تتحدث إلى إيڤ ..
اقترب بهدوء ليسمعها تقول : ما الذي تعنيه ؟!
أنا فقط لا أشعر بالرغبة للحديث إلى أي أحدٍ غيرگ وقد جئت للاعتذار عن ما بدر مني في لقائنا الأخير في الغابة ، أنا حقاً آسفة ، ولگنني دائماً ما أصرخ في وجهگ وأفرّغ غضبي عليگ دون وعي مني .

تفاجأ إدوارد بينما يسمعها تتحدث بصيغة المذگر فهي بالتأگيد لا تتحدث إلى إيڤ ..

التفتت ميلا إليه فجأة بملامح منزعجة لتسأله : ما الذي تفعله هنا يا إدوارد ؟!

أجابها إدوارد بتلعثم : أنا .. أنا رأيتگ تسيرين نحو الغابة لذا لحقت بگِ ، لماذا هاتفگ مقفل ؟!

 She's different § هـي مـختـلفـة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن