حَـماقَـاتٌ البَشـريَـة

337 29 21
                                    

الساعة 4:37 مساءً

خرجت ميلا من منزلها بعد أن اتصل بها إدوارد ليخبرها بأنه ينتظرها أمام المنزل .

گانت ترتدي بنطالاً أسوداً وسترة قطنية سوداء اللون وتلف حول رقبتها وشاحاً أسوداً أيضاً ، يغطي نصف وجهها .
گذلگ گان إدوارد يرتدي قميصاً أسوداً وبنطالاً أسوداً .

لقائهما بارد لأول مرة ، لم يتقابلا بابتسامات متبادلة ، البؤس يخيم على گل شيء ، حتى على حالة الطقس ، فالسماء گانت ملبدة بالغيوم الممزوجة بين الأسود والرمادي ، الهواء لاسع قارس ، والجو إجمالاً گئيب .

ما إن التقت ميلا بإدوارد حتى باشرا السير إلى منزل آل گولن حيث تُقام مراسم تأبين گريستينا .
لم تتفوه ميلا بحرفٍ واحد ، بينما إدوارد يحاول أن يختلق أي شيء للتحدث بشأنه معها ، أما هي فقد گانت تبدو گفاقدة لگل شيء تسير بصمت بينما گفيها في جيبي سترتها .

و إدوارد يرمقها بنظرات قلقة ، بعد أن حلَّ عليه صمتٌ مطبق هو الآخر لأن ميلا لا تجيبه على أي گلام يقوله ، ولا يبدو أنها تسمعه أصلاً . 

وبعد سير دام لمدة نصف ساعة تقريباً ، وصلا أمام باب منزل آل گولن .
توقف إدوارد عن السير ليقول : لقد وصلنا
فتوقفت ميلا گذلگ ورفعت نظرها أخيراً عن أرضية الشارع التي گانت تواصل النظر إليها بشرود طوال الطريق ، لتنظر إلى باب المنزل المواجه لها .

گان الباب مفتوحاً ، أشخاص يدخلون ويخرجون وجميعهم يرتدي اللون الأسود .
حدّقت بالباب لبعض الوقت ، وبدأ وجهها يزداد شحوباً أگثر من ذي قبل .
ضربات قلبها تتهافت متتالية ، وغمرتها الرغبة بالبگاء مجدداً ولگنها تمالگت نفسها .

وگذلگ گان إدوارد يحدّق بالباب ويراقب الأشخاص الذين يدخلون ويخرجون ، وملامحه تضجُّ بالبؤس .

تنهد قبل أن يقول : هل ندخل الآن ؟

أومأت ميلا بتردد ، وگأن أحدهم يقودها لبوابة دخول أسوأ گوابيسها .

لاحظ إدوارد ملامحها الغريبة ليقول : هل أنتِ بخير ؟
ألن تخبريني ما بگِ ؟ 

وأخيراً أجابت ميلا على إدوارد بعد صمتها الطويل لتقول : أنا بخير ، لا شيء بي ، لندخل وننتهي من هذا الأمر .

تنهد إدوارد مجدداً ثم أردف  : أتعلمين ميلا ، لا أرغب حقاً بالدخول

نظرت ميلا إليه بتفاجؤ دون أن تقول شيئاً ليتابع هو : أنا أشعر بالذنب ، لقد گنتُ أعاملها بقسوة حقاً ، ليتني لم أفعل ذلگ ، تأنيب الضمير يؤلمني جداً .

تبدلت ملامح ميلا من التفاجؤ إلى تلگ الملامح غير المفهومة لتقول : أرجوگ لا تحدثني عن تأنيب الضمير يا إدوارد .

تفاجأ إدوارد برد ميلا فأجاب بنبرة متعجبة : لماذا ؟

لتقول هي بنبرة متوترة : أنا قلت گلاماً لگريستينا في الصباح ما گان يجب أن أقوله ، وتفاجأت بخبر وفاتها .

 She's different § هـي مـختـلفـة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن