كانت في لمّة عائلية مع أختيها(مريم) و (مارية) حين دخلت والدتها وجلست بجانبها ، أخذت تمسح على شعرها بيدها الحانية وتتأمل ملامح "العروس الجديدة" على إبنتها البكر الغالية حتى أدمعت عيناها قائلة ..
_الله يبارك ..تبدين رائعة "واتاك العرس" ..
إنفجرت ضاحكة بوجه والدتها وسحبت رأسها من تحت يديها ، تكلمت بنبرة صارمة ولكن حزينة ..
_لا تخافي أمي لن أعود لكم خزيا.. أساسا لقد راقت لي الحياة هناك ..زوجي يعاملني معاملة حسنة ..طمئني أبي أن لا يخاف لن أقوى على فضحكم بعار كهذا ..
_إبنتي أعلم جيدا أنك لم تريدي هذا الزواج منذ البداية لأنك لا تعرفينه وكذا ..ولكن مع مرور الوقت ستفهمين موقفنا أنا ووالدك ..ستفهمين عندما تكبري وتصبحي أُما ..قامت من على الأريكة مستنفرة بغضب ، أساسا هي منزعجة من قبل ووالدتها هنا تزيد الأمر سوءا بالضرب على وتر حساس ، تكلمت ياستنكار لما يقال ..
_كلاّ أمي ..أنا أعي شيئا واحدا فقط ..ألا وهو أن الوالدين يفضلان إعطاء إبنتهما لرجل لا يعرفانه على أن يتجاوز سنها الخامسة والعشرين دون عروض زواج فتصبح عانسا تجلب العار للأسرة وتمنع زواج أختيها..هاا قد تزوجت وتجنبت وصمة العار ولكن أتمنى فقط أن لا تفعلا بأختيّ كما فعلتما بي..
_(أسينات).. نحن فقط نفعل ماهو أفضل لمصلحتكم ولهذا ك...قاطعتها بيدها قبل أن تكمل حديثها فلم تشأ أن تسمع مزيدا من أعذار العاهات والتقاليد ، ليبقى الكلام عالقا على الشفاه أفضل من أن يعلق في الأذهان ويؤرق الأبدان ..
_أرجوك أمي كفى .. كنت مشتاقة لكم فأتيت لرؤيتكم..دعوني أُشبع رغبتي برؤيتكم فقط ..لن نتطرق لأمور قديمة ..بالنسبة لي قد أغلقت هذا الموضوع نهائيا ..
خرجت والدتها من الغرفة بحسرة عالقة في القلب تصبر نفسها برؤية سعادة إبنتها الزائفة..في النهاية هي أمّ وتشعر بأبنائها وتحِنّ لهم ، جلست على الطاولة تحاول التماسك ومنع الدموع المتمردة إذ لا تشاء الإنهيار أمام أختيها ..اقتربت منها (مريم) تحاول التحري عن الأمر رأفة بحال أختها ..
_أختي..هل أنت بخير ؟ ..أقصد مع (مهدي) كيف حاله معكِ؟
_متزوجين حديثا ..كيف يكون حالنا يا ترى ..طبعا بأفضل حال هه
_اووه أختاه أرجوك أخبرينا عن الزواج قليلا ..هل هو ممتع كما يقولون؟؟انتبهت أخيرا لوجود أختها الشقية(مارية) على سؤالها المتطفل ، حسنا إنه عادي بالنسبة لفتاة تواكب جيل الآن تفقه كل شيء على سن الخامسة عشرة إلا شهراً ،نظرت إليها بحدة وتكلمت بلهجة أمرٍ ناهية ..
_(مارية) اذهبي إلى المطبخ ساعدي أمي قليلا ..وكفاكِ بحثا عن أمور تفوق سنّكِ عزيزتي سأعلمك كل شيء في وقته حسناً..
_حسناً على أية حال الأنترنت عالم وفير ..
أنت تقرأ
خيوط الحب
Romanceتلك اللحظات عندما يقرر النصيب مسار الحياة ..حين تنسج #خيوط_الحب بما يخالف القلوب و التوقعات ..حين تجد نفسك في مكان لا رجعة فيه وفي موضع لا قرار فيه ..عن ذلك الخضوع للنصيب والضياع في خيوط الحب ..ينصاع القلب حيث لا رأي له أمام النصيب