_(سارة) !! ..هه لقد كنت أودّ الدخول للتحدث معهنّ قليلا .أنت تعلمين أشعر بالملل !
_هل تتنصتين قبل أن تدخلي ؟!
_كلاّ ..سامحك الله تعتقدين أنني كنت أسترق السمع خلف الباب؟!
_لا أعتقد وإنما متأكدة..فهكذا يبدو الأمر ..!
_حسناً.. أنتِ محقة إذن ..لقد كنت أسترق السمع لأعرف ما إذا كانتا تدرسان أم لا وبالتالي لن أدخل وأقاطعهما!
_أممم وماذا قررتِ بعد التنصت ؟!
_إنهما تدرسان ...هيا نذهب كي لا نزعجهما ..سأذهب للنوم الآن ..تصبحين على خير...إنسحبت مسرعة نحو غرفتها قبل أن يُكشف أمرها وتتورط أكثر... أما (سارة) فكانت تراقبها بصمت مُربك..لم تصدق أيا مما قالته هذه المنافقة.. تكلمت بصوت خفيّ ..
_لا جعلكِ الله ترين الخير أبدا.. أنا سأكشف حقيقة زيف شخصيتك ..!
______♡______
بعد أن أنهت دراستها قامت لتذهب إلى النوم بجانب أختها التي تقضي وقتها على الحاسوب المحمول حتى ساعة متأخرة من الليل .. إرتدت ثياب النوم واستلقت على السرير ثم أخذت هاتفها فهي لا تستطيع النوم قبل أن تراه أو بالأحرى تتأمل صورته وتتمنى له ليلة سعيدة إلى أن يحين موعد اللقاء أو موعد الإعتراف.. كم تشتاق له دون علمه وتفكر فيه دون سواه هي أصلا تحبه دون إذنه..وهل يجب الإستئذان قبل الوقوع في الحب ..أساسا القلب لا يستأذن ولا يأذن فالقرار له وحده .. كم تتمنى إخباره بحبها و شغفها نحوه لكن للأسف لم تره منذ مدة .. وعدت نفسها بمواجهته والإفصاح له بحبها فور إعلان نتيجة البكالوريا.. فربما آنذاك ستبدو ناضجة في عينيه ويقوى موقفها بحبها له .. أغلقت توأمها الحاسوب والتفتت نحوها قائلة ..
_(أميرة) ماذا تفعلين ألم تنامي بعد ؟.. اووه أنتِ تغازلين تلك الصور مجددا ..
_هذا ليس من شأنك .. رجاء لا تلقين النكت حول الموضوع الآن ..أنا متعبة أساسا..تنهدت من حال أختها وحالة قلبها المتعلق بقشة وهم محتملة التلاشي عند لحظة التلاقي.. إقتربت وجلست بجانبها على السرير واحتضنتها بغمرة حب أخوي بنكهة توأم ذوات روح واحدة إذا مسّ القلق إحداهن تنزعج الأخرى فطريا وتلقائيا.. كانت تهمس في أذنها وهي في حضنها تهدئها وتُشعرها ببعض الدعم المعنوي لا أكثر..
_توأمي تعلمين أنني أنزعج لرؤيتك هكذا ؟! .. لا أحتمل فكرة أن يُفطر قلبك الرقيق ويُهمّش إحساسك الدافئ .. والأسوأ أن يُرفض حبك البريء ..
_أنا خائفة جدا .. (أمينة) ماذا لو رفضني أو إعتبرني أختا له لا غير ...
_أكره أن أقول هذا .. ولكن إنه إحتمال وارد الحدوث ..وربما لا ! من يدري .. لعلّه هو أيضا يُكنّ لك شعورا ما ويخجل أن يقول.. فربما ينتظر دخولك الجامعة ... حينها تكونين قد كبِرت في عينيه وإقتربتِ منه ..
_أيعقل أن أذهب إلى الجامعة .. يجب أن أدرس بجد أكثر كي أنجح في البكالوريا وأصبح أقرب إليه..
_ههه أتمنى لك ذلك حقا .. على الأقل تكُفين عن مغازلة الصور وتغازلينه هو شخصيا..
_اووه.. أشعر بالخجل منذ الآن .. كيف سيكون لقائنا يا ترى .. هل سي...
_توقفي حسناً لا تتحمسي الآن.. عزيزتي إذهبي إلى النوم واحلُمي به كما شئتِ .. تصبحين على خير ..نامت وهي تحتضن وسادة الأحلام الوردية والآمال المخملية.. أحلام فتاة شابة غضّة القلب ..حديثة النضج عشِقت رجلاً فتحت عيناها بحضوره وتربّت على مرأى عيناه ونضجت صباها على أمل لُقياه .. منذ نضجها وهي تنسج خيوط حبٍ مكوّمة على عرش قلبها ولكن قريبا سيحين موعد رمي شباك نسيجها ليلتفّ على قلبه ويوحّد فؤادهما ويروي ضمأ الروح ويشبع حاجة القلب .. إنه حب من طرف واحد قيد الإنتظار ..
______♡______
في مكان آخر ..في غرفة فتاة أخرى تشترك مع من قبلها في كونهما عاشقتان في ظلام الليل .. قلب آخر ينبض باسم محبوبه الأول والأخير.. في حين أن قلبه ينبض لأخرى "زوجته" .. حتى لو لم ينبض لها كما يدّعي الجميع ..يكفي أنه يسكُن إليها ويستلقي بجانبها.. تاركا خلفه بقايا روح فتاة ترعرعت في صباها على عشقه ونضجت براعم قلبها على حبه ورعايته الزائفة التي انمحت عند أول إختبار ..لم تُصدق للحظة ما قالته (سارة) عن حقيقة زواجه.. في الواقع حديثها أثار الرعب في نفسها .. كيف لأخت أن تسعى لتهديد إستقرار زواج أخيها مُتخذة تعاسته وحبها الأخوي الأسري له كذريعة لحدوث تفرقة كارثية .. هي لا تنكر أن كلامها مغري ومؤثر فهذه هي (سارة) ما إن تنكزك بشوكة أفكارها لا تلبث حتى تنخر عقلك وتتآكله وتستوطن أفكارها فيه ..قطعت حبال شرودها إبنة عمها التي إختارت أن تبيت عندها الليلة.. ليس لشيء ولكن فقط لتحزّها وتلحّ عليها لقبول عرض (سارة) ... تكلّمت مسترسلة إياها لتعرف محتوى أفكارها..
_ماذا ؟ هل يزال (مهدي) الفارس الأبيض يشغل بالكِ
_في الواقع تشغل بالي أخته الفرس السوداء! .. (آية) ألا تستغربين طلبها ورغبتها أن نعود سويا انا وأختيها وترمينا في شباك الخيانة ؟! كيف لها ذلك؟!
_بالطبع ستفعل .. طالما هي خائفة على أخيها .. فحسب قولها أنها لا ترتاح لزوجته وأنه هو نفسه غير مرتاح معها ... عزيزتي أنتما مقدّران لبعضكما .. وسخّر الله لكما(سارة) لتساعد على لم الشمل ..
_توقفي .. لا تنسبي خططا شيطانية إلى مشيئة الله عز وجل .. الله لا يقدر لنا الشؤم ولم يحلل التفرقة بين زوجين من أجل لم شمل حبيبين..
_أتعرفين شيئا(أسماء) ! ..عقلك الصغير المحدد هذا سيسبب لكِ مشكلة .. أو بالأحرى لن يحدث معك شيء أبدا .. ستبقين سجينة هذه الحيطان البالية ...بينما هو سجين قفص الزوجية يعاني من سوء إختياره ومن إستسلامك للقدر..
_لا سعادتي تُبنى على حساب الآخرين .. لا أريدها سأبقى وحيدة إذن .. أصلا سيكون بخير فلطالما إختارها عليه أن يجد سعادته في إختياره
_اووه ألم تستوعبي شيئا مما قالته أخته هاا؟!.. أمه هي من إختارتها له ..
_نعم وهو أعجب بها ووافق و "ربي يهنيه" .. تصبحين على خير لا أريد التحدث في الموضوع بعد الآن ..وكسائر العشاق بعضهم لا يرغبون في مشاركة حبهم أو التنافس عليه أو حتى طرح أفكارهم ونواياهم .. (أسماء) أوصدت أبواب قلبها وقطعت الطرق المؤدية إلى مالكه وسدّت سمعها عن أي وسائط قد تلوث أفكارها وكبحت جماح رغبتها و حبست نواياها وشدّت رحال أحلامها نحو درب النسيان .. حالها حال كل عاشق بريء لم يشأ مخالفة النصيب الذي إنتزع منه فرحة العمر .. فرحة الحب ..
-7-
#يتبع ..
أنت تقرأ
خيوط الحب
Romanceتلك اللحظات عندما يقرر النصيب مسار الحياة ..حين تنسج #خيوط_الحب بما يخالف القلوب و التوقعات ..حين تجد نفسك في مكان لا رجعة فيه وفي موضع لا قرار فيه ..عن ذلك الخضوع للنصيب والضياع في خيوط الحب ..ينصاع القلب حيث لا رأي له أمام النصيب