دخل الغرفة ليجدها بجوار النافذة تشاهد النجوم ..أغلق الباب خلفه وتعمّد أن يخلف صدى كإشارة منه بقدومه .. أخذ ثيابه ودخل الحمام .. فور دخوله أسرعت إلى السرير إستلقت ورفعت الغطاء حتى غطّى رأسها يجب أن تنام قبل خروجه من الحمام فهكذا ستتجنب كل مناوشة محتملة في هذه الليلة .. كانت تخاطب نفسها سراً لتهدئ من روعها..
_إهدئي (أسينات) ..لن يفعل لكِ شيئا .. أصلا يبدو متعبا وسينام فورا .. عليكِ إلتزام الصمت فحسب .. ولكنه يستفزني ولن أستطيع الإمتناع عن الرد ...خاصة بإبتسامته الجذابة .. كفى (أسينات) لا يجب أن تغازليه ..يا رب إجعله ينام فورا دون مخاطبتي ! ..
خرج من الحمام وإتجه نحو السرير ..أطلّت من تحت الغطاء لتجده يقف أمام السرير بالضبط فأسرعت وأخفت رأسها تحت الغطاء مجددا .. كان سيصعد على السرير ولكنه لمح ساقيها مكشوفتين ..توتر فجأة وإشتعلت نيران غضبه الثائر من جديد ..في لمح البصر سحب الغطاء من فوقها فإنتفضت واقفة أمامه مستغربة فهي سريعة في ردود الأفعال.. لا تغفل لوهلة بما أنها تعيش مع مجنون فعليها أن تبقى دائما متيقظة تحسبا لأي طارئ جنوني منه .. تكلّم بغضب مكبوت بين عباراته وصراخ محشور بين خلف أسنانه التي كشّرت تعبيرا عن ثورة غضب عارمة ..
_ما هذا الذي ترتدينه أنتِ؟ هاا ..هنا ليس ملهى ليلي لترتدي هكذا ثياب؟؟
_ماذا ؟ .. ما خطب ثيابي؟؟الآن وقد تم إستفزازها بنجاح.. شعرت وكأن موجة غضبه إنتقلت إليها وهي إستقبلتها بصدر رحب ..رفعت إصبعها في وجهه وتابعت كلامها بلهجة تهديد يتوارى خلفها الكثير من الخوف ..
_احترم نفسك ! .. ولا تخاطبني بهذا الأسلوب!
كانت تتحدث وهو يتقدم نحوها ينوي قطع ذاك الإصبع الصغير الذي تواجهه به .. واصلت كلامها وتهديدها ولكن مع تراجع مدروس للخطوات فرجل بجنون (مهدي) عليك الإبتعاد عنه كلما إقترب نحوك ..
_أساسا كل النساء يرتدين هكذا في الليل ..أ .. أقصد بمعنى رداء النوم في الغرف مع أزواجهن ..لماذا تتقدم نحوي هاا ؟... قف هناك !
_"أزواجهن" !.. "رداء النوم"..إلى ماذا تلمحين؟!
_لا شيء .. أقصد في المنزل هكذا يرتدين ..ولست في ذاك المكان الذي قلته ..احترم نفسك..أنا في منزلي مع زو..إبتلعت بقية الكلمة حين وصلت إلى نهاية مسار تراجعها ..هو الآن يقف أمامها بالضبط رفع يده بهدوء تام وأخذ يمرّرها على وجهها ببطئ شديد ويبتسم ..أما هي غابت عنها حدة الموقف وحلّت محلّها جاذبيته.. ركزت على إبتسامته.. ربّاه! عيناه رماديتان ! ...لأول مرة تتعرف على لون عينيه الساحر والغامض ..بالنسبة له كان يشعر بحبال تسحبه ليغوص في عينيها العميقتين في تلك اللمعة فيهما تحت ضوء القمر بما أنهما يقفان بجوار النافذة ..لوهلة هدأت ملامح وجهه وعمّ السكون المكان وتلاشى الغضب من الأجواء ..ولكن كيف لرجل يهوى التعذيب أن يستسلم لمغريات اللحظة دون إنقلاب غادِر ..فسرعان ما إنقلبت ملامحه مجددا ومرر يده من خدها الناعم إلى رقبتها خلف رأسها وبالضبط على خصلات شعرها ...سحبها بعنف نحوه بحيث يقابل وجهها وجهه ..ورمى بقنابل كلماته في منتصف صدرها ..
أنت تقرأ
خيوط الحب
Romanceتلك اللحظات عندما يقرر النصيب مسار الحياة ..حين تنسج #خيوط_الحب بما يخالف القلوب و التوقعات ..حين تجد نفسك في مكان لا رجعة فيه وفي موضع لا قرار فيه ..عن ذلك الخضوع للنصيب والضياع في خيوط الحب ..ينصاع القلب حيث لا رأي له أمام النصيب