16/ ما الذي سيحدث بعد؟!

177 7 7
                                    

كانت ترفع ردائها بيديها وتضرب على الماء برجليها ضاحكة تدور حول نفسها حتى اصطدمت به ..إلتفتت تنظر إليه فاختفت ضحكتها وإنمحت ملامح الفرحة من على وجهها..يبدو أنه منزعج جدا فيمكنها إستشعار النار وهي تتوهج خارج عينيه وأنفاسه وحتى يده التي أمسكها بها من ذراعها تشعر وكأنها تحترق.. تكلمت بصوت مرتجف من الخوف والبرد فوجهه لا ينذر بخير ..

   _م ..مه ..(مهدي) ! هل سنذهب؟!
   _كلاّ ليس بعد!..هل تودين الدخول إلى البحر قليلا .. إنه رائع في البرد ..هيا !

استغربت منه ولكنها إبتسمت وأمسكت بيده ..ضحكت على خوفها غير المبرر وهو يحاول أن يجعلها تستمتع لا غير ..سحبها معه بخطى صغيرة نحو البحر حيث تبللت أقدامهما ولفح البرد بشرتهما..كان ينظر إليها مبتسما وهي تغمرها الدهشة ..نظراته كانت مغرية جدا بريئة و محيرة بالمختصر كان في أوج إثارته بالنسبة لها ..تاهت في عينيه وهو تائه في ملامحها ..تشعر بلمسات يديه الدافئة تتصاعد على طول ذراعها وعلى رقبتها وصولا إلى رأسها حيث وضع يده على رأسها بلمسة حنونة.. كانت ضائعة في سحر اللحظة وإغواء(مهدي) تستمتع بلمسته الحانية وإبتسامته الدافئة وماهي إلا لحظات واهية حتى أحست بضغطة على رأسها ودفعة قوية نحو قاع البحر إذ نزلت للأسفل ولم تقوى على التنفس ..كانت تتخبط تحت الماء وتضرب على رجليه بكل ما أوتيت من قوة تحاول أن تصعد إلى الأعلى ولكنها لم تستطع فقبضته التي تدفع برأسها كانت أقوى من كل محاولاتها للنجاة ..لوهلة إستسلمت لأن خيبتها من الموقف أضعفت مقاومتها..أحست وكأنها النهاية لمأساتها..فرحت فعلى الأقل لن تضطر للمقاومة بعد الآن ..أنزلت يديها وأرخت جسمها معلنة إستسلامها رغم أنه بإمكانها أن تقاوم أكثر ولكن روحها قد تعبت أكثر من جسدها ..عندما أحس بهدوئها سحبها للأعلى فوق سطح الماء ..شهقت تلتقط أنفاسها وعلى رمشة عينها ودقة قلبها روحها كانت تتخبط تريد التحرر من جسدها ولكن (مهدي) منحها فرصة للعيش من جديد ..بعد أن هدأت رفعت رأسها تنظر إليه تبتسم بكل براءة ..

   _لما لم تقتلني ؟..كنت أود الموت ..
   _هه كلا ليس بعد ..هذا إنذار بسيط كي لا تعيدي ما فعلته منذ قليل..(مهدي) لا يخضع لألاعيب فتاة حقيرة مثلك ..إعتبريه بثا تجريبيا حول ما سيحدث لك من الآن فصاعدا..لنرى إلى أين ستأخذك قوتك وعنادك ..
   _أتعلم!..قبل قليل كنت راضية بالموت على يديك ..أما الآن فقد منحتني سببا أعيش لأجله ..

تقدمت بخطوات سريعة خارجة من البحر وإستقلت السيارة تنتظره ليأتي ويقلها إلى المنزل ..كانت تتظاهر بالقوة أمامه ولكن داخلها كانت روحها تتمزق لأشلاء..كانت ترغب بالصراخ عليه وضربه وشتمه ..فصدمتها كانت عظيمة ولكن كعادتها بقوتها وعنادها ستتغلب على كل شيء ..تأكدت أنها لطالما تنبأت بالجحيم معه وهذه الليلة قد دخلت الجحيم بعينه..قررت أن تعتمد نصيبها وسترى من سيفوز في الأخير...هي وقوتها أم هو وحبيبته!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 10, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

خيوط الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن