10/ بحر عينيكِ !

90 4 0
                                    


    _ههه لا تبالغي ...تجعلين الأمر يبدو وكأنني لا أتصل أبداً ..
    _هذا صحيح (أسينات) ..أنت لا تتصلين إلا أسبوعيا وكأننا لسنا عائلتك ..
    _أنت تعلمين.. أنا فقط أنزعج من أسئلتك الدائمة حول علاقتي بزوجي وكذا ..
    _حسناً آسفة أختاه .. لن أضغط عليك بعد الآن .. ولكن على الأقل طمئنيني عنك بين الفينة والأخرى..وهذا لا يعني أني نسيت ما حدث.. أنت مدينة لي بتفسير شامل حول السيد (مهدي) الغامض..
    _أنا بخير لا تقلقي .. سنجد طريقة للتفاهم فيما بيننا .. بالنهاية لن يكون سيئا جداً.. (مريم) أخبريني كيف هي أحوال(مارية) مع الدراسة ؟
    _أووه تمضي أغلب وقتها مع الهاتف على مواقع التواصل الإجتماعي ..
     _إنتبهي لها ..اهتمي بها ولا تغفلي عنها ..
     _لا تقلقي .. سأفعل ...علي إقفال الخط الآن .. لدي الكثير لأحضّره لمقابلة الأستاذ المشرف غدا ..
     _حسناً بالتوفيق وداعاً ..

أغلقت الخط وإلتفتت لتكمل تحضير الأوراق الخاصة بالبحث ...لم تجد قلمها الفوسفوري الذي عادة ما تأخذه (مارية) ولشدة إهمالها لا تعيده لمكانه.. أخذت تناديها لتحضره لها ..

    _(مارية) .. أحضري لي قلمي .. أنا بحاجته الآن ... أسرعي ليس لدي الكثير من الوقت ..(مارية) هل تسمعينني.. اوووه لابد أنها تضع السماعات..

خرجت من غرفتها متجهة نحو غرفة أختها ..كانت ستفتح الباب ثم ترددت قليلا لسماعها بعض الكلام غير المفهوم كالهمس تقريبا ..فتحت الباب بسرعة ودخلت لتجد أختها واقفة بجانب النافذة وتردد ترانيم الأغنية الاي تشغلها في هاتفها والصوت ينبثق من السماعات كالهمس الطفيف...إلتفتت أختها مستغربة من إقتحامها غرفتها بهذه الطريقة ..رمت الهاتف على السرير وتكلّمت بغضب ينمّ عن طبعها وشخصيتها التي تفوق سنها ..

    _ماذا دهاكِ ...هل أنت حمقاء .. لقد أرعبتني؟

إقتربت وأطلّت من النافذة لتجد الشارع خالٍ..إلتفتت نحوها مجددا غاضبة من طريقة كلامها..نهرتها بنبرة توبيخ وتحذير قائلة ..

    _إنتبهي لألفاظك وأنت تحدثيني! ..ولا تفتحي النافذة في الليل مجددا ..واضح!
    _حاضر سيدي! ..هل أنا في سجن أو مركز شرطة!

خرجت وأغلقت الباب خلفها وتوجهت إلى غرفتها لتكمل بحثها .. أختها المراهقة مثيرة للمتاعب فشخصيتها متمردة قوية وفضولية .. تشبه (أسينات) إلى حدٍ ما ..، بعد أن خرجت أختها المتسلطة كما تدعوها هي ..ذهبت نحو النافذة فتحتها إستنشقت الهواء وإبتسمت ثم أغلقتها وصعدت على فراشها واستسلمت للنوم بعد أن تفقدت صندوق الرسائل على هاتفها لتطمئن..

                        ______♡______

في شوارع المدينة كان يمشي ويستمتع بالهواء النقي وهدوء الليل الذي يهواه كل عاشق ويتخذه ملاذا له ..الشيء الوحيد الذي يمتلك الحظ فيه هو أن حبيبته تسكن بالقرب منه عمارتها على بعد أربعة شوارع عن منزله ..هكذا كلما إشتاق إليها تردد على شارعهم علّه يلمحها في الشرفة أو الشباك ..سرحت به ذاكرته إلى أيام مضت حين كان يتسلل إلى شارعهم ليلاً في مناسبات خاصة ..

خيوط الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن