كانت الساعة تتجاوز منتصف الليل وهو يغطّ في نوم عميق حين رنّ هاتفه مما جعلهما يستفيقان من نومهما على صوته إلتفتت نحوه تتسائل بنظرة حيرة حول هذا الإنتهاك الواضح للخصوصية ..نظر إليها وأشار بوجهه بمعنى ماذا؟ وكأنه أراد أن يقول بلغة الإشارة لماذا إستيقظتِ فرنين هاتفي لا يعنيك حتى لو أفسد نومكِ ..ضمّت شفتيها بغضب ثم نفخت بوجهه وسحبت الغطاء على رأسها وعادت للنوم نظريا ..أما هو فأخذ هاتفه وخرج إلى الشرفة ليردّ في غياب تطفلها عليه ..
_ألو ...(أسماء) هل هذه أنتِ؟ ..من المؤكد هذه أنتِ ...
_(مهدي) ..لا أملك وقتا
_حسناً لا بأس أعلم ذلك ! ..إستمعي إلي فقط ولا تقولي شيئا.. أنا أحبكِ وأعدك أننا سنعود لعلاقتنا معا كالسابق ...لا تقلقي ..
_ولكني سمعت أنك تزوجت مؤخرا ..
_لا تفكري في هذا الأمر ..فقط ثقي بي وأتركي الأمر لي ..توتر وتعكر صفوه حين سمع أنفاسها الباكية رغم أنها حاولت كتم صوتها وإبتلاع غصة البكاء ولكنه (مهدي) روحها الثانية وكيف لا تشعر الروح بالروح والروح بها ساكنة ..تكلم بصوت هادئ وواثق ليمنحها الأمل وتمنحه ثقتها ..
_حبيبتي أعدكِ سأعيد كل شيء كما كان ..سأصلح الأمر ..سأجد حلا يرضينا وحبنا..
_لا أستطيع ..(مهدي) أنت رجل متزوج الآن ..وأنالن أسمح لنفسي أن تفرق بينكما ..ولكني سأبقى على عهد حبنا حتى لو لم نكمل مشوارنا معاً ..كانت تبكي بحرقة فلم تقوى على الكلام حتى مما جعل قلبه يشتعل وصدره يحترق وعقله يتوهج بكل الأفكار الجهنمية لإيجاد حلول ترضي حبيبته وقلبه ..أقفلت الخط بوجهه قبل أن تسمع منه كلمة واحدة تثير الحيرة في قلبها مجددا ..
_ألووو (أسماء) ..لا تفعليها لا تقفلي الخط مجددا .. تباً..تباً ..
تركته معلّقا بحبال صوتها ولاذت بالفرار مجددا ..لما تعذبه هكذا تتلفظ بأعذب الكلمات وأكثرها حنانا وتأثيرا على قلبه لتشغله وعقله ثم تقطع الخط وتتركه في وضع الترقّب...حاول الإتصال مجددا ولكن كالعادة الرقم خارج التغطية وبالفعل هو يشعر بأنه خارج تغطية هذا الحب المؤلم ..لماذا يحارب الناس الأشياء الجميلة دائما..لما يحاربون الحب الصادق ويزيفون نياتهم وينمقون أعذارهم بالزواج والنصيب..هذا ليس نصيبا مقدرا بل هو قدر نصبه الناس كذريعة لتحطيم حبه وتقرير مصير شيء لا يعلمون حتى ماهيته ..رمى بهاتفه صور بإتجاه الجدار ليتحول إلى حطام يفسر إلى حد ما حطام قلبه ..ألقى جسده المنهك على الأرض وأسند ظهره على الحائط ليتخذه دعما يربط على قلبه ويجبر خاطره المكسور وهو ينفخ روحه عبر سيجارة قاتلة، أرعبها دويّ كسر الهاتف وحتى كسر قلبه ..فهي تحسست ذاك الكسر من صدى إلقاءه بجسده على الأرض..لم يكن صعبا التكهن بأن خطبا ما قد وقع له وجعله بهذه الحالة المحطمة ..شيء بداخلها يحثّها أن تذهب وتتفقد الأمر أو بالأحرى تطمئن عليه وتطمئن قلبها الخائف الذي كان جبانا كفاية لمنعها عن الذهاب إليه إضافة إلى كرامتها التي تصدت للقرار بكل إنفعال قائلة..
أنت تقرأ
خيوط الحب
Romanceتلك اللحظات عندما يقرر النصيب مسار الحياة ..حين تنسج #خيوط_الحب بما يخالف القلوب و التوقعات ..حين تجد نفسك في مكان لا رجعة فيه وفي موضع لا قرار فيه ..عن ذلك الخضوع للنصيب والضياع في خيوط الحب ..ينصاع القلب حيث لا رأي له أمام النصيب