9/ لِمن القرار؟

83 3 0
                                    

دخلت إلى الغرفة خلفه بالضبط فما إن وضعت رجلها بالداخل حتى سحبها من ذراعها بقوة وصفق الباب وثبتها عليه وبيده الثانية أمسكها من شعرها الأسود الكثيف الذي تناثر بمفعول قوة سحبه لها .. كان يشد على شعرها بقوة الغلّ و الذي أثارته في صدره .. يتكلم بطريقة مخيفة تنمّ عن عاصفة غضب شديدة ستهبّ في وجهها ..

    _ألم أقل لكِ أن توقفي ألاعيبك الطفولية التافهة هذه !.. ماذا يعني إخبارهم بخروجي ليلاً ! هااا .. تكلّمي .. لقد تساهلت معكِ فبدأت اللعب بذيلك مجددا

كان يحدثها ضاغطا على أسنانه بصراخ مكتوم لا يعلو صداه خارج الغرفة ولكن كان دويّ كلماته قويا على مسامعها بما أنه يتحدث بوجهها تفصلهم بضع سنتمترات وجزيئات هوائية ساهمت في تقوية بثّ صدى صوته ورعب كلامه..كانت تحاول أن تستعطفه ليرخي قبضته عن شعرها الذي تشعر وكأنه سيأخذ بعضا منه في يده من شدة غضبه ..

    _اه شعري .. أتركني .. ااه أنت تؤلمني.. لست أنا من أخبرهم..

دفعته بيديها بعد أن أرخى قبضته .. كانت تمسك بشعرها وتتألم وتنظر إلى إحمرار أثر يده على ذراعها .. يداه لها تأثير السم على جسدها الأنثوي الضعيف .. تكلّمت بغيظ تملّكها مع نظرات كرهٍ ولوم ..

    _إسأل أختك هي من قالت أنها رأتك تغادر المنزل على الساعة الثانية فجرا ..إلى أين ذهبت؟ لقد سمعتك تتحدث عبر الهاتف قبل أن تغادر!
تقدم خطوة سريعة نحوها ورفع يده بسرعة ثم شكلها في قبضة صبّ فيها غضبه كي لا يصبه على وجهها الوقح.. فحتى ملامحها توحي بحب التحدي والقوة..
    _وما شأنكِ أنتِ هااا ؟! لا تحشري أنفك الصغير فيما لا يعني عقلك الأصغر .. أنت تفقديني صوابي..!
إقترب أكثر نحو الباب ليخرج سحبها من أمامه ورماها بحركة خفيفة على السرير ..ثم خرج وصفق الباب بقوة
    _حيوان ! .. اه ذراعي ورأسي يؤلماني بشدة ..لا يتقن شيئا سوى العنف .. وغد مختلّ
تناولت الوسادات من على السرير وأخذت ترميهم واحدة تلو الأخرى بإتجاه الباب وكأنه لا يزال هناك .. وبالتأكيد إضافة بعض الشتائم أمر ضروري فهذه طرقها للتنفيس عن غضبها ..
     _وغد مختلّ ... سأجعلك تندم على معاملتك هذه ! .. حيوان .. "مجودر" ..

                      ______♡______

كانت تغسل في أواني العشاء وتبتسم كلما تذكرت لهفته عند سماع صوتها .. لم تتمكن من سماع صوته منذ ثلاثة أشهر بعد ما حدث أو بالأحرى لم تسمح لنفسها أن تفكر مجرد التفكير في ذلك! .. يبدو أن التعاسة والنكد من نصيبها الدائم فلم تلبث تفرح بما حدث البارحة إلا ويفسد عليها ضميرها اللحظة ..فبعد أن سمعت صوته وشعرت بإهتمامه لعنت نفسها ألف مرة لخضوعها لشياطين (آية) التي سلطتهم عليها ينخرون رأسها حتى نفذت مطلبها وضعفت أمام لوعة الحنين والإشتياق فاتصلت ولكن سرعان ما أنقذها وعيها ودينها فانسحبت وأغلقت الهاتف وقطعت سبل الوصل من جديد ..أمضت الليلة بطولها تفكر يا ترى كيف هو؟ بعد سماعه صوتها وهل سيحدث بعد ذلك أمرا؟ ..على الرغم من سعادتها بما فعلته ولكنها نادمة ولا تنوي إعادة الكرّة.. إنها الآن ترجو من الله أن يمنحها القوة لتكبح مشاعرها وتنسى أمر (مهدي) نهائياً .. بينما هي سجينة في نعيم أفكارها إقتحمت ملاذها(آية) بدخولها الأسطوري المعتاد .. تجري وتلهث وتلقي بعض الأخبار المجانية حول أهل الحي ثم تغادر ..ولكن خبر اليوم يبدو خطيرا نظرا لوجهها الشاحب العاتب فهي عادة تبث أخبارها بضحكات سخرية وإستعلاء ولكن اليوم تبدو مرتعبة.. إستجمعت (آية) شجاعتها ولملمت كلماتها ولطمتهم بوجه (أسماء) التي إنتفضت من الدهشة ..

خيوط الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن