13/ لا تستسلم!

85 3 2
                                    


كانت في المطبخ مندمجة مع الطبخ رفقة حماتها (جميلة) حين رنّ هاتف المنزل ، ذهبت مسرعة لتجيب على المتصل..

_ألوو .. من معي؟
_مرحبا .. أنا (أحمد)محامي السيد (محمد العربي العريفي) الذي يكون جد (مهدي العريفي) .. هل يمكنك مناداة السيد(مهدي) إلى الهاتف رجاء ..؟
_(مهدي) ليس في المنزل حاليا ..تفضل كيف يمكنني مساعدتك؟!
_آسف سيدتي ولكن علي أن أسأل أولا ..من معي؟
_ههه لا بأس ..أنا (أسينات العريفي) وأكون زوجة (مهدي العريفي) ..يمكنك أن تتكل..

لم تلبث تنهي كلامها حتى وجدت الهاتف بيد (مهدي) الذي ينظر إليها بشر عظيم .. لقد إنتهى أمرها تماما وحصل ما لم يكن في الحسبان!، أخذ الهاتف وردّ على المحامي قائلا..

_تفضل سيد (أحمد) ..(مهدي) معك على الخط !

إطمئنت أنه منشغل بالحديث على الهاتف فقررت الهروب قبل أن يتفرغ لها ويعاقبها على طريقته ولكن هيهات! ..ما إن إلتفتت مغادرة وأخذت خطوة واحدة حتى أحست بقبضته القوية على مرفقها ساحبا إياها نحوه.. إشتعل غضبها من حركته ألا تملك مساحة من التحرر في هذا المنزل الكئيب ، زفرت بوجهه نيران غضبها وأخذت تحاول تحرير نفسها من قبضة المتسلط تبدو غاضبة نظرا لتخبطها كالعصفور الجريح أمامه ..كلمته بصوت خافت حتى لا يسمعها المحامي ..

_أتركني!..لن أقف هنا أحرس حضرتك بينما تتحدث عبر الهاتف .. أتركني! ..لدي عمل أقوم به في المطبخ!

أزعجته بحركتها المستمرة وتخبطها الذي شوش تركيزه مع المحامي وكلامه المهم ،لفّ يده حولها وحاصرها بجسده أمام الطاولة بحيث تمكن من تثبيتها على صدره ويده تحيط بطنها.. وأخيرا تم تثبيط حركتها المجنونة ..وضع يده على سماعة الهاتف ليسدّها وهمس في أذنها بكلام هادئ مثير للريبة..

_ اهدئي! ..دعيني أنهي المكالمة لنرى ما سنفعله معك ! ..

فتحت عينيها على وسعهما مندهشة من حركته المباغتة فقد نست حتى ما الذي كانت تقوله ، جمدت كالتمثال بين يديه كانت قريبة منه جدا أو بالأحرى ملتصقة به مما يجعلها تسمع كلام المحامي بشكل واضح تماما ولكنها لم تقوى على التركيز على أي منهما سواء كلام المحامي أو حتى همس (مهدي) لها ..ببساطة لم تتمكن من ذلك لأن حواسها كلها تعطلت وتوجهت نحو إحساس واحد فقط دقات قلبه التي إستشعرتها من جوف صدره الذي يلامس ظهرها ..لأول مرة تختبر هذا القرب نحوه ، أن تكون ملتصقة بصدره الضخم المعضل لتشعر به بأنفاسه بقلبه وبقوة ذراعيه كانت كلها أحاسيس إقتحمت قلبها العذري تاركة إياها تائهة في بحر القرب المحظور ،لوهلة من الزمن غفلت عن نفسها فتاهت روحها داخله وأغمضت عينيها وإسترخت بين يديه وإستسلمت إلى لذة الإحساس اللحظية ، بينما كان يُحدّث المحامي أحس بجسدها المُلقى على صدره وإنعدام مقاومتها أو بالأحرى إستلقائها عليه وإستنادها بيديها على ذراعه القوية ..وضع الهاتف على الطاولة بعد أن أنهى المكالمة وإنحنى برأسه قليلا يطل عليها ليجدها هادئة بعينين مغمضتين وشفاه مبتسمة..رفع حاجبيه بإستهزاء ورسم إبتسامة جانبية فلم يكن صعبا بالنسبة لرجل بخبرته أن يفهم ما يحدث لها أو ما تشعر به وبالإضافة إلى هذا فهو رجل واثق بتأثيره الساحر على النساء ..راقه الأمر وزاده غرورا على غروره ،كانت سجينة اللحظة ضائعة في إحساسها تنعم بهدوء تام وماهي إلا لحظات حتى وجدت نفسها ملقاة على الأريكة ، إستغل غفلتها قام برميها بقوة على الأريكة .. فتحت عينيها وصرخت من شدة الصدمة التي تلقتها منه فحتى شعرها المتناثر على وجهها يعبر عن هول الرمية ،تنهدت بعمق وغيظ وسحبت شعرها إلى الخلف ثم رفعت رأسها وإلتفتت نحوه بشر العالم كله في عينيها..قامت مسرعة بفعل الغضب وحرارة الروح وقفت مقابلة إياه تماما وهو مازال يبتسم تكلم بسخرية وإذلال..

خيوط الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن