إلتفتت(أسينات) نحو مصدر الصوت مصدومة لتجد أختها مقابلة لهما تنظر بحيرة وشك ..توقيت سيء بالفعل فقد أمضت اليوم بطوله تقنعها أنها بخير ليأتي هو ويفسد كل شيء بلمسته السحرية ، همّت بالرد عليها بعد أن حاولت إختراع عدة نسخ من التبريرات لهذا الموقف المثير للريبة غير أن (مريم) كانت شبه متيقنة مما يحدث فرفعت يدها بوجهها تعبيرا عن رفض مسبق لأي أعذار كاذبة قائلة ..
_لا تفعلي! ...لقد رأيت كل شيء بأم عيني لا تكذبي مجددا ..ماذا هناك؟!تقدم خطوة نحوها ليجيبها بنفسه ويقوم بالتضليل نيابة عن (أسينات) التي تبدو حتما فاشلة في الكذب لكنّها سرعان ما تقدمت ووقفت بينهما خوفا أن يزداد الأمر سوءا فهي تعرف أختها جيدا لا تسكت عن الظلم وقد يحتدم النقاش بينهما ويتفاقم الأمر ..أشارت له بيدها أن قف عندك ولا تتدخل وسحبت أختها خلفها وتوجهت إلى داخل المنزل وهي تقول ...
_أنا سأتحدث إليها ..انتظرني قليلا سأعود..ادخلي (مريم) سأشرح لكِ الأمر!
دخلت (مريم) إلى المنزل تنتظر قدومها للشرح ..بعد أن كانت تحدق به وترمقه بنظرات شر وكره ..إستشعرت الخبث والخطر منه ولم تشعر بالإرتياح له أبداً ، أطلق ضحكة رنانة تعبيرا عن سخافة الموقف وإستخفافه بها وبأختها ثم إقترب نحوها وقال ساخراً ..
_أرى أنكِ وافقتِ على التمثيل هه..!
_وهل يبدو أنني أملك خيارا آخر.!..قبلت الأمر إجبارا وليس قناعة ..أشاحت عنه بوجهها وغادرت خلف (مريم) التي تنتظر عند الباب ..أمسكتها من يديها تتوسل إليها ..
_أرجوكِ لا تخبري أمي ..سوف أخسر كل شيء ..أساسا أمي لن تسمح لي بالعودة إلى هنا كمطلقة أبدا ..ستقول أنه نصيبي وعلي الرضا به ..وبصراحة أظنها محقة ..
_أي حق هذا؟! ..لقد رأيته يهددك ويعاملك وكأنك سجينة عنده ..!
_صه ..هذا هو الفعل الصواب .. ولا تخافي إنه ليس سيئا لذاك الحد ..سوف آتي مجددا للزيارة وأوضح لك أكثر لتطمئني حسنا ..؟! ..هيا الوداع الآن إنه ينتظر ..غادرت المنزل وإستقلت السيارة إلى جانبه وانطلقوا ..دخلت (مريم) إلى ردهة المنزل لتجد والدتها تطلّ من النافذة بعينين دامعتين ..تكلّمت بدهشة واضحة في نبرة صوتها المرتجف ..
_أمي ! ..هل رأيتِ ما حدث هناك ؟..ولم تفعلي شيئا؟!
_أختك راشدة وتعرف مايصلح بها ..وأعلم جيدا أنها ستجد حلا وتعيش بخير وهناء ..!ذهبت إلى المطبخ تاركة إبنة حائرة ضائعة في دوّامة أفكار ومعتقدات تستغرب برودة تصرفات والدتها تجاه الأمر..ألهذه الدرجة كلام الناس يهم ؟ ..حتى لا تفكر في إبنتها وسعادتها..أي أنها تخاف كلام الناس ولا تخاف تعاسة إبنتها ..؟!
______♡______
دخلت المطعم تنظر في الأجواء تبحث عنها ...وجدتها جالسة على طاولة بعيدة عن الأنظار ..يبدو أنها حريصة أن لا يراهما أحدا..أخذت نفسا عميقا وتقدمت نحوها ..الفضول فقط ماجعلها توافق على مقابلتها ، فطيبة قلب المحب لا تستطيع أن تكبح جماح رغبته في سماع أخبار عن المحبوب المفقود..وهذا ما أتى بها إلى هنا ..ربما تحظى بتفاصيل صغيرة عن حياة حبيبها وزوجته ..تشعر بمرارة في حلقها حين تذكر إسم حبيبها مقترنا بأخرى غيرها ..وقفت أمام الطاولة مترددة وخائفة أن يكون مجيئها خطأ قد تندم عليه وتفتح جروحا قديمة .، كانت (سارة) منغمسة في أفكارها تبحث عن كلام لائق وأحرف منمقة تلزم لإقناعها...رفعت رأسها حين رأتها أمامها..لوهلة كانت تظنها لن تأتي ..قدومها كإشارة أولية على نجاح الخطة..
أنت تقرأ
خيوط الحب
Romanceتلك اللحظات عندما يقرر النصيب مسار الحياة ..حين تنسج #خيوط_الحب بما يخالف القلوب و التوقعات ..حين تجد نفسك في مكان لا رجعة فيه وفي موضع لا قرار فيه ..عن ذلك الخضوع للنصيب والضياع في خيوط الحب ..ينصاع القلب حيث لا رأي له أمام النصيب