.• الفصل الثالث •.

431 40 3
                                    

•《 الفصل الثالث 》•

.• موعد •.

"إنه موعدنا الأول !
لكنني لم اتخيل أنه سيبدأ بكتلة السعابيل الصغيرة تلك.

بمجرد أن وصلت إلي رفعت صغيرها نحوي و قالت :
- احمله !

كم انتظرت هذا اليوم بفارغ الصبر،
كنت اتخيله كأجمل موعد في الكون كله،
بمشاعر دافئة مليئة بالرومانسية و الحب نتشابك الأيدي و نسير معا و قلوبنا تنبض سريعا في تزامن،
و نظن لوهلة أن العالم كله منحصر نحونا،

نتناول الطعام معا وكل منا يطعم الآخر،
نتبادل الأحاديث و الابتسامة لا تفارق وجوهنا و لا نرغب بانتهاءها،
نتمنى توقف الزمن بنا و استمرار هذه السعادة و المشاعر الجياشة إلى الأبد وحدنا دون أن يكون هناك دخيل كـ هذا الكائن الذي يدعي البراءة الشديدة !!"

حمله و يبدو عليه شيء من خيبة الأمل و أخذ يحدق بطفلها الذي له عينان كبيرتان جدا و السعابيل كأنهار جارية تخرج من جوف ثغره الصغير الذي رسم ابتسامة ملاطفة له فيما رسم بصعوبة ابتسامة متكلفة محاولا عدم اظهار اشمئزازه و هو يحمله بين ذراعيه المستقيمتان مبعدا إياه عن جسده.

أكملت حديثها :
- بات ثقيلا و لا يمكنني حمله طوال فترة موعدنا تكفي حقيبته الضخمة هذه، كما أن حالتي المادية ليست جيدة لوضعه في الحضانة حتى في العطلة، يكفي أيام الأسبوع كلها.

كانت ترمي موجة كلماتها تلك حتى لا يحاول الاعتراض أو الرفض و هو الشيء الذي لم يكن ليقوم به من الأساس حتى لو كان منزعجا من الرضيع و قال لها :
- لست اعترض على تواجده، يستحيل أن ارفض تواجد قطعة منك حتى لو كانت منفصلة عنك.

لم تعقب على حديثه و إنما قالت :
- و الآن إلى أين تود الذهاب ؟

أجابها و قد تعبت ذراعاه من حمل الطفل بعيدا عن جسده لذا اضطر لتقريبه نحو جذعه حاملا إياه بذراع واحدة :
- ما رأيك أن نذهب لتناول المثلجات ؟

توّاق. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن