باص

16.4K 294 303
                                    

-"اذا حدن عرف راح ناكل خرا يا إيليا" همس عزرا بأذني و هو يبل شفتيه، و ترك يدي التي أصبحت بيضاء حين امسكها بخوف

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

-"اذا حدن عرف راح ناكل خرا يا إيليا" همس عزرا بأذني و هو يبل شفتيه، و ترك يدي التي أصبحت بيضاء حين امسكها بخوف.

لم يكن الهمس اللطيف الذي اعتدت سماعه في اذني بين قبلاتنا، الأمور تختلف الآن، الخوف يأكلنا، أشعر بتوتره و أرى رقبته تسمح لعروقه بالظهور ، فكه يشتد و جبينه يتعرق.

"عزرا.." تمتمت و أنا أتناول يده ثم قبلتها بشفتي المجروحة ، رفعت يدي كي امسك وجه عزرا و أقبله لكن ابعد وجهه.

و رمى رسغيّ.

انظر لي احاول ان أستنجدك ، أنت اهلي الآن، و كل ما املك.

أنت و علبة اللبنة هذه و كيس الخبز!

عزرا بجانبي في الباص القديم هذا ، متجهين لبيروت عند صديقه.

-"أكلنا خرا و حياة اليسوع المسيح" عاود تمتم و هو يتفقد هاتفه الذي كان يهز بسبب المكالمات الهاتفية الصادرة.

أرسل رساله الى شخص ما ، ثم بحركة منه اخرج البطاقة و كسرها نصفين.

-"على أساس أنه احنا ما أكلناه ؟ بربك!" أجبته.

صمت قليلاً ثم أرخى رأسه على كتفي قبل أن يبدأ بالجهش في البكاء.

تباً لكم.

لجورج القس، لأم جوليوس

الاهل ، جميع الجيران

صغار الحي.

و كل من ساهم بقلب حياتنا.

حبيبي يبكي ، أو على الأقل أن اعتبره.

هذه أول مرة أراه هكذا ، لم يبكي عزرا منذ أن عرفته
عادتاً أنا من كان يفعل.

"إيليا حبيبي، انت من ويّن طلعتلي؟"

تمتم بين دموع بسخرية، رفع نظره من على كتفي و راني أبكي معه ايضاً. بدأ يضحك بصوت عالٍ، و أنا أحاول النظر عبر الشباك ، يقهقه عزرا و هو يبكي كطفل الضعيف.

أمسح دموعي ، و أشبك أناملي.

"يارب، أعلم أنني خاطيء وأنني أستحق العقاب. ولكني أؤمن أن يسوع المسيح مخلصي. إنني أؤمن أن موته وقيامته يقدم لي غفران الخطايا. أنا أؤمن بيسوع وحده كربي ومخلصي. أشكرك يارب من أجل خلاصي وغفرانك لخطيتي! آمين!" رتلت بصوت هامس فوق أذنه.

-"احنا على جهنم رايحين ما تخاف علينا إيليا"

ربنا يعلم.
و يرى.
و يسمع.

"حنروح سوى" قلت

"طبعاً ، كيف يعني جهنم بدون إيليا؟" أجابني مضيفاً إبتسامته الساخرة و هو يشعل سيجارته.

بقيت أحدق به..

مثلما كنت أفعل

و كما سأظل أفعل

شفتيه التي تتفث الدخان تلك هي من أوصلتنا إلى هذه الحالة.

كلانا صامت.

"كيف حيكون إيليا بلا عزرا ؟"
سألته في هذا الصمت الذي يحوي محرك الباص

رفع رأسه المرخي على كتفي، ثم قبلني.

هيا قبلني يا عِزرا بسرعة قبل أن يرونا!

كأنها آخر مرة

و هل ستكون؟


"ليتك لم تظهر على السطح عزرا."

▪ إيليّا بدون عِزرا ▪

قريباً

قريباً

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
إيليا - (بدون عزرا) - Elijah حيث تعيش القصص. اكتشف الآن