بقي يحدق بها، و لم يسمع نصف ما كانت تتفوه به، يشعر بأنه مسحور فهم من ما قالته أن مايا خالتها ، و أنها من سكان بيروت و لكن الطريق قصير ليعرفها أكثر.
لم يرها ولا مرة هناك ، ولو عرف بوجودها لكان بحث عنها في كل بيروت ليجدها.
يسمعها تتحدث عن المظاهرات هناك و ما هي حتى دقائق و أوصلها أمام الكراج ، حيث كانت أم عزرا واقفة تنتظر ضيفتها.
رحبت ام عزرا به ، حتى أنها دعته لشرب الشاي و كم أراد ذلك ، أن يمضي بضعة ثواني أخرى مع تلك المدعوة بداليا ، لكن بعدما حصل اليوم، كان يفترض التعب قد حل عليها ايضاً.
الحارة هادئة، و لا حتى كلب ينبح..
سوى محمود في المشفى.
-"قلقت عليكي شو وينك ما بتردي؟" تسأل بقلق الشابة التي تعانقها الآن بأذرعها.
قطعت داليا العناق و تحركت نحو السيارة حيث كان أحدهم يتفحص مؤخرتها بإبتسامة لنفسه "يلا فوتي، اخد غراضي و جايتك" تخبرها و الاخرى دخلت مسرعة.
دنت من الشباك و كان إلياس قد أخرج بالفعل أغراضها و بدأ بحملهم للباب.
تماطل داليا في هذه العملية، تنتظره ان يبدأ بقول شيء ما، لعلها تأخذ رقمه.
لم يفعل.
و لأن النساء يكسرن القاعدة ، بدأت هي.
رفعت رأسها ووضعت وجهاً متسائلاً "صح سؤال إنت وين فيني لاقيك بالحارة؟"
-"وين ما بدك" ابتسم
ولم تكن ابتسامة بريئة
رفعت حاجبها "اووف، والله؟"
-"والله، مش صح بتصلي اسم الله عليكي ، بوديك ع احلى كنيسة"
-"وبس؟" تغريت نبرة صوتها و لم يشعر هو برأسه عندما قالت ذلك.
-لا و فيني كمان.." بدأ بالحديث ينظر حوله يحاول أن يجد شيئ للحديث عنه و لتجنب عيناها الواسعتين. لم يكن قد توتر من قبل مع اي فتاة ولذلك شعر بكل شيئ مختلف نحوها "لا ما تحكيلي فرجيني بعدين وين فيك توديني.." تقاطعه و قبل أن تغلق الباب و تختفي في بيت خالتها
غمزت له.
كتير هيك، يخبر نفسه
***
قطع القبل بينهم، لكنها عاودت التقاطهم بنفس منقطع، لا يشعر بالراحة ، لم يعد يرى سوى هو.