◇
لا أريد الصعود إلى السطح إن كنت سأقع
◇
فتحت باب البيت الخارجي ، و كان هنا جاهز كالعادة
يبدو الياس نشيطاً هذا المساء، كنت قد تركته آخر مرة في الكنيسة و أخمن قد أعترف ثم عاد للجارة التي عاشرها صباحاً.اغتنم الفرصة، اغتنم!
لن تكون جامح طول الدهر
ضمني في عناق مُرحباً بي و قال "اليوم عحسابي بدي طلعك يا صاحبي! بس تعى شربك شي ، نبل ريقنا" و كالعادة يحيط ذراعه حول رقبتي كأنني حبيبته.
نمشي في الطريق المعاكس لبيتي كي نصل إلى أجمل مكان في هذا الحي البائس
" خمارة أبو الياس "
الكنيسة أيضاً لا بأس بها
لكن هناك نطيع ربنا، أما هنا لا.
رغم أني لن أبلغ ال١٨ سوى بعد أشهر ، لكن تسمح لي ام إلياس أن اشرب دون علم اهلي و تقول مبررة "ازا ما شربت هوّن راح تشرب من ورى أهلك!، ما بتفرُّق! قول لأمك تروّقنا.."
*
شبح إبتسامته إختفى كأنه تذكر شيئاً "أمبارح ويّن كنت؟" سأل من حيث لا أدري، و أجهل نيته خلف معرفة الإجابة
اه لو تعلم!
كنت مع شخص يسألني 'أين كنت' ، كأني النبي إيليا بذاته، و كأنه إنتظرني سنين ليضع لي وردة فوق أذني.
قطبت حاجبي بخفة لا إرادية "ليه؟"
عاود الإبتسام و إطمئن جسدي "شو لقيت جار و صاحب جديد؟" يعاود السؤال ، ثم يجيب نفسه
"يلا هيّك ما راح تصير تتراجني إنزل من بيروت لشوف خِلقَتك" يقول ساخراً كالعادة و يطلق ضحكته وهو يضرب كفيه كأنها نكتة الشهر.
أطلب منك و لا أتراجاك، لأنك صديقي الوحيد أيها الغجري، لأني لم أشرب و أدخن سوى برفقتك.
لأنك مثال تمردي و حريتي على أهلي.
معك أشعر بأني إيليا الراشد، لا المراهق.
"أه هو جار..." كان ردي الوحيد، لا أعرف من و ما هو يا الياس حقاً ، لكن جبرت نفسي أن اضحك.
*
*
*