أول مرة

7.7K 207 491
                                    

"و العذراء مريم اني حاولت صحيه يا ستنا، بس ابنك تعبان" صاحت أم رأفت من أعلى الدرج إلى أمي في الأسفل

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

"و العذراء مريم اني حاولت صحيه يا ستنا، بس ابنك تعبان" صاحت أم رأفت من أعلى الدرج إلى أمي في الأسفل.

اتخيلها و هي تلم شعرها الأسود في ما تسميه النساء بِ"كعكة". تجهز نفسها كي تذهب إلى مشفى الضيّعة ، و ترفع السماعة الطبية كي تضعها و تتدلى على رقبتها.

أغلقت أم رأفت الباب، و إبتسمت بدوري بخبث لأني خدعتها. تعتقد المسكينة بأني مريض.

لم تدم هذه الفرحة طويلاً حين سمعت صوت خطواتها قادم نحوي مرة أخرى.

فُتِح الباب فجأة

و كانت هي

ال"دكتورة"

من أعطتني الحياة

و حين افكر في الأمر

ليتها لم تفعل

تنظر لي عبر شق الباب ، ويخرج الضوء من خلفها.

"شو بك مريض شي ؟" قالت بصوت الطبيبة العملي، لكن بملامح الأم خاصتها.

تقدمت و دنت من وجهي ووضعت راحة يدها على جبيني ,فتحت فمي و هي تضغط على فكي السفلي لترى حلقي ثم سحبت جفن عيني السفلي بسبباتها لترى اذا كان هناك إحمرار.

كل ذلك تلقائياً و بسرعة لا يمكنني تخيل كم مرة يومياً تفعل ذلك في المستشفى.

"ما بيك شي يلا روح" قالت بجدية، و هي تمسح الغبار على مرآتي بعد أن نهضت من السرير "نظف غرفتك بس ترجع.." أكملت

"بدك أنا وصلك عالكنيسة؟" سألتني و هي تنظر لساعتها "بسرعة لازم كون بالطوارئ"..

"ما بدي صّلي ارتاحي.. " تفوهت أخيراً كي ترحل

"ولاد ام محمد كل جمعة بروحو يصّلو!" أردفت مثل كل أم في هذا الحي، يُتَقارن فيما بيننا كأننا قديسون.

تخربنني عن قوة إيمانهم و تعلقهم بمعبدهم وهم يشربون في حانة دار أبو إلياس.

إيليا - (بدون عزرا) - Elijah حيث تعيش القصص. اكتشف الآن