"و العذراء مريم اني حاولت صحيه يا ستنا، بس ابنك تعبان" صاحت أم رأفت من أعلى الدرج إلى أمي في الأسفل.
اتخيلها و هي تلم شعرها الأسود في ما تسميه النساء بِ"كعكة". تجهز نفسها كي تذهب إلى مشفى الضيّعة ، و ترفع السماعة الطبية كي تضعها و تتدلى على رقبتها.
أغلقت أم رأفت الباب، و إبتسمت بدوري بخبث لأني خدعتها. تعتقد المسكينة بأني مريض.
لم تدم هذه الفرحة طويلاً حين سمعت صوت خطواتها قادم نحوي مرة أخرى.
فُتِح الباب فجأة
و كانت هي
ال"دكتورة"
من أعطتني الحياة
و حين افكر في الأمر
ليتها لم تفعل
تنظر لي عبر شق الباب ، ويخرج الضوء من خلفها.
"شو بك مريض شي ؟" قالت بصوت الطبيبة العملي، لكن بملامح الأم خاصتها.
تقدمت و دنت من وجهي ووضعت راحة يدها على جبيني ,فتحت فمي و هي تضغط على فكي السفلي لترى حلقي ثم سحبت جفن عيني السفلي بسبباتها لترى اذا كان هناك إحمرار.
كل ذلك تلقائياً و بسرعة لا يمكنني تخيل كم مرة يومياً تفعل ذلك في المستشفى.
"ما بيك شي يلا روح" قالت بجدية، و هي تمسح الغبار على مرآتي بعد أن نهضت من السرير "نظف غرفتك بس ترجع.." أكملت
"بدك أنا وصلك عالكنيسة؟" سألتني و هي تنظر لساعتها "بسرعة لازم كون بالطوارئ"..
"ما بدي صّلي ارتاحي.. " تفوهت أخيراً كي ترحل
"ولاد ام محمد كل جمعة بروحو يصّلو!" أردفت مثل كل أم في هذا الحي، يُتَقارن فيما بيننا كأننا قديسون.
تخربنني عن قوة إيمانهم و تعلقهم بمعبدهم وهم يشربون في حانة دار أبو إلياس.