الفصل الثاني " محاولة الاستقلال "
ذهبت باكرا للسوق دون أن ترافقني شهد كما اعتدنا ،فقد وجدت الحل لمشكلتي أن أعمل وأوفر مصاريف دراستي دون إزعاج أسرة عمي والإثقال عليهم،وكان أول عمل تبادر لذهني هو مساعدة جدي هادي في مقهاه حيث أجيد الطهي وكل أعمال المطبخ.
لذا فقد عرضت الفكرة علي جدي هادي أثناء عودتي من السوق وأنا أشاركه الإفطار
قلت بحماس:وهكذا يتخلص كلانا من مشكلته.-لكن هذا قد يعطلك عن دراستك.
-دعني إذا أختار ترك دراستي،ماذا قد أفعل يا جدي؟ هذا هو السبيل الوحيد لإرضاء جشع زوجة عمي
وأضفت محاولة اصطناع المرح:لن تبقى وحيدا بعد اليوم يا هدهد.
ضحك جدي بصوت عال وهو يقول:أ
لا زلتي تذكرين تدليل سنية لي؟ على كل لن أستطيع تغيير رأيك لذا سأعطيك التعليمات حتى تتعرفي على عملك.[عصرا في منزل عمي]
استغللت وقت جلوسى عمي وزوجته معا فى المكتب يتحدثان أحاديث سرية و طلبت الحديث معهماأم شهد بتهكم: هل طلبتى منا موعدا؟
قلت بهدوء: كنت أريد استئذانكما فى أن أذهب للجامعة ولكن من مالى الخاص
انتفضت زوجة عمى وهى تقول:
ءرأيت يا إبراهيم؟ لديها مال خاص، من أين لك بهذا المال؟ اعترفىشرحت بهدوء:
عمتى إذا سمحتى استمعى إلى سأعمل مع جدي هادي في مقهاه وسأستغل ما أجنيه في الإنفاق علي دراستي،وربما استطعت تأجير مكان للإقامة فيه حتى لا أثقل عليكم لوقت أطول.وفي محاولة ساخطة لتثبيط عزيمتي قالت زوجة عمي:
انظر تتصرف دون علمنا، ألم أعلمك بزواجك الوشيك فالأجدر أن تستعدى له وتنسى تلك السخافات.كان الأمر بمثابة سباق النفس الطويل إن سمحت لها أن تستفزني قد أفقد فرصتي في موافقتها وهو ما كانت تطمح إليه،لذا فقد أجبتها بكل هدوء:
أعتذر يا عمتى لكنى لن أترك دراستى ولن أتزوج بابن عمى لا حاليا ولا فى أى وقت لاحق، ولن يتكلف مجرد إيوائى تحت سقف بيتكم الكثير.وأمام عدم وجود مبررلاعتراضها قالت باستخفاف:
حسنا نحتملك فى منزلنا شفقةلم يثر في موقف زوجة عمي أي اندهاش أو استغراب إنما أصابني عظيم الألم والأسى من موقف عمي طوال حديثنا،إذ لم يتكلم أو حتى يعرض مجاملة ألا أعمل وهو من سيتصرف ، وأمام صمته لم أملك إلا مغادرة الغرفة بهدوء وأنا ألمح نظرات الانتصار في عيني زوجته.
وكما أخبرتنا زوجة عمى فقد عاد عمى محمد إلى الوطن مع أسرته وأجلوا زيارتنا إلى الأسبوع التالى وهو أول أسبوع فى الجامعة.
كنت قد بدأت العمل في المقهى وقد بدأنا نضيف بعد الوجبات لقائمة المقهى حتى نجذب الائن الذين تخلوا عن المقهى ،بعد موت سنية زوجة الجد هادي،إذ شهد المقهى بعض التدهور عقب وفاتها وكان الجد يحاول جاهدا العثور على من يساعده في عمله،عندما أرى المقهى يزدهر من جديد ويعود إلى سابق عهده او ربما أفضل ،أشكر الله على موقف زوجة عمي الذى جعلني أفكر فى العمل مع جدي،ربما يوجد خير داخل كل شر كما يقولون.
أنت تقرأ
المامبا السوداء
Phiêu lưuرواية تجمع بين الغموض والأكشن مع رومانسية لطيفة حيث تدخل سارة السجن إثر مؤامرة يدبرها ضدها أحدهم وسرعان ما تهرب وتتوالى محاولات أصدقائها لمساعدتها في الخروج من هذا المأزق وكشف مدبر المؤامرة خاطرة قبل البداية 😘 أحيانا أحس أن الله أوجد الوجود وأوج...