الفصل الثالث عشر

637 21 1
                                    


🌻الفصل الثالث عشر"وجها لوجه"🌻

استبد القلق بخالتي بعد قراري بالعودة للوطن دون انتظار مداهمة الشرطة:هل قررتى المغادرة حقا يا سارة؟

فأجبتها وأنا أكمل ترتيب ملابسي داخل حقيبة صغيرة:دعيني أقدم هذه اﻷدلة يا خالتي وخاصة بعد الفيديو الذى صورته رانيا صار كل شئ على بينة،وليحدث ما سيحدث إن كنت سأعاقب على هربي أو جريمة لم أرتكبها فلأعاقب ،لقد ضقت ذرعا بهذا الهرب.

حاولت استبقائي قدر استطاعتها فقالت بارتباك:على اﻷقل انتظري عودة فارس ليوصلك للمطار.

التفت إليها وقد تركت كل ما بيدي:حقا يا خالتي هذا أكثر شئ أسعى للهرب منه،كيف سأودعه أرجوك،لن أحتمل أمرا كهذا...

انتبهت لذلة لساني وما أفصحت عنه عفويا، وقد حدقت بي خالتي وأصابها الخرس لبضع ثوان ثم قالت:ماذا قلتي؟أعيدي...

توجهت جهة باب الغرفة محاولة الهرب متمتمة بكلمات لم أفهم فحواها،ولكنها أمسكت بي قبل أن أفتح الباب وقالت:هل تتعمدين تعذيبه؟!لم لا تخبرينه عن شعورك نحوه.

-ألا أشعر باﻷلم أنا أيضا من هذا الوضع؟هل برأيك يعجبني وضعي كثيرا؟!!فلتستقر اﻷوضاع أولا وبعدها لكل مقام مقال.

قالت بخبث وهي تلكزني بمرفقها:أخبريني هذا المقال..هيا قولي،انتابني الفضول.

قلت ضاحكةوأنا أحتضنها:هيا دعك من هذا اﻵن ،ولأودعك بشكل جميل،سأشتاق إليكى.

أبعدتني عنها وهي تقول:انتظري أى وداع هذا؟لابد أن أطعمك قبل ذهابك،إياكي أن تغادري الغرفة لحين عودتي.

خرجت من الغرفة وأنا ألاحق طيفها بحنين، كنت شبعت من حضنها قبل ذهابي،على كل حال هو وقت الكفاح إذا.

خرجت من الغرفة حيث الجميع عدا فارس أشرت لهم بالصمت وكنت قد سبق وأن ودعتهم وقبلوا قراري على مضض،كدت أغادر قبل عودة خالتي لكني تسمرت فور أن فتحت باب المنزل ،حيث وجدت عمي مع زوجتيهما .

اضطراب لحظي ثم احتضنني اﻷربعة بالتتابع وأنا لاأزال جامدة في مكاني،نهض عم عزيز يرحب بهم؛ فهم ضيوفه في النهاية.

قال عمي حسين وهو ينظر إلي بحنين:لكننا نفضل أن ندخل بعد أن تسمح لنا سارة.

اقترب كل من رامي وحسن وشهد ورانيا كذلك ولايزال الجميع مصدوما مثلي بهذه المفاجأة، وقتها قلت لنفسي أني فضلت قدوم الشرطة على قدومهم،يوميا كنت أتخيل تلك اللحظة فأقع في حيرة بين المسامحة وأن ألومهم على ما فعلوا.

درت بعيني بينهم وهو يناظرونني بأمل،لكنني قلت بهدوء:كنت على وشك المغادرة،أراكم بخير.

هكذا هو اﻷمر،هل يتخيلون أن الخذلان باﻷمر الهين،لقد دمروا ثقتي بالبشر ، فكيف أثق بهم مجددا؟!!

المامبا السوداء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن