الفصل الخامس

858 37 1
                                    

الفصل الخامس 

" تغيير المبادئ إلى حين"

صارت قضيتي قضية رأي عام واختلفت الأقاويل فمن قائل أننى قد حسبت أن خداع الدولة بأسرها أمرا سهلا وأن الجميع ليس ذكيا بقدري ومن ذاهب أن حبي للسلطة أعماني عن حقيقتي وأصلي، ولكن أصحاب الأسنان وقفوا فى صفي، وشهدوا باستحالة أن أقدم على مثل هذا العمل وأن حبي لبلدي وتطويرها لمدة عامين ينفى إمكانية ارتكابي ما يضرها، وللأسف لم يسمع لهم أحد لكنني سعدت بشهادتهم سعادة كئيبة لأني وقتها كنت فى المشفى التابع للسجن إذ مرضت و تردت صحتي إثر سوء التغذية والمعاملة، وتم حبسي انفراديا لمدة أسبوعين كاملين لبحث الأدلة وهذه المرة على أعين الأشهاد.

لم أصدق مطلقا أن أقاربي كانوا أول المتهمين وادعوا مدى حبي للسلطة وأنني عندما أصل لأعلى المناصب أسعى للإفساد وهنا ظهر واضحا حب اقاربي للمداهنة وليحظى بها أى صاحب منصب ولا سيما لو كان قريبا ساذجا على غراري .

حيث أن القناة الوطنية أذاعت حديثا مباشرا مع عمي وزوجته وطبعا وقف عمي صامتا صمتا رآه الجميع موافقة لما صرحت به زوجة عمي إذ قالت:

لم أصدق مطلقا حين تم تعيينها فى هذا المنصب الكبير وكان هذا لإدراكي بفشلها فقد ربيتها منذ صغرها وأنا على علم بدواخلها إذ كانت دائما منذ صغرها تظهر الخبث و تهاجم حين لا يتوقع منها الهجوم و أنا على تمام الثقة بأنها قد عمدت إلى التحضير لبناء مجمع رخيص يناسب الفقراء ويتهدم فوق روؤسهم وهى عامدة لذا فأنا كمواطنة أطالب بمحاكمتها كما تستحق وكما يجدر بفسادها

و طبعا سافر عمي فورا وامتنعا عن الشهادة و قالا أنهما لا يحبان التدخل فى أمور السياسة كما أنهما لا يعيشان فى البلاد و أيضا لم يعاشرانى ليعلما طباعى!!

____ _______ _________
توالت الخطوب ع ذاك الجزء النابض
حتى أصابه العطب 
خبت الحياة واختلت نبضاته
وما صار قادرا ع دمائي الجافة وحين أصابني اليأس من إنعاشه 
توجهت إليك بالدعاء 
وحدك قادر على إحداث المعجزات ووهبه طاقة الحياة عله ينبض من جديد
_____ _______ _____ _

فى طريق الوصول إلى المحكمة
تفاجآت بمن يجاورني في سيارة الشرطة وهو يقول بسخرية :

هل تؤلمك يديك من القيود؟

أنا بذهول: ما الذى يعنيه هذا؟

الشخص: انظري إلى الآن ودققى النظر هل برأيك يليق بى أن أكون مساعدا لمحافظ أو حتى مجرد مواطن صالح دعيني أعرفك بجانبى المظلم يا صغيرة

ثم ضحك قائلا:

أغلقى فمك أولا حتى ينصت أذنك جيدا

وواصل قائلا:صحيح أننى السيد عبد القادر المهندس المدني النابغ، لكن شهرتي هى المعلم عبده و كعرض حصرى لك يمكنك منادتى بعبده فقط أما عن عملى فهو كل ممنوع لم يخطر يوما ببالك مخدرات ، رقيق، أسلحة، قتل ،أى شئ يضر ببلدى ولعلمك فقد نجحت بضع عمليات لى خلال العامين الماضيين لكن لم أفلح فى أكثر من ذلك للأسف لذا فقد دبرت ما حدث للتخلص منك ، كنت أرغب فى أن ترى تمثيلى هناك حين قدمت الشرطة وأمام فريق المراقبة كيف أظهرت الاندهاش وعدم علمى بفساد المواد والأسى أن تكون مسئولة مثلك بكل هذا القدر من الفساد والشر لقد اعتذروا منى وشعروا بالأسف أن أكون مساعدا لا يعلم ما يدبره رئيسه، لكن لا بأس سأمثل أمامك فيما بعد و تخبرينى رأيك 

المامبا السوداء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن