الفصل الثالث
رواية مجنونة وجننته الحمد لله
بعد تلك الفترة قررت الذهاب إلي إحدي الملاهي لأرفه عن نفسي قليلا فأنا تلك عادتي بمجرد أن يحزنني أحدهم أذهب إلي الملاهي وأرجع سعيدة وأنسي كل شئ ولذلك دائما أوفر المال لتلك الظروف وبالفعل فعلت ذلك وذهبت إلي الملاهي وحدي فأنا لا أصدقاء لي في الجامعة منذ العام الماضي ركضت ولعبت وفرحت ثم عدت إلي المنزل بعد أن أخبرتهم أني في الملاهي وعرفوا أن أحدهم قد أحزنني فتلك عادتي منذ الصغر
ذهبت إلي الجامعة في اليوم التالي مبكرا وجلست بالكافيتريا لا أعمل شيئا فقط أتأمل تلك الشيجرات المحيطة بي ولكني وجدت وردة جورية نمت في وسط الشجيرات وحيدة فذهبت إليها وجلست علي ركبتي أتأملها ولمستها بأناملي برقة قائلة "لابد أنك وحيدة هنا وحزينة أيضا مثلي تماما فأنا أيضا وحيدة هنا لا أصدقاء لي ولا أحد لي هنا يظن الجميع أني مجنونة ومرحة دائما ولكن الحقيقة أنا أشعر بوحدة بالغة مثلك تماما أود أن آخذك معي ولكني أعلم إن أخذتك معي ستموتين ولا أريد أن تموتي فأنتي رائعة هنا ربما لبس لديك أخوات وردات مثلك ولكن لديك تلك الشجيرات تآنس وحدتك لا تحزني سأسقيك الآن"
وأخرجت المياة من حقيبتي وسقيتها وقبل أن أذهب قبلتها وقلت "سآتي لأزورك بإستمرار إطمئني لن تكوني وحدك يا صغيرتي "
ثم قمت وأستدرت وإذا بفارس يراقبني واضعا يديه في جيوبه وإحمرت وجنتاي وقلت في نفسي لابد أنه سيقول علي مجنونة لحديثي مع الأزهار فقررت الدفاع عن نفسي قائلة "كانت وحيدة هنا ولا يسقيها أحد فقررت العناية بها فقط لا غير"
قال "لا أهتم "
واستدار ثم ذهب وأنا قلت في نفسي أعرف أنك لا تهتم
ذهبت وحضرت محاضرته ويبدو علي الضيق والحزن منه ولكن ما بيدي حيلة فهو دكتوري علي كل حال
وفي نهاية المحاضرة قال "بالطبع تعرفون تلك الشائعة التي خرجت من طالبة حقيرة والتي حرمت من الدراسة لعام كامل بسبب إفترائها علي ولكن الله أظهر الحق في النهاية وكل طالبة ستفكر مثلها سيكون مصيرها مثلها والآن وداعا"
خرج من القاعة حتي لم يخبرهم أني أنا من فعل ذلك فربما كنت إلتقيت صديقة بهذا الأمر ولكن لم يخبرهم ولم يعرف أحد منهم أني أنا من فعلت ذلك
خرجت من القاعة وذهبت لتلك الوردة الصديقة الوحيدة لي فوجدت أن أحدهم قطعها ورماها بالأرض فدمعت عيناي وبكيت بحرقة ربما ليس من أجلها لأني حزينة وربما لأنها الصديقة الوحيدة لي
جلست جانبا أبكي بدون صوت وأنا أمسك بها قائلة "آسفة صديقتي لم أكن أود أن يحدث ذلك لك آسفة ولكن لا أعرف من الذي فعل ذلك آسفة عزيزتي "
فوجدت شخصا يمد لي منديلا فأخذته ومسحت دموعي ثم نزلت من جديد
فقال ذلك الشخص "لماذا تبكين وحدك هكذا "