المرايا

323 13 0
                                    


                                                                            المرايا . قصه تحبس الانفاس

....
تسلل ضوء الشمس الي غرفته فظن انه نام كثيرا ولكنه اكتشف انها التاسعه صباح يوم الجمعه عندما نظر في تليفونه المحمول وقبل ان ينهض من فراشه دخلت ريم زوجته قائله صباح الخير علي احلي محمود في الدنيا فاكر النهارده ايه
محمود :النهارده الجمعه
ريم: النهارده عيد جوازنا
محمود : ودي حاجه تتنسي كل سنه وانتي طيبه
ريم : انا عايزه هديه :
محمود : عارف انت عايزه ايه
ريم : طب انا عايزه ايه
محمود: عايزه مرايا كبيره ببرواز شيك كلاسيك في الصاله
لم يمر سوي ساعات قليله بعد صلاه الجمعه وكان محمود في محل تحف وانتيكات يبحث عن مرايا كبيره كان المحل مليئ بالكثير من المرايا لكن واحده فقط هي التي خطفت نظره كانت في زاويه بعيده مهمله والتراب وبعض الاقمشه الباليه تغطيها فتجه نحوها وقبل ان يرفع الغطاء عنها صرخ البائع صرخه فزع وموت وقال لاتفتح مالا طاقه لك به فظن انها باهظه الثمن ولكن كل شئ يهون من اجل زوجته واصرار رهيب منه علي شراء المرايا فكان شكلها يوحي انها من القرن الرابع عشر فسأل عنها ومع رفض البائع الحديث عنها ظن محمود ان البائع يلعب معه لعبه رفض البيع من اجل رفع الثمن ومع رفض البائع رفض محمودا شراء مرايا اخري فمنحها البائع له بدون مقابل علي شرط ان لايسأل عن قصه المرايا وعن سبب الهبه بدون مال الا عندما يعود بها لكي يرجعها له مره اخري خرج محمود من المحل بعد ان اخذ المرايا وهو في حاله من التعجب كيف يعقل ان يخسر تاجر انتيكات مرايا مثل هذه بدون مقابل وما قصه اني سوف ارجع بها له ولماذا رفض ان انزع عنها الاقمشه عنده في المحل اسئله كثيره تدور في راسه وظن انها مكسوره او المرايا قديمه ولكنه حصل عليها علي كل حال وان وجد بها شئ سوف يصلحه المهم البرواز الخشبي القديم والشكل الاثري لها اما المرايا نفسها فهي غير مكلفه هكذا حدث نفسه طوال الطريق في العوده الي المنزل وقرر ان لا يقص علي زوجته ما حدث من البائع المجنون حتي لا تغضب منه انه هداها هديه لم يدفع ثمنها احتفل محمود وريم زوجته بعيد جوازهم الرابع مع العائله والاصدقاء في منزلهم بعد ان اجتمع الناس جميعا شعرت ريم بالفخر لان حبيبها اهداها هديه كانت تتمناها من زمان وقررت ان تكشف الغطاء عن المرايا امام الجميع وقف الجميع امام المرايا وكشفت ريم الغطاء عنها كانت المرايا بها لمعه جميله تخطف الانظار بها رسم ورد علي زوايا المرايا مثل نقش اليزر وقف الجميع ينظر الي المرايا وكانهم في حاله نوم عميق وفي حاله من الزهول ولا يعلم احد ان كان هم الذين ينظرون الي المرايا ام هي التي تنظر اليهم لحظات معدوده او دقائق او ساعات مرت عليهم وهم امامها ولا يعلم احد كم من الوقت مر عليهم لكنهم جميعا شعرو بقشعريره تسري في اجسادهم وهم مثل المنوم مغنطيسين هذه القشعريره جعلت الجميع يفوق من الحاله العجيبه التي مرت بهم وانصرف الجميع وفي ذهن كل منهم سؤال عجيب كيف يعقل ان يظهر اكثر من عشرين فرد في مرايا صغيره عرضها لا يتعدي السبعين سنتي متر ويشعر كل منهم انه يقف وحده في هذه المرايا سؤال مجنون ولكن كل منهم استعاذ بالله من الشيطان الرجيم وقرر ان يتناسي ماحدث في صباح اليوم التالي ذهب محمود الي العمل كالعاده فكان يعمل صراف في احد البنوك مر اليوم عليه بشكل طبيعي الا انه كان في قلق مستمر علي زوجته الحبيبه فكل ما يتصل بها لم تجيب علي الهاتف المحمول فهي من المفروض انها لاتعمل وتجلس في المنزل كان يتصل بها اكثر من ثلاث مرات كل دقيقه مما جعله يجن جنونه فقرر ان يذهب الي البيت فور انتهاء العمل خصوصا ان والده ريم اتصلت به تسأل عنها لانها لاتجيب عن الهاتف المحمول او الهاتف الارضي ذهب محمود الي المنزل وفور وصوله وجد حبيبته تجلس علي الارض امام المرايا وهي مبتسمه فصرخ فيها ولكنها لاتجيب وكأنه لا يتحدث فجلس بجوارها ووضع يده علي كتف ريم وهمس في اذنها بسم الله الرحمن الرحيم فنظرت ريم نحوه نظره رعب وكانت عيناها سوداء سواد اليل والبياض الذي في عيناها اختفي تماما فتجمد الدم في عروق محمود وصرخت صرخه قويه صرخه موت بصوت رجل عجوز تجاوز التسعين عاما واخذها محمود وحملها بين زراعيه الي غرفه نومه لكن العجيب ان صوره ريم وهي جالسه امما المرايا مازلت موجوده بعد انصرافها للحظات فعاد محمود ينظر للمرايا ولكنه لم يجد سوي صورته هو لم يمر الموقف علي محمود مرور الكرام ورفض ان يخبر زوجته ما حدث حتي لا تفزع خصوصا انا لم تتذكر اي شئ مما حدث بعد ان استيقظت من نومها وكأن لم يحدث شئ علي الاطلاق وظنت انها نامت طوال اليوم حتي عوده زوجها من العمل وقررمحمود شراء كاميرات مراقبه حديثه يراقب بها المرايا وزوجته حتي يعرف سر هذه المرايا وزرع محمود الكاميرات في كل مكان في اليوم التالي عندما اخذ شريط الكاميرا المراقبه وجد مالم يتوقعه جعل ما يراه يتجمد الدم في عروقه وتتسارع انفاسه وتزداد دقات قلبه رأي زوجته تجلس اما المرايا من الساعه الثامنه صباحا حتي الساعه الخامسه الاربع تجلس وتشاهد نفسها في المرايا وتبتسم ولا شئ يحدث سوي انها تجلس وشعر بقشعريره تسري في جسده عندما تذكر انها عاد الي المنزل الساعه الخامسه فكيف يعقل ان تطهي زوجته كل الطعام وتنظف الشقه وترتب الفيراش والملابس وتجهز الطعام علي طاوله الطعام في ربع ساعه هو لم يصدق مايراه الشريط يؤكد انها لم تتحرك من امام المرايا طوال اليوم جن جنونه واصبح في حاله من العصبيه الشديده واصبحت المرايا سر كبير عليه ان يكتشفه وزاد الامر تعقيدا امامه عند منتصف اليل عندما سمع صوت بكاء شديد من زوجته فاستيقظ مفزوعا ولم يجد زوجته في الفيراش فذهب الي الصاله والبكاء يرتفع كلما اقترب من المرايا وعندما اضاء النور لم يجد زوجته امام المرايا واصوت البكاء الختفي فنظر الي المرايا وشعر انها تتحداه فارتفع صوت عقارب الساعه وكريستال النجفه بداء يهتز بشده وسمع صوت خبط شديد علي المرايا وصوت الاطباق في المطبخ يتكسر وقبل ان يذهب الي المطبخ توقف كل شئ مره واحده في لحظه واحده واختفت كل الاصوات فصرخ مناديا علي زوجته وذهب يبحث عنها في كل ارجاء الشقه وعندما قرر ان يذهب يبحث عنها في الشارع وعاد الي غرفته ليغير ملابسه وجدها نأمه في الفيراش وعندما ايقظها ويسألها اين ذهبت اكدت له انها لم تغادر الفيراش او الغرفه ولكنه لم يراها في الفيراش فجأت كلماتها صوتها قوي مرعب مخيف
ريم: نام واخرس
ابتلع ريقه بصعوبه ولم يجد كلمات وشعر ان زوجته علي غير طبيعتها والخوف علي حبيبته جعله مثل المجنون كان يجب عليه ان يكتشف ماذا حل بها من تغيرات وظل يراقب كل تصرفاتها علي مدار ثلاث ايام فكانت تتصرف بغرابه شديده ولاحظ انها تأكل من طعام مختلف غير طعامه فدفعه الفضول ان يتذوق هذا الطعام واكتشف ان طعامها كله بدون ملح نهائيا وتأكل بكميات كبيره وكأن هناك عشره رجال يأكلون لم يهداء بل تملكه الرعب من تلك التصرفات الغريبه خصوصا وان بداء يفوح منها رائحه عفن تشبه رائحه الموتي ورائحه فمها اصبحت مثل رائحه القبر والسواد في عيناها يتسع يوم بعد يوم وقرر ان يعرف سر تلك المرايا فذهب الي صاحب المحل يسأله عن سر هذه المرايا ولكنه لم يجد صاحب المحل او البائع الذي باع له المرايا بل والاكثر من ذلك انه لم يجد المحل من الاساس وكأن المحل لم يكن موجودا من البدايه وعندما عاد الي المنزل لم يجد زوجته ولم يفكر ان يسأل عنها وقرر اني يكسر المرايا واخذا كريس كبير من كراسي مائده الطعام يحطم به المرايا التي كانت السبب في كل هذه التغيرات التي حالت علي زوجته ولكن عندما رمي الكرسي علي المرايا لم تنكسر ورد الكرسي علي الارض وكأنه رمي الكرسي علي زوجاج مضاد للكسر وتعجب وقف يصرخ مثل المجنون وسرعان ما عاد الي هدوءه وقال لنفسه عليه ان يهداء حتي يجد حل ونظر كثيرا الي المرايا حتي يكتشف اي شئ ما ولكنه كانت المرايا عاديه جدا لايوجد اي شئ وفي لحظه دخلت زوجته من باب الشقه وعندما وجدت زوجها امام المرايا صرخت ونهته ان يقف اما المرايا مره اخري العجيب انها سألت ان كان سمع شئ من المرايا فعاد ويسأل هل يجب ان اسمع شئ في هذه الحظه تيقن ان هذه السيده ليست زوجته ولكن اين زوجته كل تصرفاتها اغريبه حتي انها لم تعتاد ان تلبس نظاره شمس وطوال الوقت وهي تجلس في المنزل وكل الاضواء مغلقه تجلس علي ضوء التلفاز وعندما ينير الاضواء تصرخ وكأن الاضواء تحرقها ذهب الي اشرطه الكاميرا وشاهدها مره اخري فهو لم يشاهد الاشرطه منذ ثلاث ايام لكن الاشرطه لم تجيب عن اي شئ فكانت زوجته تجلس امام المرايا كلي يوم من الصباح وحتي الساعه الساعه الخامسه الا ربع و يعود ليجد كل شئ في المنزل علي اكمل وجه لكنه لاحظ شئ غريب هذه المره وجد علي المرايا كلمات مكتوبه وعندما اوقف الشريط وجد كلمه حبيبي انا هنا انت مش شيفني انتفض جسده وظل مستيقظ طوال اليل يفكر في هذه الكلمات المكتوبه كيف كتبتها وهي لم تتحرك من مكانها وكتبتها لمن ومن هو حبيبها وشعر ان الجو يزداد خنقه وكأنه ينام في قبر وليس في فيراشه والسرير اصبح كبير جدا لدرجه انه كان لايشعر ان زوجته تنام بجواره وسمع صوت صراخ زوجته وهي تقول محمود انت فين انت فين وعندما انتبه للصوت واضاء النور وجد زوجته بجواره وتقول له
ريم : نام انت كنت بتحلم كلها اصوات في حلم مرعب ماتخفش
تسرب الرعب الي قلبه فكيف عرفت انه سمع اصوات ...
في صباح اليوم التالي بعد انتهاء العمل ذهب يبحث عن المحل مره اخري ولكن بلا جدوي وقبل ان ينصرف وجد شحاذ ينظر له ويقول
الشحاذ : مش هتلاقي اللي بداور عليه
محمود : هو انت عارف انا بداور علي ايه
الشحاذ : المحل مالوش وجود المرايا اللي انت اختها ملعونه
محمود : انت عرفت منين
الشحاذ : لانها كانت عندي قبل منك وحياتي كلها بقيت خراب ومراتي ماتت وعيالي ورميت المرايا هناك علي الرصيف ده واللي ظهر ليك كان نفر من الجن البائع اللي كلمك كان جن هو اللي صور لك انه في محل ووهمك عشان تخدها لانه حارس علي المرايا عبد عن سيده الظلام
محمود: ايه اللي بتقوله ده انت مجنون وانا مجنون اني بسمع الكلام ده منك
الشحاذ: لا انا شحات اه لكن مش مجنون الست اللي عندك في البيت دي مش مراتك دي سيده الظلام مراتك محبوسه جوه المرايا لو عايز تتأكد ناديها وقول لها سيده الظلام نظر له محمود نظره رعب وتعجب وانصرف عنه وهو يفكر في كلامه كان هناك جزء منه يصدق كلام الرجل ولكن العقل يرفض فجلس في سيارته وبحث علي نت الهاتف المحمول عن قصه سيده الظلام لم يجد في البدايه ما يبحث عنه وبعد مشقه وجد القصه واكتشف ان في احد العصور الوسطي كان هناك سيده دميمه جدا ابنه احد الامراء الاتراك كانت ترغب في ان تكون جميله وتعيش مدي الحياه في خلود فذهبت الي ساحر عظيم ووهب لها المرايا وقال لها طلسم ان فعلته عندما تموت سوف تعود روحا مره اخري داخل المرايا وبعد ذلك من الممكن ان تخرج من المرايا عن طريق كليمات تعلمتها منه وحفظتها جيدا بها تستطيع ان تأخذ شكل اي سيده اخري وتحيا حياتها والسيده الحقيقيه تكون سجينه داخل المرايا ولكن اذا ماتت السيده الحقيقيه تعود سيده الظلام سجينه المرايا وطلبت سيده الظلام نفر من الجن يكون حارس علي المرايا يحميها من الكسر ويرسلها الي بشر اخرين كل حقبه زمنيه وكان علي الساحر ان يحقق لها ما تريد فصخر لها قبيله من الجن كلما مات نفر منهم تولي احد اخر من نفس القبيله مسؤليه المرايا تعجب وانتفض وصرخ محمود وكاد عقله يطير من القصه السيده التي تعيش معه من اسبوع واكثر هي شبح واتخذ قرار ان لا يعود الي المنزل قبل ان يجد حل يسترجع به زوجته وبات ليلته في احد الفنادق وظل يبحث علي الانترنت عن شئ يكون حل لما هو فيه حتي وجد قصه تشبه قصته حدثت مع رجل من اكثر من سبعون عام وهذا الرجل كان شيخ جليل فقال ان لك شيطان ومارد وطلسم من السحر يقابله ايه او سوره من القراءن تبطل مفعول السحر اذا كتبت بالمسك علي ورقه بيضاء او قماش طاهر ووضعت علي المرايا وقرائت السوره عشره مرات يبطل المفعول لكن الرجل مات قبل ان يفعل هذا جمع محمود قواه واشتري المسك وكتب علي قماش السوره كامله بعد ان عرفها من قصه الرجل وقال في نفسه يجب ان احاول وان خسرت حياتي وذهب الي المنزل وفور دخله وضع القماش علي المرايا فخرجت لها سيده اللاظلام من غرفه النوم في ملابس باليه ممزقه تعود الي القرون الوسطي وشعرها اشعث ممزق ولونها شاحب مثل الموتي وتأن وتتحرك في خطوات سريعه وقويه كاد ان يموت رعبا من المنظر لكنه تغلب علي خوفه واخذ المصحف وقراء سوره القراءن كامله وكلما تقدم في القراءه كلما صرخت سيده الظلام ولم تستطيع ان تقترب منه وبداء المنزل يهتز وبداء كل شئ في المنزل ينهار ويسقط علي الارض وصوت صريخ شيطاني يخرج من المرايا واصوات حيوانات تملئ المكان والسيده تمزق شعرها وقرب الانتهاء من القراءه انشرخت المرايا وفجاءه انكسرت المرايا منفجره وهداء كل شئ وجد زوجته علي الارض في حاله اغماء وعندما فاقت قالت له ريم: الحمد لله اني شوفتك تاني محمود: انا اموت قبل ان يأخذيك احد مني حمدلله علي سلامتك

لمسات مخيفهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن