ملجأ أيتام

107 0 0
                                    


(منقول)

هالوين إيه اللي نحتفل بيه يا طارق احنا في مصر يا حبيبي..
وبصراحة جو الحفلات والماسكات المخيفة ده مثير للسخرية أكتر منه للرعب هنا..
ده كان رد فؤاد لما عرضت عليهم فكرة الإحتفال بالهالوين..
شادي مكانش معترض .. ايوا هو أكتر واحد جبان فينا بس هو كمان عارف إن كلام فؤاد صح بالنسبة لحفلات الهالوين الكوميدية اللي بتحصل عندنا في مصر..
بس أنا كنت ناوي على حاجة جديدة مغامرة حقيقية من غير ماسكات ولا رسم وجوه زومبي وجماجم على وشوشنا..
وعرضت الفكرة عليهم كالآتي..
اسمعوا بس السنادي احنا مش هنروح حفلات ولا هنلبس ماسكات..
احنا هنروح نقضي ليلة في مبنى مهجور يكون مشهور عنه حكايات وقصص مرعبة..
هنعيش مغامرة حقيقية وهنصور اللي هيحصل لحظة بلحظة..
وفي الاخر هنشارك الفيديو على مواقع التواصل ونشوف ردود الفعل عليه ..
إيه رأيك يا عم فؤاد..
إذا كان كده ماشي انا معاك ..
وأنت يا شادي؟
شادي قال بصوت فيه خوف ولجلجة..
الأول أعرف المكان ده عبارة عن إيه وفين..
لو موافقين على الفكرة يبقى ادوني يومين أدور فيهم على المكان اللي هنبدأ فيه مغامرتنا تمام..
الهالوين آخر الأسبوع يعني كمان خمس أيام..
هنكون لاقينا المكان المناسب..
افترقنا احنا التلاتة واحنا متفقين على المغامرة اللي هنعملها لأول مرة في حياتنا ..
روحت البيت ..
بحثت عن المباني اللي حصل فيها كوارث طبيعية أو جرايم قتل جماعية..
أي مباني الحكايات عنها غريبة وخارجة عن المألوف..
ظهر نتايج كتير قدامي..
بيوت مسكونة..
مستشفيات ملعونة..
مدارس مهجورة..
بدأت أبحث وافرز في كل نتيجة لوحدها ..
لحد ما لاقيت ملجأ أيتام في مكان على الطريق الصحراوي القديم..
لما قريت عنه لاقيت إن أسطورته بتحكي عن مشرفة الملجأ اللي كانت بتتخلص من الأطفال وتموتهم بطرق بشعة أثناء تعذيبهم..
كان من ضمن الأطفال دول طفل عنده مرض شبيه بالتوحد ..
كان أكتر واحد بيتأذي فيهم ..
وفي يوم المشرفة قامت من نومها بالليل علشان تلاقي قدامها الطفل ده وهو ماسك مقص ..
حاولت تقوم وتهرب من الخوف لكن لاقت نفسها متقيدة بحبال في السرير متعرفش إزاي ..
الطفل ده جمع باقي أطفال الملجأ وكل واحد فيهم قص حتة من لحمها وهي بتصرخ من الألم وبتستغيث محدش يعرف بعد كده إيه اللي حصل ولا حد يعرف مصير المشرفة دي لحد النهاردة ..
فيه ناس بتقول أنها مماتش في الليلة دي ..
وهربت علشان خافت من السجن لما تتواجه بجرايمها و فيه ناس بتقول إنها من الليلة دي اختفت في الملجأ ومبقاش ليها أي أثر..
حكيت لفؤاد وشادي عن المكان ده ..
واتفقنا إنه هيكون مكان المغامرة في ليلة الهالوين..
كنا هناك قدام الملجأ احنا التلاتة الساعة ١١ ونص قبل نص الليل مستنيين في العربية..
شادي قال ..
احنا واقفين بالعربية بعيد كده ليه ما يلا نقرب شوية ..
رد فؤاد وقال اساساً الظاهر إن الباب عليه سلاسل واقفال كتير ..
بصيت على شادي وقلتله إننا واقفين بعيد علشان دي منطقة مهجورة ولو دورية شرطة عدت هتشك ان فيه حاجة مش طبيعية بتحصل ...
اما بخصوص السلاسل والاقفال فإحنا هنط السور يا شباب..
باقي ٥ دقايق على نص الليل نزلنا من العربية وكل واحد معاه كشاف وكاميرة موبايله شغالة..
نطينا من حتة في السور كانت مكسورة..
المكان ضلمة والشجر الطويل اللي سامعين صوت الرياح بيلاعب أغصانه موترنا..
ضوء القمر اللي المفروض يطمنا حاسس انه خالق جو مرعب من الخيالات حوالينا..
احنا لسه مدخلناش وشادي تقريباً ماسك في جاكيت فؤاد من الخوف ..
المكان هادي هدوء مخيف صوت خطوات رجلينا اللي بتحف في الأرض من التردد يرعب لوحده ..
لما وصلنا لباب الملجأ..
شادي قال بصوت متقطع ..
ححد ففيكم سمع ححاجة..
بصينا أنا وفؤاد لبعضنا واحنا بنقول لأ مسمعناش حاجة..
المكان هادي يا شادي واحنا لسه مدخلناش..
كنا وصلنا للباب زقيته ودخلنا كنت بحرك إضاءة الكشاف في كل مكان ..
دخل بعدي فؤاد ومن بعده شادي اللي رجليه ابتدت تتقل واحنا لسه في البداية ..
المكان عبارة عن مدخل في وشه سلم ..
على اليمين طرقة بتوصل لأكتر من غرفة وعلى الشمال نفس الطرقة اللي على اليمين بنفس الغرف ..
وطيت على الأرض مسكت حتة خشب كبيرة مكسورة وحطيتها قدام الباب الرئيسي علشان يفضل مفتوح ..
شادي اتبسط وقالي صح كده وهو موطي صوته ..
مش عارف كان موطي صوته ليه الجبان ده ..
فؤاد مشي للطرقة اللي على اليمين ..
وأنا مشيت للطرقة على الشمال..
شادي كان محتار يروح مع مين لكنه فضل يكمل مسك في جاكيت فؤاد..
فتحت أول غرفة ..
كانت عبارة عن مكتب وكرسي مقلوب وبرواز متعلق على الحيطة لحصان بتلات رجول وعيون مطفية بيضا..
دخلت الغرفة التانية والتالتة مفرقوش كتير عن أول غرفة كانوا مكاتب برضوا ..
خلصت الغرف اللي في الطرقة كلها ورجعت عند المدخل..
كان فؤاد وشادي خلصوا برضوا وقالوا ان الغرف عبارة عن مكاتب ..
بصينا على السلم أنا وفؤاد..
شادي قال كفاية كده ويلا نمشي انا خايف..
انت عبيط يابني احنا لسه عملنا حاجة ..
ده كان رد فؤاد عليه ..
قلتلهم يلا ومشيت في إتجاه السلم ..
السلم كان خشبي محدش فينا كان مرتاح لصوت التزييق اللي بيعمله واحنا طالعين..
الدور التاني كان نفس تقسيم الدور الأول طرقة يمين وطرقة شمال..
كنا متأكدين إن الدور ده اللي فيه غرف الأطفال..
مشينا احنا التلاتة بحذر للطرقة اليمين وفتحتا غرفة غرفة ..
كل غرفة كان فيها ست سراير كل تلاتة قصاد بعض ..
الحيطان البياض بتاعها واقع ومتقشر والعناكب معششة في سقفها..
روحنا الطرقة الشمال واللي مفرقتش عن الطرقة اليمين لكن آخر غرفة هي اللي كانت مختلفة كان فيها سرير واحد سرير كبير ومكتب وبرواز متعلق على الحيطة لحصان بتلات رجول ونفس العيون المطفية ..
لاقينا صورة فوتوغرافية صغيرة لواحدة ست في عمر الأربعين تقربباً ..
خرجنا واحنا خايفين من الهدوء ده كأننا عايزين نسمع حاجة علشان نطمن ..
ده لو افترضنا إن ده هيطمنا طبعاً ..
كنا حاسين إن الضلمة اللي ورا نور الكشافات بيحصل حاجات كتير فيها مش بعيد يكون أطفال الملجأ اللي أرواحهم لسه ساكنة في المكان بيراقبونا..
ومش بعيد تكون المشرفة المختفية الغضبانة بتبص علينا بعينيها البيضا وهي رجليها مرفوعة من على الأرض علشان منحسش بيها..
نزلنا على السلم واحنا بنحرك الكشافات في كل مكان حوالينا..
لحد ما صرخنا كلنا من الفزع لما سمعنا صوت شادي وهو بيصرخ وبيقول ..
هو أنا لوحدي اللي سامع ده يعني..
سامع إيه يا أخي فزعتنا معاك ..
ما احنا جنبك اهو ..
استنى بس يا فؤاد..
سمعت إيه يا شادي؟
من ساعة ما دخلنا وأنا بسمع صوت ضحك لأطفال يا طارق ..
مكنتش عايز اقولكم علشان متقولوش عليا جبان ..
بس احنا معاك يا شادي ومسمعناش أي حاجة ..
قال مش مهم بقا أهم حاجة يلا نخرج من هنا ..
لما روحنا عند الباب لاقينا حاجة غريبة أوي..
الباب مقفول والخشبة اللي كانت سانداه مش موجودة..
الخشبة كانت كبيرة مستحيل هوا يحركها..
ولو حتى هوا اللي حركها ليه مسمعناش صوتها؟
حاولنا نفتح الباب لكن الكالون باين في نور الكشاف إنه مصدي طب ازاي اتقفل ..
شادي قال طب ازاي اتفتح بسهولة واحنا داخلين ..
بصيتله وقلت ..
هو كان مفتوح أصلاً واحنا داخلين أنا بس زقيته ..
شادي مسك دراعي مرة واحدة وهو بيقول اهو سامعهم..
سامع إيه يا شادي ارحمني بقا لما نشوف المصيبة دي .
بيضحكوا بيضحكوا يا طارق بيضحكوا يا فؤاد ..
زقينا وحاولنا نفتح الباب كتير لكن من غير فايدة ..
فؤاد قال ..
تعالوا ندور على حديدة تحت السلم ده نفتح بيها الباب أو نكسر بيها الكالون ..
روحنا تحت السلم واحنا بنحرك نور الكشافات واحنا بندور ..
طارق ..
إيه يا فؤاد ..
شايف ..
شايف إيه..
فيه باب هنا تحت السلم ورا البرواز ده ..
كان فيه برواز كبير ساقط منه جزء وفعلاً ظاهر وراه اوكرة باب كأنه مدخل سري ..
كنت مستغرب إن كل البروايز دي لرسمة واحدة نفس الحصان الأسود أبو تلت رجول ..
حركنا البرواز وفتحنا الباب ..
الباب موصل لسلم نازل لتحت..
شادي قال بصوت واطي..
انتوا بتفكروا في إيه..
احنا لازم نمشي دلوقتي ..
فؤاد قاله ..
احنا جايين نغامر يا شادي واللي شوفناه لحد دلوقتي في الدور الأول والثاني حاجة طبيعية جداً ..
هننزل نشوف المدخل ده بيوصل لأيه ونخرج لو عايز تستنى هنا استنى..
فؤاد قال الكلمتين دول واحنا نازلين وطبعاً شادي مقدرش يفضل واقف لوحده ونزل معانا ..
السلم حجري مساحته صغيرة جداً خيوط العناكب في كل حتة ..
السلم موصل لغرفة كبيرة مليانة كراسي وسراير قديمة ..
تقريباً كانت مخزن ..
قربت من الحيطة فيه رسومات كتير وشخبطة أطفال..
الرسومات كلها لحاجة واحدة ..
أكيد عارفينها..
رسومات مش عارف إزاي مألوفة بالنسبالي..
وفي لحظة قربنا من بعض كلنا واحنا بنتلفت حوالينا.
المرة دي احنا التلاتة سمعنا صوت ضحك الأطفال..
شادي حس بحركة ووجه الكشاف لركن الغرفة بعدها فضل يصرخ وانهار مننا..
مكناش عارفين نعمل إيه من الرعب اللي سببوا لينا وسندناه أنا وفؤاد وخرجنا بيه من المخزن السري ده ..
قعدنا قدام الباب المقفول بنحاول نفوّق شادي ..
فؤاد سبني وحاول يفتح الباب وأنا لسه بحاول مع شادي ..
مشيت لمكتب اجيب كرسي اكسر بيه الباب ..
الشبابيك كتير بس كلها متقفلة بشبكة حديد ..
تقريباً كانوا بيخافوا لحد من الأطفال يحاول الهرب..
أو كانوا خايفين لحد من برا يدخل يأذي الأطفال مش عارف ..
مسكت كرسي ورجعت للمدخل..
هما راحوا فين دول..
فؤاد ..
شااادي..
جريت على الباب لسه مقفول ..
سمعت خطوات نزول سريع على السلم ورايا..
وجهت الكشاف..
فؤاد ..
شادي فين؟
بص وقالي كنت سايبه هنا..
هو راح فين ..
زعقت وقلتله أنت بتسألني هو أنا مش سايبه معاك ..
انت إيه اللي طلعك فوق تاني..
قال بعصبية ..
طارق ده مش وقت هزار ..
مش انت اللي ناديت عليا من فوق وقلتلي تعالى ندور على حاجة نفتح بيها الباب ..
ناديت عليك إزاي وأنا مطلعتش فوق أصلاً ..
أنت شوفتني وأنا طالع ..
رد وقال لأ أنا سمعت صوتك جاي من فوق بس ..
كنا واقفين مبلمين مش فاهمين إيه اللي حصل وشادي راح فين ..
وفي وسط نظرات الذهول دي سمعنا صوت شادي..
صوت جاي من فوق من بعيد ..
طلعنا نجري واحنا موجهين الكشافات قدامنا..
فتحنا كل الغرف لحد ما وصلنا لآخر غرفة ..
غرفة المشرفة واتأكدنا إن الصوت خارج منها ..
فؤاد دخل يدور فيها تحت السرير وورا المكتب ..
كنت واقف قدام الباب من برا ..
لما قالي بإستغراب مفيش حاجة..
في اللحظة دي الباب اتقفل بطريقة خلتني وقعت على ضهري وأنا ببعد بخوف..
سامع صريخ فؤاد جوا ..
الكشاف اطفى والتليفون فصل ..
صوت صريخ فؤاد وقف..
وعشت ثواني من الصمت الرهيب..
ناديت عليهم ..
فؤاد ..
شااادي..
بحاول أشغل الكشاف بدوس كتير على باور التليفون بدون فايدة ..
لاقيت نفسي ببكي ..
دي كانت أكتر لحظة مرعبة في حياتي..
مش عارف فؤاد وشادي فين ..
أنا اللي جيبتهم هنا ..
حطيت إيدي على عينيا من شدة الضوء المبنى كله اتحول لضوء أبيض شديد ..
واحدة واحدة سحبت إيدي علشان اشوف ضوء النهار ورا الشبابيك..
بصيت في ساعتي بصعوبة الساعة كانت ٣ الفجر..
سمعت أصوات بروايز بتتكسر وأصوات أطفال بتضحك كنت خايف كنت حاسس برعب من الطرقة المخيفة دي وأبواب الغرف اللي بقت تفتح وتقفل بعنف شديد ..
دخلت لأقرب غرفة ورايا وسند على الحيطة وانا باصص على الباب اللي قفلته بعد دخولي ..
كل حاجة كانت واضحة الأضواء من الشبابيك بتقول إننا بالنهار..
الباب أتفتح مرة واحدة وشوفتها..
شوفتها وهي بتقرب عليا ورجليها فوق الأرض..
شوفتها بفستانها الأبيض وهي واقفة على الباب وبتنادي عليا ..
شوفت دايرة سوده بتكبر قصاد عيني واحدة واحدة لحد ما فقدت الوعي..
فوقت في مكتب تحقيقات وعرفت اني متهم بقتل فؤاد صاحبي صرخت كتير وقلت محصلش..
طلبت يسألوا شادي بعد ما عرفت إنه لسه حي ..
شوفت شادي كان واقف جنب ظابط شرطة قدامي بيبكي ومنهار ..
عينيا كانت بتسأله إيه اللي حصل وفين فؤاد ..
شادي أنكر انه كان موجود معانا من الأساس..
حسيت بغضب شديد ..
حاولت أقرب منه كان قصدي اطمنه علشان لو خايف يتكلم ..
لكنهم افتكروا اني بتهجم عليه ..
كنت شايفه وهو ماشي مع الظابط ملامح وشه اتغيرت وابتسملي إبتسامة مخيفة ..
إبتسامة بتقول إنه عارف كل حاجة وقاصد يخبي..
في اللحظة دي فقدت القدرة على الكلام ..
لما شوفتها ماشية جنبه ..
محدش حاسس بوجودها وشايفها غيرنا..
الغريب إن شادي مش خايف منها..
ودي آخر حاجة فاكرها في اليوم ده ..
بعد كام يوم فوقت لاقيت نفسي في مستشفى لابس مريلة بيضا في إيدي قلم ألوان أسود وقدامي كراسة رسم ..
بصيت كتير في الشكل المرسوم قدامي ..
واللي كان عبارة عن حصان أسود بتلت رجول وعينين مطفية لونها أبيض..

لمسات مخيفهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن