أثار جانبية

177 1 0
                                    


هادي إزيك..
ازيك يا حوده تعالى أتفضل..
أتفضل ايه يا عم أنا مبحبش اجيلك البيت هنا خالص والله..
لولا اني بحب اقعد معاك مكنتش جيتلك..
ليه بس كده يابني..
إيه اللي حصل ده انا حتى ساكن في الدور الأول..
امال لو كنت في دور تاسع كنت هتقول إيه..
يا هادي أنا مبتكلمش على الدور الكام..
أنا كل مشكلتي عندك .. في الدور الأرضي!!
الدور الأرضي !!
ماله؟
أوعى تكون قصدك على عم عبده!!
بيرعبني يا هادي..
بجد الراجل ده غريب ونظرة عينيه كفيلة إنها تقتلني من الخوف ..
والله أنا شاكك فيه إنه يكون ورا حوادث الخطف اللي بقينا نسمع عنها دي ..
أطفال كتير اختفت الفترة اللي فاتت من حارتنا والشوارع اللي جنبنا..
لأ يا حوده انت كده سرحت بخيالك بعيد أوي ..
حرام عليك يا أخي ده راجل في حاله من ساعة ما جه الحارة ..
وعمره ما عمل مشكلة مع حد ..
محمود مقتنعش بكلامي ..
بس هو بيقول كده من خوفه ومن غرابة عم عبده ..
غيرت الموضوع ودردشنا شوية انا وهو كالعادة وبعد كده مشي..
مكنتش مستغرب من اللي قاله محمود عن عم عبده..
أنا نفسي لو حد سألني مين اكتر واحد بخاف منه هقول اسمه من غير تفكير ..
عم عبده الأخرس..
لأ هو مش أخرس بس هو من يوم ما جه يسكن معانا في الحارة دي وهو مبيتكلمش مع حد ..
بيبقى يوم مش فايت لما بقابله صدفة وأنا نازل ..
أنا ساكن في الشقة اللي فوق شقته على طول..
ساعات بقابله وهو بيفتح باب الشقة وهو داخل أو خارج..
لما كنت أقوله سلام عليكم..
ازيك يا عم عبده مكانش بيرد ...
يبصلي البصة المرعبة بتاعته دي وهو ساكت ولما يكون مزاجه رايق يهز دماغه من غير حتى إبتسامة ..
أنا مبقدرش أبص في عينيه لحظة واحدة ولا حد بيقدر..
الناس بتقول إنه كان عالم كبير في الطب وإنه ساهم في صناعة بعض الأدوية مع شركات كبيرة..
ولما سألت إيه اللي وصله للحالة اللي هو فيها دي ..
عرفت انه كان بيعمل تجارب على حبوب جديدة بتعالج مرضى الزهايمر..
اللي كانت مراته بتعاني منه قبل ما تختفي..
بعض الناس بتقول إنه جرب الحبوب دي على مراته ..
لكن النتايج كانت عكسية ومراته بقت مش بس مريضة بالزهايمر.. ده بقى بيجيلها فقدان ذاكرة لأسابيع وشهور .. حتى إنها مبقتش تتعرف عليه هو شخصياً ..
لحد ما فيوم رجع البيت وملاقاش ليها أثر..
تقريباً نزلت ومعرفتش ترجع تاني ..
ومن اليوم ده ..
دكتور عبد المحسن العالم الكبير مبقاش يشتغل في الطب ولا حتى بقا يحب إن حد يقوله دكتور ويفكره باللي حصل ..
ساب كل حاجة وجه يعيش معانا هنا في الحارة ..
وهو على حالته دي ..
مبيتكلمش مع حد ولا بيزور حد ولا حد بيزوره..
الناس بتناديه بعم عبده..
وقليل أوي اللي يعرف قصته ..
بعد كام يوم كنت راجع من شغلي متأخر ..
كانت فيه طلبية هتتسلم قريب والمصنع كله سهر عليها ..
دخلت الحارة تقريباً الساعة إتنين ونص قبل الفجر ..
الدنيا كانت شبه ضلمة ..
كل الناس بتقفل اللمبات اللي قدام بيوتها لما مبيبقاش حد منهم برا ..
كنت شايف خيال حد ماشي قدامي بمسافة مش بعيدة خمنت إنه من العساسين اللي بيلموا الكراتين من الزبالة ..
خمنت كده علشان الشوال اللي كان على ضهره..
حاولت أقرب منه شوية من غير ما يحس بيا ..
قلبي انقبض لما سمعت صوت أنين مكتوم مش واضح ..
أنا بيتي قرب وشكيت إن الشخص اللي قدامي ده من الناس اللي بتخطف العيال الصغيرة..
واتأكدت لما قربت منه أكتر وصوت الأنين وضح أكتر..
مكنتش عارف أتصرف إزاي..
بس قلت إني لازم أوصله وأعرف شكله على الأقل علشان لما أبلغ عنه ..
يبقى سهل عليهم لما يعرفوا مواصفاته..
مشيت بسرعة ..
عايز ألحقه قدام بيتي علشان لو حصل رد فعل مش متوقع أنادي على حد من الجيران..
وفعلاً لحقته عند عتبة البيت ..
وقفت من غير ما أنطق بحرف، ببرق لما لاقيت الشخص اللي قدامي هو نفسه ......!!
مين عم عبده !!!!!!
زي ما يكون اتفاجئ بوجودي..
مكانش عارف يقول إيه ابتسملي ودخل البيت ..
وأنا نظراتي عليه شوية وعلى الشوال اللي على ضهره شوية ..
أنا مصدوم ومش عارف أتصرف فضلت واقف على السلم لحد ما فتح باب شقته ودخل..
دخلت شقتي وأول مرة أقفل الباب بالترابيس عليا ..
معرفش كنت خايف من إيه..
كنت حاسس إنه هيطلع يقتلني لأني كشفت سره ..
على الرغم إني كنت تعبان جداً إلا إني معرفتش أغمض عينيا إلا الصبح ..
محمود أول واحد جه في بالي احكيله اللي حصل ..
روحتله أول ما صحيت وقلتله كل حاجة ..
ها يا محمود ما ترد عليا إيه رأيك في اللي سمعته ده ..
أنا كان قلبي حاسس يا هادي ان الراجل ده مش طبيعي وقلتلك..
طب هنتصرف إزاي..
أنا من إمبارح وأنا بقول إحتمال أكون اتخيلت صوت الأنين ده ..
وإني ظالمه ..
أنا كنت راجع من الشغل مهدود ومش مركز..
بص يا هادي طالما وصلنا للنقطة دي ..
يبقى لازم ندخل شقة عم عبده ده ونشوف إيه اللي بيحصل جوا ..
أنا مش مستبعد إنه يكون هو اللي بيخطف الأطفال دي علشان يعمل تجاربه عليهم ..
بصيتله وقلتله.. تفتكر ..
كل الغرابة والغموض اللي عاملهم على حياته بيأكدوا كلامي..
وعلشان نكشف ده كله ونتأكد.. لازم ندخل شقته يا هادي ..
اتفقنا أنا ومحمود على دخول شقة عم عبده ..
الخطة كانت اننا نراقب لحظة خروجه من الشقة..
وبعد كده ندخل ندور على أي أثر للأطفال ونخرج بسرعة ..
ونبلغ الشرطة لو كانت شكوكنا في محلها..
إزاي هنفتح الباب؟
هنفتحه بالطريقة القديمة..
كتف مني على كتف من محمود الباب هيتفتح..
بيبان البيت كله دايبه أساساً وأي خبطة هتفتحها..
الساعة ٦ المغرب عم عبده بيخرج في الوقت ده ..
كنا واقفين على السلم وسمعنا صوت باب شقته وهو بيتفتح.. وشوفناه وهو خارج..
محمود وقف على باب البيت وأنا اتأكدت ان مفيش حد نازل من فوق ..
وروحت على الباب اللي بكتف واحد اتفتح..
دخلنا بسرعة وقفلنا ورانا..
فتشنا الشقة كلها مفيش أي أثر لحاجة مش طبيعية..
غير بس ريحة وحشة مش باينة أوي..
يعني آخرها الشقة بس مش واصلة لبرا..
محمود وقف وقالي ..
يعني إيه..
الراجل مظلوم واحنا بنفتري عليه ..
في الوقت ده كنت ببص حوليا بإستغراب..
هي إزاي الشقة دي غرفتين وصالة وحمام ومطبخ بس ...
المفروض تكون نفس تقسيمة شقتي اللي هي فوقيها على طول ..
محمود قالي في إيه يا هادي..
في غرفة ناقصة يا محمود ..
الشقة دي المفروض تبقى ٣ غرف!
انت متأكد يا هادي ايوا يا أخي متأكد ..
شاورت على حيطة جنب المطبخ وقلتله المفروض الغرفة التالتة تبقى هنا ..
بس مكان الباب مقفول بالحيطة دي ..
فتشنا الشقة مرة كمان علشان نعرف مكان مدخل الغرفة التالتة..
دخلت المطبخ لاقيت ترابيزة ووراها ستارة متعلقة على الحيطة..
غريب أوي وجود ستارة في المطبخ..
زقيت الترابيزة..
ولميت الستارة ولاقيت الباب ..
مدخل الغرفة التالتة زي ما توقعت..
أكيد ورا الباب ده هلاقي الأطفال المخطوفة..
فتحت الباب بالراحة..
علشان أشوف أكتر منظر مرعب ممكن حد يشوفه في حياته ..
خليني اوصفلكم المشهد اللي أنا شايفه..
سرير عليه واحده جسمها مليان وشعرها منكوش هدومها نضيفة متقيدة الايدين والرجلين في السرير ..
كانت بتحرك دماغها لما سمعت حركتي ..
تقريباً مبتشوفش كويس..
قدام السرير فيه ترابيزة سفره جنبها كرسيان جنب بعض..
على الترابيزة فيه طبقين ومعلقتين..
وفي ركن الغرفة كان موجود بوتجاز صغير..
مش بوتجاز هو حاجة شبهه..
عبارة عن شعلتين بس ..
شعلة عليها زي غلاية كبيرة مليانة مياه..
والشعلة التانية عليها قلاية مليانة زيت ..
مكنتش فاهم حاجة..
لكن لما قربت كانت الست على السرير عماله تأن وتطلع صوت مرعب..
قربت من صندوق في ركن الغرفة ..
كانت ريحة بشعة وكريهة خارجة منه..
قربت وفتحته عشان ألاقي أجزاء من أجسام أطفال..
اللي مقطوع رجله واللي مقطوع أيده..
ده غير العضم والجماجم الصغيرة ..
قفلت الصندوق وانا حاسس إني خلاص هجيب اللي في بطني والست أنينها بيزيد وحركات ايديها ورجليها بيوترني..
مكنتش قادر امسك نفسي أكتر من كده ..
سندت على الحيطة وجبت كل اللي في معدتي..
في اللحظة دي وقفت متجمد مكاني لما سمعت صوت ورايا بيقول ..
انت ازاي دخلت هنا؟
لفيت جسمي ببطئ علشان أشوف عم عبده واقف على الباب وعينيه كلها شر ..
استجمعت كل قوتي وبصيت في عينيه وانا بقول ..
خلاص يا دكتور عبد المحسن سرك انكشف وبان..
انت مجنون وشيطانك خلاك تعمل تجارب على مراتك وخلاك ت ... قطع كلامي وقال ..
انت مش فاهم حاجة ..
لأ أنا فاهم كويس انت العلم جننك يا دكتور وبقيت عايز تحقق طموحك على حساب مراتك والأطفال اللي انت بتخطفهم..
بصلي وقال ..
أنا مكنتش عايز كل ده يحصل..
دخل وقفل الباب علينا وبعدها بص على مراته وقال ..
كان نفسي أرجعها زي زمان ..
كان نفسي تخف من مرضها وتعيش حياة طبيعية ..
مكنتش قادر أصبر لما الحبوب تُختبر أكثر من مرة ..
في الأول إديتها حباية..
حسيت إنها اتجاوبت معاها ومكانش فيه أي أثر جانبي..
كثفت الجرعات..
مكنتش واخد بالي إنها بتاخد جرعات كبيرة من دوا لسه متوثقش ولا اُختبر قبل كده ومحدش يعرف أعراضه الجانبية ممكن توصل لأيه ..
كنت شايف دكتور عبد المحسن بيحكي وهو بيبص لمراته وبيعيط..
حتى هي وقفت أنين لما حست بوجوده..
كمل وقال ..
بعد شهر حسيت بتصرفات غريبة على وداد..
لاقيتها بتاكل اللحمة نية ..
بقت تطلب فراخ كتير وتاكلها نية..
بقت تاكل كميات كبيرة ..
لما وديتها لدكتور صديقي ..
أكدلي إن جسمها فيه كميات كبيرة من حبوب هلوسة مش معروف مصدرها..
وإن أعراض الحبوب دي بتسبب في إرتفاع الشهية لأكل اللحوم..
حاولت أمنع عنها الحبوب دي بس مكنتش بقدر..
لحد ما فيوم رجعت البيت لاقيتها ماسكة في أيدها بنت الجيران وعايزة تدبحها..
اخدت البنت الصغيرة من إيديها واقنعتها إننا كنا بنهزر معاها ومن اليوم ده قررت اختفي واخفيها عن عيون الناس ..
وجينا هنا ..
بالظبط يا دكتور حضرتك ملاقيتش إلا مكان فيه فقراء كتير وأطفال كتير تخطف فيهم وتقدمهم وجبات لمراتك.. علشان ضميرك بيستريح لما تلبي رغبة ضحيتك..
بصيت له شوية كده وقلتله..
أنا فهمت دلوقتي سبب وجود الطبقين دول ..
انت بتشاركها في أكل لحوم البشر..
نفذت التجربة عليك وخدت الحبوب علشان توصل لمصيرها..
لكن خلاص يا دكتور سرك اتكشف..
في الوقت ده شوفته وهو بيمسك سكينة وبيقولي سري مش هيتكشف لو انت مخرجتش من هنا يا هادي..
كان بيقرب عليا بالسكينة ..
مكنتش لاقي مهرب لدرجة إني غمضت عيني واستسلمت للموت..
في الوقت ده باب الغرفة اتكسر ودخل محمود ومعاه رجالة من الحارة ومسكوا دكتور عبد المحسن ..
الشرطة جت وقبضوا عليهم واتحفظوا على جثث الأطفال والعظام اللي لاقوها..
والحارة أتخلصت من أول زوجين آكلين لحوم بشر في مصر..
شكراً يا محمود انت أنقذت حياتي النهاردة ..
بتشكرني على إيه يا هادي ..احنا اخوات ..
بس عرفت إزاي تخرج من الشقة؟
لما افترقنا علشان ندور على باب الغرفة التالتة حسيت بالباب وهو بيتفتح استخبيت في الغرفة اللي كنت فيها..
وشوفت عم عبده وهو داخلك المطبخ..
خرجت بهدوء من الشقة علشان أنادي على رجالة الحارة ونلحقك ..
علشان عارف لو دخلتك وقتها مش هنقدر عليه احنا الإتنين وممكن يقتلنا ولا حد كان هيحس بينا ..
والحمد لله اننا جينا في الوقت المناسب ..

ستوب أرئكم فى البارت 

لمسات مخيفهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن