المشعوذ الغاضب(الجزء الثالث والأخير)

115 4 0
                                    


ماشي في الشارع بجر شنطة سفر كبيرة وصاحبي كريم شايل الشنطة التانية الصغيرة ..
كل شوية أقف لناس من الجيران يسلموا عليا وناس بكتفي اشاورلها بأيدي من بعيد وصلت لموقف العربيات رفعت الشنط على الكرسي ورا السواق وركبت جنبهم السواق قرب مني وبص على الشنط وقبل ما ينطق بكلمة قلتلوا انا هاخد الكرسي كله هز راسه في صمت ولف وشه وندا وقال إتنين رمسيس رمسيس ..
العربية كملت واتحركنا بعد ما ودعت كريم اللي فضل واقف لحد ما مشيت..
بصراحة مكنتش مركز في أي حاجة..
قلبي كان بيدق وقلقان على خايف أول مرة أسافر لدولة تانية ..
ناس كتير حذرتني من التعامل السئ في الغربة برا بلدي لكن مكانش قدامي حل تاني ..
العمر بيجري مني ومش عارف أكون نفسي من الشغل في مصر ..
كان لازم انتهز الفرصة لما لاقيت إعلان طالبين فيه مراقبين كاميرات على الفايسبوك في الأول إترددت وخوفت ليكون الموضوع نصب لكن اتغلبت على التردد ده واتواصلت مع الرقم في آخر الإعلان..
روحت في ميعاد المقابلة وقابلت الشيخ الخليجي اللي بعد شوية كلام عن طريقة شغلي كان باين انه إقتنع بيا جداً مشيت واتواصلوا معايا في نفس اليوم واتفقنا على كل حاجة..
العربية وصلت رمسيس نزلت الشنط ووقفت تاكسي للمطار بعد ساعة تقريباً كنت في المكان اللي سعيت كتير إني أوصل ليه ..
فتحت سوستة صغيرة من الشنطة وأخذت أوراق السفر وتممت عليها ..
كانوا طالبين اني اكون في المطار قبل ميعاد الطيارة ب٣ ساعات علشان لو فيه مشكلة قابلتني يبقى فيه وقت اتواصل معاهم ونحلها..
اثناء إنتظاري قعد جنبي راجل كبير مكانش معاه شنط كبيرة هي شنطة أوراق صغيرة ملامحه كانت دبلانة وباين عليه المرض..
لما خد باله اني ببصله اتحرجت وعملت نفسي اني كنت عايز اسأله على حاجة ..
لكن هو بدأ بالكلام وقالي ..
إزيك..
قلتله الحمد لله آسف بس انا أول مرة أسافر ومتوتر شوية ..
قالي كلنا في رحلة سفر كبيرة لكن مبنحسش بيها إلا في نهايتها متخافش ..
سألني عن اسمي قلتله محمد ..
قالي إنه إسمه يوسف ..
كان فضولي شوية أو كان عايز يسلي وقته بالدردشة معايا مش عارف ..
بس هو فضل يسأل عن أبويا وامي وهل ليا أخوات..
ظهرت عليه ملامح الشفقة عليا لما عرف اني يتيم وماليش أخوات واني كنت قاعد مع خالتي لحد ما جاتني فرصة السفر دي واني بكافح علشان يبقى عندي بيت خاص بيا أتجوز فيه وابني عيلة تحمل إسمي وإسم أبويا..
هو كمان حكالي كتير عن حياته هو كمان فقد أمه في عمر صغير وعاش طول حياته مع أبوه لحد ما اتوفى وبقا وحيد في الدنيا حكالي كمان إن أبوه كان عنده قوة غريبة بيساعد بيها الناس ووصلت قوته إنه كان بيقدر يتحكم في أحلامه ويخليه يشوف أمه أوقات..
وحاجات أغرب من كده ..
بصراحة مكنتش مصدقه وبسمع له بدون تركيز لأن قلقي كان أكبر من الحواديت اللي بيقولها الراجل ده ..
لكن الوقت عدى معاه بسرعة ..
ولما ميعاد الطيارة قرب خلاص كنت رايح الجوازات علشان أتحرك لصالة الإنتظار الخاصة برحلتي..
قلتله إني كنت سعيد بكلامنا وتعارفنا على بعض ..
ابتسم وقال وهو كمان بيتمنالي كل خير سلمت عليه وقمت لكن قبل ما أمشي قالي ..
أستنى يا محمد لاقيته بيخلع خاتم من أيده خاتم فضة عليه حجر أزرق بصراحة كان لافت نظري جداً طول كلامنا..
مصدقتش نفسي وهو بيقولي ياريت تقبل مني الهدية دي علشان تفتكرني وتدعيلي..
معرفتش اكتم الفرحة اللي ظهرت كبيرة عليا أخدته منه وشكرته وقلتله أكيد هدعيلك يا عم يوسف ربنا يبارك فيك ويديك الصحة ..
ومشيت ..
حطيت الخاتم في سوستة جانبية من الشنطة اللي هطلع بيها الطيارة..
كانت تجربة جميلة كنت أول مرة أركب طيارة واشوفها بالقرب ده ..
الرحلة خدت ٣ ساعات من مصر للدولة الخليجية اللي روحتها..
بدأت الشغل من تاني يوم..
في البداية الوقت كان ماشي ببطئ لكن مع مرور أول إسبوع الوقت بقى بيجري من التكرار اليومي اللي بيحصل .. شغل أكل نوم شغل أكل نوم .. مفيش جديد ..
بعد ٣ شهور كنت بدور على حاجة في الشنطة لاقيت الخاتم هدية العجوز في المطار لبسته في إيدي ونزلت الشغل ..
في الليلة دي شوفت عامل فلبيني معاه قط أسود كبير جوه المصنع..
دخلت وقلتله ان ده ممنوع وخرجته هو والقط لكن نظراتهم ليا كانت غريبة حتى العمال كانوا بيبصولي كأني بعمل حاجة غريبة ..
رجعت مكتبي والشيفت خلص ولما نمت حلمت بأمي وأبويا كانت المرة الأولى اللي أشوفهم في حلم من أيام ما كنت صغير كنت فرحان اني شوفتهم واتكلمت معاهم لكن في اليومين دول شوفت وحسيت بحاجات غريبة اتكلمت مع ناس عرفت بعد كده إنهم ماتوا من شهور محروقين في حريق..
الناس دي هما العامل مايكل ومراته وراجل كبير إسمه راجو ..
عرفت ده كله عن طريق زميلي في المكتب ..
لكن الموضوع زاد وبقيت أشوف الأشخاص دول كتير وفي عيونهم باين نية الأذى..
ونظرات القط الأسود ده اللي كانت ترعب لوحدها ..
قررت أرجع مصر خوفاً على حياتي من المكان المعفرت ده ..
وفي ليلة نويت قبل نومي إني هطلب من صاحب الشغل رغبتي إني أرجع مصر وكنت مستني النهار يطلع علشان أخلص من الجو الغريب ده كله ..
لكن في الليلة دي قلقت في ساعة متأخرة من الليل علشان أبص عند باب الغرفة والاقي مايكل ومراته وراجو واقفين بيبصوا عليا والقط واقف قدامهم اتنفضت وقمت قعدت على السرير وانا بقول أنا مأذتكمش في حاجة سيبوني في حالي انا هسافر ومش هفضل هنا ..
لكنهم كانوا بيقربوا وصوت طنين مزعج خارج منهم ..
كنت لافف نفسي بالبطانية مش ظاهر مني غير دماغي ولما قربوا مني جامد كنت مغمض عينيا حسيت بلمس أيديهم على كتفي صرخت وانا مرعوب ..
ومرة واحدة لاقيت الطنين وقف والهدوء رجع للغرفة من تاني فتحت عيني لاقيتهم واقفين لسه وبيبصوا على ضوء أزرق قوي خارج من تحت البطانية انا كمان خوفت وشيلت البطانية من عليا بسرعة علشان ألاقي مصدر الضوء ..
اللي كان خارج من حجر الخاتم اللي في إيدي..
مكنتش فاهم حاجة لكني شوفت الخوف في عيون التلاتة والقط وحجمهم ابتدأ يصغر ويصغر لحد ما اختفوا..
ولما اختفوا الضوء كمان سطوعه قل واحدة واحدة لحد ما رجع لطبيعته..
مكنتش عارف تفسير للي حصل ومكنتش عارف أتصرف إزاي قمت فتحت إضاءة الغرفة وشربت مياه شيلت الخاتم من إيدي وجبت الشنطة فتحت سوستة صغيرة علشان احطوا فيها لكني لاقيت ورقة مطبقة مكنتش واخد بالي منها معرفش دي بتاعتي والا ..
خدتها وقريت المكتوب فيها وكان..
محمد شكراً إنك قبلت الهدية أنت ظهرتلي في الوقت اللي كنت محتاجك فيه أنت ظروفك تشبه كتير الظروف اللي مريت بيها وحياتنا كمان تعتبر واحدة ..
الخاتم كان هو السبب اني اشوف امي في أحلامي..
قلتلك ان أبويا كان عنده قوة غريبة بيساعد بيها الناس وهو اللي صنع الخاتم ده ..
الخاتم مش بس هيخليك تحلم باللي بتحبهم ده كمان حماية من أي أرواح شريرة تحاول تأذيك في أي مكان ..
أنا خلاص كبرت ولما اتكلمنا لاقيتك تشبهني لما كنت في نفس عمرك واستجابت للإشارة اللي جمعتنا من غير ميعاد علشان أعرف إنك الوحيد اللي تستاهل امتلاك الخاتم ده من بعدي ..
خلي بالك من الخاتم وحاول تكون لابسه في ايديك على طول .. ومتسألش نفسك كتير أنا لحقت أكتب الجواب ده امتا وحطيته في شنطتك إزاي..
متنساش اني إبن الراجل صاحب القوة الغريبة اللي قلتلك عليها ..
عمك يوسف ..
خلصت قرايه وانا مذهول من اللي قرأته ده ..
لو كنت قريت الكلام ده قبل اللي شوفته بعينيا قبل شوية مكنتش عمري هصدق..
الخاتم كان السبب اني اشوف أبويا وأمي في أحلامي بعد كل السنين دي ..
وكان السبب اني اشوف مايكل والقط بتاعه الغريب لأول مرة بعد ٣ شهور من شغلي بس علشان كنت لاقيته ولبسته لأول مرة هنا ..
وهو كمان اللي حماني منهم لما حاولوا يلمسوني ويأذوني..
مكنتش مستوعب أفكر في قدرات الخاتم أو القوة اللي بقت بين إيديا..
وإني مش هخاف من أي شئ بعد النهارده وهكمل شغلي هنا لأن مفيش حاجة دلوقتي هتجبرني إني أهرب وأرجع على مصر ..

تمت

انتهاء الجزء الثالث والأخير 

أرءكم+فوت+حضن كبير ليكم كلكم يا حبايبى

لمسات مخيفهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن