لمسات مخيفه

المشعوذ الغاضب( الجزء الأول)

انا راجع مصر ..
خلاص مش مستحمل اللي بيحصل هنا ..
انا عايش في جحيم ..
بشوفه في كل مكان ..
بيوصلي بكل الطرق..
مش عارف إن كان ساحر والا مشعوذ كل اللي أعرفه اني ضايقته..
وبقيت عدوه..
الحكاية بدأت من أربع شهور يوم ما قررت أسافر أشتغل في دولة عربية..
الشغل كان عبارة عن مصنع أغذية فيه عمال أجانب كتير ..
من دول زي الهند والفلبين وسريلانكا وجنسيات تانية ..
الشغل بتاعي كان مراقبة العمال دول عن طريق كاميرات مراقبة..
المراقبة كانت على الإلتزام باليونيفورم وطريقة الشغل والنظافة وكذا حاجة كمان ..
الشغل كان طبيعي لحد ما في يوم جه الدور عليا إني أشتغل شيفت ليلي..
وكان في المصنع عدد قليل من العمال اللي بتحب تشتغل بالليل ..
كان معظمهم فليبنيين واتنين تلاتة هنود ..
لفت نظري وجود قط أسود واقف جنب عامل منهم ..
طبعاً ده ممنوع ..
دخلت بسرعة للمصنع اللي كان مش بعيد عن مكتبي في الإدارة..
اتجهت للقسم ده لاقيت القط ضخم ونظراته بارده بصيت للعامل اللي كان واقف جنبه في البداية سألته عن إسمه..
قالي إن إسمه مايكل ..
كان بيتكلم شوية عربي وشوية إنجليزي بالقدر الكافي اننا نفهم بعض..
قلتله ان القط ده لازم يخرج حالاً ..
ده مصنع أغذية ومينفعش وجوده هنا بكل الأحوال..
العمال كانت واقفة بتبصلي وكأني كنت بعمل حاجة مش مألوفة..
بس مديتهمش إهتمام ووجهت كلامي للعامل مايكل ده ..
اللي خدت بالي منه انه كان بيبصلي نفس النظرة الباردة بتاعة القط بتاعة..
لكنه نطق اخيراً وقالي بالإنجليزي ببرود .. أوك سير..
ومشي على برا والقط وراه..
القط وهو ماشي كان عمال يبص عليا كأنه بيحفظ شكلي ..
في اليوم التاني سلمت المكتب لزميلي بتاع الشيفت الصباحي ومشيت على السكن ..
مقلتلوش حاجة من اللي حصلت لأن علاقتنا لسه مش قد كده وانا كلامي قليل ..
نمت وانا عمال افتكر نظرة القط ليا وهو ماشي وصاحبه الغريب ده ..
صحيت بعد العشاء علشان بعمل أكل قبل ما بنزل على الشغل ..
ميعاد نزولي الساعة ١١ بالليل ..
وانا نازل سمعت كركبة في مطبخ الدور اللي تحت ..
دخلت لاقيت مايكل معاه واحدة قدام طبق وبيأكلوا منه حاجة معرفتش اميزها ..
لكن الغريب إني لاقيت القط بياكل معاهم في نفس الطبق..
وقفت شوية مستغرب الموقف بس مرة واحدة خوفت لحد فيهم يشوفني لكن حسيت إن مايكل لمحني في آخر لحظة ..
لما مشيت بسرعة سمعت صوت مواء القط الغريب ده بطريقة مخيفة وعالية ..
دخلت المكتب وانا بنهج استلمت الشغل والليلة مشيت طبيعية ..
دورت على مايكل في كل الكاميرات مكانش موجود فكرت انه في أجازة ..
الشيفت خلص وطلعت انام في بداية نومي كنت قلقان ومش مرتاح فضلت اتقلب على جنبي اليمين شوية وعلى جنبي الشمال شوية ..
لحد ما روحت في النوم ..
وعيشت الحلم الغريب ده ..
لاقيتني واقف في محل و معايا شاب خليجي كنا شغالين مع بعض لحد ما دخل علينا ٣ ستات لابسين أسود ومغطيين وشوشهم كنت واقف في الجزء اللي برا من المحل وزميلي الخليجي من جوه ..
التلت ستات عدوني لكن مرة واحدة لاقيت واحدة فيهم لفت ليا بوشها وحطيت ايديها على صدري وباستني..
في اللحظة دي انا كنت مسلوب الإرادة مكنتش قادر أبعد عنها ..
عرفت اني في حلم وان اللي انا فيه ده حاجة إسمها شلل النوم أو الجاثوم..
إستسلمت وقريت آية الكرسي في نفسي لأن صوتي مش طالع ..
علشان الست اللي قدامي يقع عن وشها النقاب والاقي ان الست دي هي نفس الست اللي شوفتها بتاكل مع مايكل الليلة اللي فاتت وإني في لحظة شوفت وشها متشوه وكله حروق ..
بعدها اتحررت وصحيت من النوم خوفت انام تاني ..
كنت قاعد على سريري لما سمعت صوت القط الغريب نفسه قدام باب غرفتي..
لما نزلت شغلي بالليل كنت خايف ..
انا الوحيد اللي موجود في الشركة الأضواء كلها مقفولة إلا ضوء خفيف قدام مكتبي ..
الساعة اتنين بعد نص الليل حسيت ان الجو بارد على غير العادة بصيت على التكييف مكانش شغال ..
انا في بلد خليجي والجو حر معظم الأوقات ايه اللي اتغير دلوقتي مش عارف ..
حسيت بحاجة مش طبيعية خصوصاً لما لاقيت إن الإضاءة زي ما تكون هتقطع..
وفعلاً معداش دقايق وقطعت..
كل حاجة فصلت وبقيت في ظلام تام..
الكاميرات اشتغلت على الشاشات مرة واحدة وعاملة صوت وش عالي ..
انا مش فاهم حاجة مديت إيدي بخوف اوطي صوت الشاشات مرضتش اقفلها لأن اضائتها طمنتني شوية ..
سمعت صوت ماكينة التصوير اللي قدام مكتبي بتشتغل لوحدها انا متأكد اني لوحدي في المكتب ..
خرجت على ضوء الشاشات قربت من ماكينة التصوير كانت بتصور نسخ كتير ورا بعض خدت صورة منهم..
مصدقتش نفسي لما قربت من الإضاءة ولاقيت إنها ..
صورة الست اللي شوفتها في الحلم ..
بشكلها البشع ..
مرة واحدة اشتغل الصوت في الشاشات مرة تانية لكن الصوت كان أعلى..
مكانش ينفع ادخل المكتب تاني طلعت أجري على باب الشركة خبط في حيطة وكنت هقع على وشي على درجات سلم صغير ..
زقيت الباب الزجاجي علشان أخرج لكنه كان مقفول أول مرة الباب ده يتقفل الأمن عارف اني جوا ..
صوت الوش كان بيزيد لدرجة لا تحتمل..
حسيت بحاجة عند رجلي ..
لما بصيت شوفت القط الغريب ده بيمسح جسمه في رجلي ..
أترعبت وزقيته بعيد ..
دققت النظر في الضلمة على المكان اللي راح له القط لاقيته واقف بين إتنين الإتنين دول كانوا مايكل والست اللي شوفتها في الحلم بيقربوا مني ..
لحد ما بقا بيني وبينهم خطوة واحدة..
وشوشهم المحروقة كانت آخر حاجة اشوفها قبل ما أفقد الوعي..
فوقت تاني يوم على إيد زميلي اللي كان بيصحيني وبيقولي محمد مينفعش تنام في مواعيد الشغل الشيخ حاطط لنا كاميرا في المكتب وبيراقب علينا كل ليلة بنفسه..
انا فعلاً لاقيت نفسي على المكتب ..
لكني فاكر كل حاجة حصلت ليا إمبارح ومتأكد إنه مش حلم ..
متكلمتش كتير وسيبت المكتب ومشيت..
وانا طالع السكن لاقيت راجل كبير في السن شكله شغال هنا من زمان ..
روحت قعدت جنبه واتعرفت عليه كان إسمه راجو عرفت انه هندي سألته على عامل اسمه مايكل شغال معاهم في المصنع دايماً ماشي معاه قط..
الراجل فكر شوية وقالي بلهجة عربية هندية ..
هذا نفر موت من زمان !!
قلتله لأ موت ازاي اللي انا بكلمك عنه عايش ولسه شغال في المصنع..
ده حتى مراته معاه..
وشاورت له على الشقة اللي ساكن فيها في نفس المبني اللي انا ساكن فيه ..
لاقيت الراجل قام ومسك إيدي علشان ندخل الشقة اللي قلتله عليها ..
رفضت امشي معاه بس هو صمم..
مشيت وانا قلقان..
لحد ما وصلنا للغرفة ..
اللي كانت فاضية تماماً وباين عليها أثار حريق على حيطانها وسقفها..
لسه هدخل ورا عم راجو وبمد رجلي في الوقت ده سمعت صوت زميلي في المكتب بينادي عليا وهو واقف على السلم.
لاقيته بيقولي متدخلش المكان ده ..
كان طالع يجيب حاجة نسيها من الغرفة بتاعتنا..
رجعت وسألته عن اللي حصل للي كانوا في الغرفة دي ..
قالي هو مين ابن الجزمة اللي حكالك الحكاية دي وانت لسه مكملتش كام شهر معانا..
وكمل كلامه وقال حكاية مايكل الفلبيني بإختصار إنه كان ليه عداوات كتير لأنه كان بيشتغل في الأعمال والشعوذة جنب شغله في المصنع..
كان بيستخدم مراته في الأعمال دي ..
حتى أنه ورط نفسه مع ناس من برا الشغل..
لكن في يوم الناس كلها صحيت على حريق الغرفة بتاعتهم واتنقلوا للمستشفى لكن كانوا خلاص جسمهم كله اتشوه وماتوا التلاتة في نفس اليوم ..
لكن محدش يعرف ايه اللي حصلهم وغرفتهم ازاي اتحرقت لوحدها من غير المبنى..
وهل ده حصل بفعل فاعل والا حادثة ..
والغريب اكتر الغرفة اللي كل ما يجددوها وحد يقعد فيها الحيطان بترجع كأنها اتحرقت من أول وجديد ده غير الكوابيس المخيفة اللي بتجيلهم باقي مدة شغلهم لحد ما بيمشوا من المكان خالص ..
كنت حاسس اني ورطت نفسي في حاجة كبيرة لكني أتأكد لما زميلي قالي وهو نازل ..
نسيت اقولك انهم لاقوا راجل هندي كبير في السن محروق معاهم في الغرفة ..
الراجل ده كان إسمه راجو!!
مكنتش عارف اتكلم من الصدمة راجو ده اللي كان لسه مم معايا ..
ببص على الغرفة مرة تانية اتفزعت لما شوفت القط الأسود واقف وبيبص عليا بنظراته الباردة ..

يتبع

أرئكم فى البارت

أسفه لو فى أخطاء أملائية