الرجل العجوز

792 5 0
                                    

ذات ليلة كنت جالسة بجانب اخي الصغير نشاهد التلفاز معاً في غرفة المعيشة، وفجأة قام بالاستدارة تجاه ركن الغرفة وظل يحدق به في صمت لثلاثة دقائق ثم قال : ليس الآن، وعاد لمشاهدة التلفاز في هدوء، وبعد مرور وقت قصير نظر إلي ركن الغرفة من جديد وقال : حسناً اراك لاحقا ! اخبرني ابن اخي الذي يبلغ من العمر ثلاثة أعوام أن هناك امراة تزوره كل ليلة في غرفته تغني له حتي ينام، طلبت منه أن يصفها لي فقال أنها ترتدي ثوب احمر وانها لا تمشي علي الارض مثلنا، ولكن لها حركة غريبة وكانها تسبح في الهواء، واسمها هو فراني .. لا اعتقد أنه اختلق كل هذه الاشياء . كنت اضع ابنتي التي لم تتم ثلاثة اعوام بعد في فراشها لتنام، وعندها سألتني لماذا عليها أن تنام في ذلك الوقت، فقلت لها في بساطة لأن الاميرات الصغيرات يجب أن ينمن باكراً، وفجأة توقفت ابنتي واشارت إلي احد اركن الغرفة قائلة : وماذا عن تلك الفتاة الصغيرة هناك ؟! ابني الصغير يتحدث بأمور غريبة لم اذكرها له قط ومن يتحدث أى شخص امامه بها من قبل ولا ادري من اين علم بها، ففي يوم من الايام اخبرني أن شقيقته الكبري تأتي لزيارته في غرفته كل ليلة، في البداية كنت اتجاهل الامر ظناً مني أنه يتخيل ذلك أو يختلقه، ولكن في مرة قررت أن اساله عن اى شقيقة يتحدث، فهو طفلي الوحيد، فقال لي : شقيقتي التي اجهضتها قبل سنوات من ولادتي !! العجيب ان ذلك قد حدث بالفعل ولكن لا أدري كيف علم به . قمت من نومي في وقت متأخر من الليل، اتجهت إلي الحمام، وفي طريقي وجدت ابن عمي وهو طفل يبلغ من العمر اربعة سنوات، كان يجلس علي السلم وحيداً، ويصنع بوجهه تعبيرات مختلفة، مرة وجه مضحك وجه اخري وجه متعجب ومرة وجع غاضب .. ظننت أنه يلعب، سألته ماذا يفعل، فقال لي أنه يقلد السيدة ذات الجديلة الطويلة الواقفة هناك، واشار إلي امامه بجانبي، تلفت حولي فلم أر أ احد، سالته : ماذا تفعل السيدة الآن ؟ فقال لي : انها تبتسم وتلف الجديلة حول رقبتها، فقلت له : ولماذا تفعل ذلك ؟ فقال لي : لأنها انتحرت هكذا، لقد خنقت نفسها بجديلتها الطويلة، وبعدها اخذ ابن عمي يصنع بوجهه تعبير وجه شخص يختنق .. وفي الوقت نفسه سمعت من خلفي صوت شخص يلهث ، وإلي الآن لم استطع تفسير هذا الموقف . خيال ام حقيقه


"خيال"

                                                                      الطريق المجهول

هل عشت يومًا تجربة قلبت حباتك رأسًا على عقب بل انهتها تمامًا، تلك حكايتي التي اقصها عليكم والتي اودت بي إلى الهلاك، فأنا شخص بائس وحيد ومن تبقى لي من اسرتي في طريقه إلى الرحيل إنها أمي آخر من تبقى لي مريضة بمرض خبيث وفي انتظار الموت لأصبح بعدها وحيدًا تماما.

خرجت في إحدى الليالي اتلمس بعض التغيير اتلمس الخروج من تلك الحالة التي اصبحت عليها من البؤس والألم، فأخذت سيارتي وانطلقت بلا وجهة محددة وظللت ادور وفجأة لمحت تلك المنطقة الغريبة التي لم الحظ وجودها من قبل رغم أن هذا طريقي المعتاد للذهاب والاياب، فأثارة فضولي فدخلت لاستكشفها كان يبدو أنها منطقة مهجورة حتى أن منازلها مهدمة، وطال بي الوقت واردت الرجوع ولكن أين طريق الرجوع لقد تهت.

وانا ابحث عن طريق للعودة كانت في مواجهتي تلك الحديقة الجميلة وقد كان الارهاق والتعب استبد بي فدخلتها لأستريح، وبالفعل نمت ولكن كان نومي مزعج حيث كان يعج بالأحلام المزعجة والكوابيس مما دفعني للاستيقاظ وكانت في انتظاري مفاجأة إذ اختفت سيارتي، هل يوجد هنا لصوص يا لهذا الحظ السيء.

رجعت اتجول في المكان محاولًا الخروج ولكن ما هذه الأصوات المرعبة إنها تأتي من تلك البيوت مما أثار الرعب في نفسي، وزادت حدت الأمر فرأيت هذا الرجل الذي لم اتحمل رؤيته ولا صوته ففقدت الوعي.

عدت إلى وعيي وليتني لم اعد فما رأيته يفوق الاحتمال ما هذه المخلوقات العجيبة حمار برأس أفعى وطائر برأس انسان وانا مقيد بالسلاسل وهم يتحاورون بشأني وقد كان القرار بعدم عودتي ابدًا.

سألني أحدهم لما انت هنا حسنًا اجابتك ليست ذات اهمية فمصيرك تم تقريره، وتم ايداعي بغرفة بشعة مع ادوات تقطيع وانا اصرخ ولكن ما من مجيب، فجاءة ظهرت فتاة صغيرة فكت قيودي وساعدتني علي الخروج من الغرفة إلى الحديقة وهناك وانا احاول ايجاد طريقي للهرب وجدت هذا العجوز وطلبت المساعدة فكانت ابتسامته مقيته وهو يخبرني بأنه هنا منذ عشر سنوات ولم يعرف الطريق، فمن جاء إلى هنا منسي حتي انه ينسى من يكون.

اصبت بخيبة الأمل وبدأت في البكاء فظهر الرجل الذي اسرني وبدأ يطاردني فأصاب قدمي إلا أنني ظللت في طريقي للهرب وفجأة زال جرحي وألم قدمي وزادت سرعتي وانا اتوجه نحو الضوء، ولكن كل شيء مختلف حتى سيارات الأجرة كما لو كانت لا تراني وهنا فهمت معنى كلام العجوز فحاولت العودة للحديقة ولكنها اختفت.

ركضت إلى أقرب من وجدته لكنه نفس العجوز وهو يخبرني سترى الجحيم وانت لا ترى وستراهم وستموت بعد شهر، وظهر رجل خلفه وقطع رأسه وهو يصرخ صرخة مدوية، أما انا فاجلس في انتظار مصيري بعد شهر.

لمسات مخيفهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن