حين يراك الموت

95 2 0
                                    


ماذا لو وجدت نفسك ممدت في قالب مملوء بالمياه قالب يشبه البانيو..
تغمرك فيه المياه من أطراف أقدامك إلى رقبتك..
مياه دافئة تدعوك للتراخي، مقطوعة موسيقية هادئة في الخلفية تزيد الشعور بالراحة..
ستحب ذلك بالتأكيد ستغمض عينيك للتلذذ بهذه اللحظات التي تفصلك عن صخب الحياة..
ولكن!!
ماذا لو اكتشفت أن كلاً من قدماك ويداك مكبلة في قعر هذا القالب ..

ستحاول الإفلات فور اكتشافك لذلك ..
ستحاول بإستماتة..
ستشعر بالخوف أن محاولاتك لإستعادة حريتك لا تفلح وبعد محاولات متكررة ستهدأ وسيقل خوفك ..

ستقول انها مزحة سخيفة من أحدهم وطالما لديك مساحة للتنفس فلننتظر النهاية لنرى ..
ستستكمل إسترخائك بدون اكتراث، سيتواجد بعض القلق في أعماقك لكنه سيتلاشى ..
ستطمئن تماماً وتُغمض عيناك مرة أخرى ..

بعد دقائق قليلة تفتح عينيك في فزع، عندما تشعر أن منسوب المياه يرتفع وسيغطي رأسك بعد لحظات ..
ستصاب بالهلع ..

ستتسارع نبضات قلبك كفرس يركض بأقصى سرعة في مضمار سباق أوشك على نهايته، يمر بشراسة من بين منافسيه..
تتيقن أن الأمر أكبر وأخطر أن يكون مزحة..

تصل المياه لعينيك تجد نفسك تأن تريد أن تخترق حاجز المياه بصرخاتك..

تستغيث طلباً للنجاة لكن لا أحد يستجيب لندائك ولا أحد يسمعها..

مخزون الأكسجين في رئتيك أوشك على النفاذ..

كسا عينيك اللون الأحمر، أصبحت بالكامل تحت الماء..

ترى أمام عينيك أخر ومضات الحياة..
ترى نجاحك، وترى فشلك، ما أحببت، وما كرهت، ترى حسناتك، وترى أخطائك، ترى صدقك، وترى كذبك، ترى جرائمك التي لا تغتفر، قد ذهب عمرك قبل التطهر منها وطلب الغفران لها..
إلى أن يعم الظلام التام..
لتستيقظ في اليوم التالي وتكتشف أنك رأيت الموت متجسداً في حلم أخر مرعب.
ولكن هذه المرة ستستيقظ وأنت تعلم ما عليك فعله.

لمسات مخيفهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن