1

9.8K 126 15
                                    

                                         المقدمة

ابــــــــنـــــــــة أبــــــــــيـــــــهــــــا

_هذه الورقة خذيها واتجهي للطابق الخامس من المبنى...

أخذت الورقة مبتسمة من الرجل دون أن تنظر لتقرأ ما فيها وسارت بخطواتها الرشيقة نحو المصاعد، أحدهما متوقف كما بدا لها في الطابق الثاني من المبنى الضخم الذي دخلته قبل لحظات، فطلبت المصعد الثاني ووقفت تنتظر، تنظر حولها وقد عادت لتقطيبة حاجبيها ، وابتسامتها النضرة اختفت ، لمحت الكاميرا المثبتة أمام باب الدخول مباشرة ، فلوت شفتيها تفكر ترى من يراها الآن؟

لكنها لم تتساءل كثيراً فقد وصل المصعد وانتظرت حتى خرج منه بضعة رجال لتصعد فيه، قطبت من اللوحة الكثيرة الأزرار وللرقم المنار أعلاها الذي يخبرها أنها في رقم صفر ، فعليا يعتبر الطابق الذي تقصده السادس!

وكون الرقم خمسة هو آخر رقم ضغطته ، لتراقب الباب يغلق ويصعد بها نحو المكان المقصود خلال لحظات فقط ، أنارت اللوحة بالرقم خمسة وفتح باب المصعد..

تنهدت ونزلت منه لتقف في وسط ساحة كبيرة ، على يمينها ممر كبير واسع يبدو أن مكاتب الموظفين على جانبيه ، وأمامها مكان واسع جدا مخصص للدرج ، أحدهما لفوق والآخر لتحت ، وعلى يسارها نافذة من زجاج كبيرة جداً فاتجهت نحوها تقف لتستند على الحرف الرخامي للنافذة التي رأت من خلالها كل الموقع للميناء...

شردت بنظراتها نحو البحر...

ما يفصلهما الآن بحر واسع لا قرار له ، سمعت صوت رسالة نصية قصيرة جديدة على هاتفها ، فسحبته لتفتحها وتقرأ

(كيف حالك )...

لكنها لم ترد عليها...

هذا هو الحال منذ أشهر، غداً أو بعده.... ربما بعد بعده... يوماً ما سترد لكن طبعاً ليس اليوم ، وهو كذلك سيرد ولكن بعد أيام، بينهما سباق لا ينتهي... من منهما سيتحمل أن يتأخر في الرد أكثر...

سمعت صوت فتاة قربها

_مرحباً..

التفتت لها ولكنها ومن النظرة الأولى لم تحبها أبدا، لوت شفتيها دون أن تبتسم لها حتى

_أهلا...

نشافتها بالرد لم تمنع الفتاة ذات الشعر الأشقر المصبوغ بشكل واضح، لم تعجبها حتى زينتها المفرطة فهي لم تخفِ عمرها المتقدم كما هو ظاهر حول عينيها..

_بمَ أساعدك أول مرة أراك هنا...

أدارت عينيها في محجرهما وبكل ملل ردت

_شكراً لا أحتاج مساعدة...

ارتفع حاجب الفتاة لتنمحي ابتسامتها الودودة وتتركها دون كلمة إضافية...

ابنة أبيهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن