4

2.1K 58 2
                                    

ابــــنـــة أبـــيـــهـــا

الفصل الرابع

ــــــــــــــــــ

كعادته منذ أن بدأ عمله في هذا المكان , يقف صباحا , على نافذة الساحة الخاصة بالمصاعد يرتشف قهوته بلذة ويراقب الشارع العام , ينتظر وصول الحافلات الخاصة بنقل الموظفين ..

ما ينتظره بالأكثر هو دخول نور .. تلك الفتاة تشغل باله كثيرا في هذه الأيام منذ أن جاءت للعمل هنا وهي كتلة من الفوضى ..

صحيح أنها ذكية وتتعلم بسرعة , لكنها نوعا ما ..

أممم ؟ ماذا بإمكانه وصفها ؟

هو حقا لا يجد الكلمات المناسبة لوصفها حقا , ففي لحظة تبدو في قمة الوعي وبلحظة تكون غبية حمقاء ..

هناك شيء في عينيها يحيره ..

عيناها تحكيان الكثير من القصص الغريبة .. هي طبيعية تماما , واثق من الأمر , ولكن يبدو أنها تعرضت لشيء ما جعلها تصبح هكذا ..

لكن للحق .. هي ناعمة .. بريئة أكثر مما يجب تجعله يشعر أن من واجبه حمايتها والاعتناء بها ..

رغما عنه ابتسم .. حينما رآها هي كالعادة تأتي باكرا ..

تذكر أنها غاضبة منه .. بعد أن منعها من الاحتفاظ بالكناري في المكتب ..

لا يزال يتذكر اعتراضها على تعنته ..

كانت محمرة بغضب وهي تضم القفص مدافعة عن حقها بتربيتهم ..

لكنه كان واضحا .. إما أن تأخذهم بعيدا أو أن يفتح القفص ليدعهم يهربون منها ..

حينها بتمرد هي من فتحت باب القفص في الممر تاركة العصافير تطير في المكان مسببة فوضى احتاج المستخدمون بعض الوقت للسيطرة عليها , بينما فر الكناري من النافذة الضخمة ..

لتتهمه باكية بكل بساطة أنه هو السبب وأنه هو من سيحمل ذنب موتهما جوعا لأنه لم يسمح لها بالاحتفاظ بهم ..

عبس بعدم رضا حين استوقفها حسن ليتحدث معها ..

زاد عبوسه , حينما بدا عليها الخجل وهي تبتعد خطوة عنه حينما اقترب ..

تحدثا بعض الوقت قبل أن تتجه نحو الداخل , وفي ذلك الوقت انتبه لما تحمله بيدها ليتساءل ( ما المصيبة هذه المرة ؟ )

لكنه لم يتساءل كثيرا حين بعد دقائق ليست بكثيرة فتح باب المصعد لتنزل منه , وتتجه دون أن تنظر ناحيته حتى نحو غرفتها ..

تبعها على الفور ليناديها قبل أن تفتح الباب وقد قرر فجأة ..

-نور .. أحضري أغراضك وتعالي لمكتبي ..

انتفضت من صوته والتفتت له

-صباح الخير ..

همست لكنه لم يسمعها ..

ابنة أبيهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن