16

1.7K 54 0
                                    

ابنة أبيها

الفصل السادس عشر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جلست بفم مزموم تنظر لرؤى التي ظهر نتوء بطنها واضحا ينبئ بما يخفي داخله , كانت تأكل تفاحة حمراء تماما كخديها في هذه اللحظة بينما تجلسان في حديقة البيت الأمامية تلاحقان أشعة الشمس الدافئة في هذا البرد ...

-لا يبدو أن ظنونك في مكانها يا رؤى ..

همست نور , تضم ساقيها لصدرها .. بينما عيناها سارحتان في البعيد ..

لقد مر على عودتها للعمل أسبوعان حتى الآن , وخلال هذه الفترة لم يبد عمران نحوها أي شي خاص ..

تعامله معها كان رسميا جدا ..

هو حتى لم يكن كما في بداية عملها , تحاول جدا أن تثيره للجدل , لكن فقط يتجاهلها .. انكمشت على نفسها أكثر تفكر بكلام الطبيب الخاص بها .

هي لن تفكر .. أبدا لن تسمح لأفكارها بجرها نحو ما جرى ..

هو لا يتجاهلها بسبب ماضيها ..

هو فقط منذ البداية لم يكن مهتما وما كان عليها أن تنجرف وراء الآمال الزائفة التي زرعتها رؤى في عقلها ..

-ما الذي تعنيه ؟

سألتها رؤى عابسة , لكن نور لم تهتم للإجابة كانت غارقة في عالم أفكارها ..

تنهيدة عميقة خرجت منها جعلت رؤى تنظر لها بحاجب مرتفع ..

ما الذي يجري هنا .. اعتدلت رؤى بجلستها

-هل أنت معجبة بمديرك نور ؟

سألتها رؤى مباشرة ..

تاهت عينا نور للحظة ثم همست بصدق

-أنا لا اعرف كيف يكون الحب يا رؤى ولا حتى الإعجاب !

رؤى هذه المرة ضيقت عيناها بانزعاج ..

-بل أنت معجبة به وهذا واضح ..

لكنها فقط كانت تحادث الفراغ مكان نور التي قفزت فجأة من مكانها تهتف من بعيد حينما وصلت للباب

-سأتمشى في الحرش يا رؤى ..

ثم خرجت غير مهتمة لنداء أمها أو رؤى ..

هي فقط تريد السير والابتعاد , لقد اشتاقت لتلك الأيام التي كانت ترافق فيها أيهم للصيد .. جدالها معه . . تتبعها له خلسة حينما يرفض أخذها معه ..

هناك بين أشجار الحرش الضخمة وجدت الحرية مجددا لتصرخ بأعلى صوتها ..

لا أحد يسمعها .. لا أحد يراها ..

هذا ما تحتاجه حقا ..

وقفت على قمة جرف صخري تنظر للوادي ثم فتحت ذراعيها وصرخت ..

ابنة أبيهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن