11

1.7K 45 0
                                    

ابنة أبيها

الفصل الحادي عشر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

نظرت لابنتها الباهتة الملامح بعدم رضا .. هم قدموا لها كل شيء , ويبذلون جهدا خرافيا لمساعدتها , لكن كل ذلك دون نتيجة ..

-نور لا تعجبني هذه الأيام .. هي شاحبة أكثر مما يجب !

علقت حين رأتها تعود لغرفتها مع زجاجة الماء التي لا تفارقها ..

لم يرد مروان عليها .. عقله كان في مكان آخر تماما ..

كان مع حديثه مع ذاك الشاب ..

حكا كل شيء له , لا ينكر أنه يبدو أهلاً للثقة ولكن كيف يأتمن أي رجل آخر على ابنته ! إن كان هو لا يعرف كيف يتصرف معها ويخشى أن يزعجها ولو بهمسة ..

لا يوجد رجل .. أي رجل يرضى بتصرفاتها ..

-هل تسمعني !

هتفت نهى بتأفف لينظر لها عابسا

-ما الأمر !

ارتفع حاجباها غيظا وقالت بحنق

-بالله عليك بما تفكر !

وهنا حقا فكر مروان أنه لن يخبرها أبدا بشأنه !

لا يضمن ردة فعلها والتي بالتأكيد لن تعجبه ..

ضيق عيناه وهو ينظر لها ثم قال ببساطة

-من الأفضل أن تذهبي لتجلسي معها عوضا عن الندب عليها طوال الوقت !

حاجباها الدقيقان للحظة ظن أنهما علقا في مكانهما فوق !

قبل أن تهتف بغضب

-مروان ! اذهب من وجهي في هذه اللحظة حالا !

ثم وقفت عن كرسيها متجهة نحو الحديقة تتركه وحده وقد طلبت منه أن يغادر !

وهي تكمل تمتمتها الغاضبة

-اجلس معها ! وماذا جاءني من دلعك لها ! هي لا ترد عليّ , كل ما أصلحه في سنة تفسده أنت في ثانية ! اجلسي معها .. كم الكلام سهل ..

التفتت له قبل أن تخرج من الباب وهو يراقبها بصمت فقد اعتاد على غضبها ..

لذلك ابتسم لتشعل نارا فوق نارها

-اذهب واجلس معها يا عبقري زمانك وأخبرني ما الذي سيتغير !

أغلقت الباب خلفها بقوة واتجهت نحو حديقتها وقد تركته وحده يفكر فيما قالته ..

يجلس معها ويناقشها !

زم شفتاه بعدم رضا .. هو زرع الكثير من الأشياء الخاطئة في عقل ابنته فكيف سيتمكن من النقاش معها بشكل طبيعي !

هو ببساطة لم يرغب أن تكبر ففعل ما بوسعه كي لا تكبر حقا !

حك رأسه مجعدا جبينه بذنب .. حسنا .. ربما أخطأ قليلا ..

ابنة أبيهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن