7

2K 58 1
                                    

ابنة أبيها

الفصل السابع

ـــــــــــــــــــــــــــــ

-لا زال الوضع على حاله سيدي ! ابنتك تعاني من انعكاس حالتها النفسية على الصحية ويخرج ذلك على شكل حرارة تصعب السيطرة عليها وما زلت مصرا أن العلاج النفسي هو الحل ..

أصر الطبيب الذي كان مرافقا لمروان على رأيه , فهو تقريبا مسئولا عن حالتها الصحية منذ سنوات وكان الأقدر على التعامل معها ..

كان مروان قد اتصل برؤى وأخبرها أن تحضر ثيابا بديلة لنور وتتبعهم نحو المشفى تحسبا لأي طارئ , وكم كان محقا ..

عمران ما زال ينتظر في الخارج دون أن يفهم شيئا , لم يقدر على المغادرة لسبب غير معلوم , والدها حتى لم يشكره على إسعافها !

ووجد لنفسه مبررا للبقاء أن هاتفها وأشيائها لا زالت معه بعد أن عادت ديمة لعملها بطلب منه ..

لم يعرف تماما كيف سيبدأ الحديث مع والدها , ولكن لاحظ قدوم الطبيب المسئول في المشفى والذي لم يكن راضيا عن تدخل الطبيب الآخر حتى أوضح ذاك عن متابعته للحالة منذ سنوات والحالة الخاصة التي تعاني منها , عمران حينها تمكن من سماع بعض الحديث لكنه بالطبع لم يفهم ما يعني ذلك , هو اعتقد أنها تعاني نوعا من الحساسية ..

أما عن سبب تركها تحت الماء البارد في الحمام , فهو وجد من المخجل أن يسأل عن الأمر , هو فقط خرج من الغرفة وتركها مع والدها ..

بذكر والدها .. ترك الطبيبان لجدلهما وطرق الباب , ليفتح له الرجل بعد فترة قصيرة , نظر له عابسا وقلقا وعلق وهو ينظر للممر يتجاهله تماما

-تأخرت رؤى !

-سيدي ؟

تساءل عمران بغيظ من الرجل الذي أمامه , نوعا ما تأكد أنه والدها فهي تملك ذات وقاحته !

نظر له مروان مرة أخرى , ثم تنهد متسائلا

-بمَ أساعدك ؟

أغمض عمران عينيه بحنق , ثم رسم ابتسامة باردة على شفتيه , ليمد يده بحقيبة نور وهاتفها لوالدها

-هذه أغراض الآنسة نور , أنا يجب أن اعتذر وأعود لعملي أتمنى لها الشفاء العاجل ..

أخذ مروان الأشياء وشكره دون وعي فهو ما زال ينتظر قدوم رؤى التي تأخرت , لكنه هتف متذكرا

-أنت حملت ابنتي إلى هنا !

كان يبدو مستاء , مستنكرا .. ارتفع حاجبي عمران بعجب .. ثم قال بحذر

-العفو .. أليس أنت من طلب مني أن أسرع ؟

ابتلع مروان ريقه بصعوبة .. ولم يجد ما يقوله , فكرة أن رجلا آخرا حمل ابنته لا تعجبه , هو ان كان يجب أن يكون موجودا بقربها ..

ابنة أبيهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن