ابنة أبيها

15

ابنة أبيها

الفصل الخامس عشر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ضحكة شقية صدحت في أرجاء البيت جعلت أيهم يجعد حاجباه بانزعاج واضح بينما رؤى غطت وجهها بالوسادة ..

خارجا كانت نور تضحك مع والدها تنتظر منه أن ينهي إفطاره كي يوصلها للجسر حيث اليوم سيتم استئناف عملها .. علاجها نسبيا قد انتهى ..

بعض الاستشارات فقط هي ما يجعلها تقصده كل فترة .. كانت تشعر بالحماس بشكل كبير , العودة للعمل الذي لم تكن تشعر بمدى روعته وكمية الفرق الذي أحدثه في حياتها , الشوق لرؤية عبير وديمة ..

وعمران !

رغم أنها لم تسمع منه أو عنه شيئا خلال الثلاثة أشهر التي مرت ..

كانت مرحلة سيئة جدا في حياتها ولكنها انتهت الآن .. يبدو أنها لم تكن تعلم أي جمال يمكن أن يخفيه عنها القادم من الأيام إذا ما سمحت لنفسها أن تخرج من الماضي وما حمله من أوهام ..

كم كانت تتوهم أشياء لا وجود لها .. أنزلت كم قميصها الخفيف كي تخفي آثار أظافرها على جلدها .. لم تكن فترة سلام كاملة فقد مرت بعدة انتكاسات راودتها الأحلام السيئة عن ما مرت به لفترة من الزمن ولكنها تمكنت من التغلب على الخوف الذي سكنها وها هي اليوم .. تضحك وتمرح ..

تعلم تماما أنا حسن قد هرب لخارج البلاد .. وهلا لا أحد يعرف عنها شيئا ..

نظرت لنفسها في المرآة ..

حتى هي لم تعد هي نفسها .. لقد تغيرت ..

مرحبا بكم في عالمي !

همست لنفسها في المرآة .. عدلت الحزام الذهبي ذو السلاسل الناعمة حول خصرها , قميصها الأسود مغربي النوع يعجبها جدا ... ملابسها اختلفت .. تميزت بالسواد حتى عينيها زينهما كحل أسود !

هي لم تعد نور حقا ..

انتهى مروان من إفطاره بعد الكثير والكثير من توصيات نهى التي تتبعه وكأنه طفل صغير .. مروان للأسف وقع صريعا لمرض السكري !

وذلك جعل نهى تعلن حالة التأهب في كل الأوقات هي تراقبه كما لو كان طفل صغير وهذا ما يثير غيظه رغم أنه يجعل نور تضحك على شجاراتهما اللطيفة ..

نهى ورؤى لم تكن لديهما أي فكرة عما حصل سوى ان نور ومروان تعرضا لحادث ما , رفض أيهم على إثره أن يأتيا للمشفى مبررا أنهم سيكونون في المنزل صباح اليوم التالي ..

تمكن أيهم من احتواء الأمر , أصر على تكثيف جلسات العلاج التي حضر بعضا منها رغم اعتراض نور على الأمر , وجوده بعد ذلك نوعا ما أعطاها دفعا للأمام , لتتكلم لتخرج كل مخاوفها ..

لأول مرة منذ وقت طويل نور أخذت قرارا هي فكرت وأرادت فعله ..

لأول مرة فعلت شيئا دون أن تترك أمر التفكير به لوالدها كما تفعل عادة ..